قدرت نسبة الأمية في 2008 بحوالي 22 بالمائة حسب آخر مسح، وحسب السيدة عائشة باركي رئيسة جمعية «اقرأ» فإن النسبة تكون قد انخفضت إلى حدود ال19 بالمائة في 2012، في تقديرات أخيرة. وإذا كانت هذه الأرقام بعيدة عن إجماع كل الأطراف العاملة في مجال مكافحة ظاهرة الأمية، فإن الإجماع أكيد حول المجهودات المبذولة منذ الاستقلال للتخفيف من الظاهرة. ولتقييم أشمل لهذه المجهودات، نظمت الجمعية الجزائرية لمحو الأمية «اقرأ» وشركة الاتصالات «نجمة» أمس بمقر المركز الوطني للدراسات والتحاليل حول السكان والتنمية، ندوة خصصت لعرض النتائج الأولية لدراسة أعدها الأخير، خاصة بتجربة الجزائر في محو الأمية خلال خمسين سنة أي منذ الاستقلال، وقد أنجزت الدراسة من طرف المركز لفائدة جمعية «اقرأ» وبتمويل من شركة «نجمة» في إطار اتفاقية الرعاية التي وقعت شهر افريل الماضي من طرف رئيسة الجمعية السيدة عائشة باركي والمدير العام لمؤسسة نجمة السيد جوزيف جاد. وبمناسبة عقد الندوة التي جاءت كذلك في سياق الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية المصادف للثامن سبتمبر من كل عام، اعتبرت السيدة باركي ان الدراسة تشكل دعما مؤكدا لبرامج الجمعية المستقبلية في محاربة الأمية وتسمح في نفس الوقت بتكريس شراكتها مع «نجمة»، التي أكد مديرها العام في بيان وزع في الندوة «بعدها المواطني»، واستعدادها لمواصلة دعم الجمعية. معتبرا ان النتائج الأولية للدراسة «ستكون بالتأكيد سندا ثمينا للإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية». وتم التذكير في السياق بالنشاطات السابقة التي جمعت «نجمة ب«اقرا» لا سيما تقديم كتب لفائدة المتعلمين في 2006 والمساهمة المالية في بناء مدرسة لمحو الأمية بالخروب في قسنطينة التي دشنت في 2009 والاحتفال بعشرينية «اقرأ» سنة 2011 وتأسيس جائزة «نجمة» لمحو الأمية في 2012. وخلال الندوة التي نشطها عدد من الخبراء في المجال عرضت مختلف الإحصائيات المتعلقة بظاهرة الأمية في العالم وفي الوطن العربي وفي الجزائر خصوصا، حيث تمت الإشارة إلى التراجع الكبير الذي عرفته الظاهرة ببلادنا من 1962 إلى 2008، بعد ان انتقلت من نسبة 85 بالمائة إلى 22.1 بالمائة، لكنها اعتبرت مرتفعة نسبيا مقارنة بالمعدل العالمي. وأشاد المتدخلون بالمجهودات المبذولة منذ الاستقلال لحصر الظاهرة التي تتعدد أسبابها، مشيرين إلى ضرورة مضاعفتها من اجل الوصول إلى نسبة صفر بالمائة من الأميين رغم إقرارهم بصعوبة الوصول إلى هذا الحد في آفاق 2018، التي تشير الإسقاطات النظرية إلى بلوغ نسبة الأمية فيها 12 بالمائة إذا استمرت الجهود بنفس الوتيرة الحالية.