أكد السيد الهاشمي جعبوب وزير التجارة، بأن التصدير خارج المحروقات في الجزائر لا يزال دون المستوى المطلوب والمرغوب ودون الإمكانيات المتاحة فعليا في الميدان، وشدد في لقائه أمس مع المصدرين الجزائريين على ضرورة تشريح الوضع للخروج برؤية واضحة واستراتيجية جديدة قصد دفع تصدير المنتوجات ومرافقة المصدرين وذلك بإشراك جميع المتعاملين، كما كشف عن وضع برنامج عمل دقيق لكل شعب الاقتصاد والفلاحة من أجل بلوغ 2 مليار دولار من الصادرات خارج المحروقات في آفاق سنة 2010 هل المنتوج الجزائري غير مرغوب فيه في دول العالم الأخرى؟ هل التصدير غير مربح؟ أم أن الإنتاج وافر ونحن عاجزون عن تصديره؟ أسئلة عديدة طرحها وزير التجارة في اللقاء الذي جمعه صباح أمس، بالمصدرين الجزائريين بمقر الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الجزائرية، موضحا في هذا الشأن بأن ميزان التجارة الخارجية سجل في السنة الماضية 56 مليار دولار من الصادرات و21 مليار دولار من الواردات، لكن الصادرات خارج المحروقات لم تتعد 1،2 مليار دولار وهو رقم وصفه ب "التعيس" ولا يشرف الجزائر، كما أنه لا يعكس قدرات الجزائر ومكانتها، حيث أنه لا يسمح حسبه حتى بتغطية استيراد الدواء ولا واردات حليب الغبرة لهذه السنة الجارية· وتساءل الوزير في خطابه أمام المصدرين إن كانت الأسواق الأجنبية والعالمية وقواعد التصدير "مجهولة" أم أن أداء الحكومة والوزارة ضعيف فيما يتعلق بتقديم الدعم اللازم للمصدرين، أم هناك عراقيل إدارية يواجهها المصدرون، كما ألح على ضرورة إيجاد أجوبة على هذه الأسئلة الجوهرية ورفع الحلول من أجل الخروج بتوصيات دقيقة ورسم خارطة طريق لتصحيح الخطأ، مؤكدا في هذا الشأن بأن الحكومة عازمة على مساعدة المصدرين· وفي نفس السياق ذكّر الوزير بأن الدولة وضعت آليات ومؤسسات خصوصا من أجل مساعدة المصدرين، من بينها الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية التي ترافق المصدرين وتساعدهم والصندوق الوطني لترقية الصادرات خارج المحروقات الذي يقدم دعما ماليا للمصدرين من أجل المشاركة في المعارض الدولية ويتكفل ببعض الأعباء مثل نقل البضائع· وأوضح الوزير بأن الاندماج في الاقتصاد العالمي الذي تسعى الجزائر إليه لن يكون سوى بالتصدير والاستيراد، حيث لا يمكن حسبه البقاء ك "جهاز هضم لمنتوج الغير"، بل يجب تغيير هذا الوضع بدعم الصادرات حتى تكون نشاطا تجاريا مربحا ولخلق مناصب شغل، كما أن التصدير يدر العملة الصعبة سيما عندما نعلم بأن الجزائر تستورد منتوجات عديدة ومختلفة· وعلى صعيد آخر، شدد وزير التجارة على ضرورة الخروج من الوضعية الدفاعية الانكماشية التي يوجد فيها المصدرون والانتقال إلى وضعية إقدام، داعيا المصدرين إلى مواجهة المنافسة وعدم التخوف من المنتوجات الأجنبية، حيث أكد بأن المنتوج الجزائري بإمكانه أن يواجه هذه المنافسة· وتسعى وزارة التجارة إلى إبرام اتفاقيات تجارية للبحث عن أسواق للمنتوجات الوطنية رغم المعارضة الإيديولوجية لبعض الجهات على حد تأكيد السيد جعبوب، الذي أشار إلى أن وزارته تسعى إلى إبرام اتفاقية شراكة مع الاتحاد النقدي والاقتصادي لدول غرب إفريقيا، مع الأردن، موضحا بأن الجزائر أبرمت اتفاقيات تصدير واستيراد عديدة من بينها اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في سبتمبر 2005، لكن لم تستغل هذه الفرصة التي أتاحها الاتحاد الأوروبي رغم أن هذه الاتفاقية طبعت في كتاب ووزعت على جميع المتعاملين، مع العالم أن الجزائر بإمكانها تصدير منتوجات عديدة ولاسيما في المحال الفلاحي، حيث يمكنها مثلا تصدير 100 طن من العسل، 5 آلاف طن من الطماطم، 500 طن من الفرولة إضافة إلى زيت الزيتون ومنتوجات أخرى عديدة· وفي الأخير كشف الوزير أن تنصيب المجلس الوطني للمصدرين سيتم في نهاية السنة أو بداية العام المقبل، مؤكدا بأنه سيكون دعامة إضافية للمصدرين، كما وعد بوضع آليات لمعالجة المشاكل والعوائق التي تعترض المصدرين لاسيما على مستوى الميناء، إضافة إلى دراسة اقتراح بعض المصدرين الجزائريين المتعلق بإعفائهم من الضريبة على القيمة المضافة· للإشارة تم تنصيب فوج عمل لرفع جميع مقترحات وتوصيات المصدرين الجزائريين الذين شاركوا في اللقاء إلى وزارة التجارة قصد دراستها وبحث السبل الكفيلة لرسم خارطة طريق وتصحيح الخلل حسبما أكده الوزير الذي دشن بمناسبة تنظيم اللقاء "دار المصدر" الكائنة بمقر الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الجزائرية وهي عبارة عن فضاء يضم مكاتب مخصصة للمصدرين الجزائريين· *