أكد السيد حسين طاهر باحث وخبير في التنمية وقضايا المجتمع أمس أن عدد الأميين في الجزائر في انخفاض من سنة إلى أخرى بفضل السياسة التي تنتهجها الدولة للقضاء على الظاهرة منذ الاستقلال، حيث سجلت في آخر إحصائية أزيد من 6 ملايين أمي لسنة 2008، أي بنسبة 22.1 بالمائة، فيما كان معظم الجزائريين أميين بنسبة 92 بالمائة سنة 1962. وحرص الخبير خلال استعراض قراءته حول إحصائيات المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية على ضرورة اعتماد نسبة 22.1 بالمائة كمعطى يتم اعتماده في تفسير وتحليل الأسباب المتعلقة بتفشي ظاهرة محو الأمية من جهة، ومتابعة المراحل التطبيقية التي تقوم بها مؤسسات الدولة وجمعياتها وتقييمها بهذا الخصوص من فترة لأخرى حتى يتسنى القضاء نهائيا على هذه الظاهرة عبر الوطن في أفاق سنة 2015 وفقا للاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي أطلقتها الحكومة قبل سنتين. وحسب المتحدث فعدد الأميين في الجزائر يقدر ب6108000 في آخر إحصاء عام للسكن والسكان لسنة 2008، منهم 28.9 بالمائة نساء و15.5 بالمائة رجال، وأوضح أن الإحصائيات المصنفة حسب النوع الاجتماعي تبرز الفجوة القائمة بين الجنسين، كما أن الأمية حسب الفئة العمرية التي تتراوح بين 10 و19 سنة تقدم مؤشرا مفيدا ومفسرا لعدد الأميين الجدد الذين يضافون سنويا إلى المجموع الكلي للأميين البالغين، مقترحا في السياق إلزامية التعليم لما دون 19 سنة على أساس أنه يؤدي إلى الحد من الظاهرة. ومن جهة أخرى يظهر ارتباط بين تفاقم ظاهرة الأمية والتوزيع الجغرافي، حيث تشهد بعض الولايات ارتفاعا ملفتا مقارنة بالمعدل الوطني للأمية، رصدها الخبير في عشر ولايات، منها الجلفة، تيسمسيلت، سعيدة، غيليزان، النعامة، تيارت والبيض، فيما تعرف المدن الكبرى انخفاضا مريحا مقارنة بالمعدل الوطني، على غرار الجزائر العاصمة، وهرانقسنطينة، وغرداية، وأكد حسين طاهر أن الظاهرة مستفحلة في المناطق الريفية لدى الجنسين وكشف عن 49.4 بالمائة من النساء القاطنات بالمناطق المبعثرة أو الريفية لا يعرفن القراءة ولا الكتابة ولم يسبق لهن وان زاولن أي تكوين. من جانبها أكدت السيدة حسيبة حواسين رئيسة الديوان بالوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة في كلمة بمناسبة تنظيم يوم دراسي حول محو الأمية والذي يتزامن مع إحياء اليوم العالمي لمحو الأمية، أن الدولة خصصت في إطار جهودها المبذولة لمحو الأمية في الجزائر ميزانية تقدر بأكثر من 50 مليار دينار، وذلك لتجسيد الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية في أفاق 2015، مضيفة أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى تخفيض نسبة الأمية بنسبة 50 بالمائة في 2012 والقضاء عليها في غضون 2015، وأوضحت أن نسبة هذه الظاهرة في تقلص مستمر. وتطرقت في السياق إلى بعض الأرقام التي تشير إلى تدرج نسبة الأمية في الجزائر قبل الاحتلال إلى غاية السنوات الأخيرة الحالية مبرزة أن 79 بالمائة من الأطفال الجزائريين متمدرسين "و هو ما يعني تراجع نسبة الأمية في السنوات الأخيرة. وأفادت السيدة حواسين أن الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة وضعت مخططين مرتبطين بصفة مباشرة بالاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية ويتعلقان بالمخطط الوطني لحماية الطفولة (2008- 2015)، وكذا مخطط ترقية المرأة (2013/2008). من جهتها أكدت رئيسة جمعية اقرأ السيدة عائشة باركي أن "نسبة الأمية في الجزائر تقدر ب22.1 بالمائة أي ما يفوق 6 مليون جزائري يجهل القراءة والكتابة"، مضيفة أن الدولة تبذل في السنوات الأخيرة جهودا معتبرة لتخفيض هذه النسبة. ودعت جمعية اقرأ إلى إجراء تقييم حول محو الأمية في الجزائر يقدم في شكل تقرير سنوي إلى المسؤولين المعنيين بالإضافة إلى التكوين المستمر للمعلمين والمؤطرين، وطالبت الجمعية إلى ضرورة اقتراح يوم وطني لمحو الأمية وتعليم الكبار في الجزائر وكذا الاعتراف بمهنة معلم محو الأمية كباقي المهن الأخرى.