خصصت، الدولة، في إطار جهودها المبذولة لمحو الأمية في الجزائر، ميزانية تقدر ب 50 مليار دينار، لتجسيد استراتيجية تهدف الى القضاء على الامية في آفاق 2015 وترمي هذه الإستراتيجية التي انطلق العمل بها في سنة 2007 إلى تخفيض نسبة الأمية بنسبة 50 بالمئة في ,2012 والقضاء عليها في غضون .2015 وأوضحت، السيدة حسيبة حواسين، رئيسة الديوان بالوزارة المنتدبة المكلفة بالاسرة وقضايا المرأة في كلمة بمناسبة تنظيم يوم دراسي حول محو الأمية والذي يتزامن مع إحياء اليوم العالمي لمحو الأمية أن نسبة هذه الظاهرة في تقلص مستمر. وتطرقت في هذا السياق إلى بعض الأرقام التي تشير إلى تدرج نسبة الأمية في الجزائر قبل الإحتلال إلى غاية السنوات الأخيرة الحالية، مبرزة أن 79 بالمائة من الأطفال الجزائريين متمدرسين ''وهو ما يعني تراجع نسبة الأمية في السنوات الأخيرة''. وقدم ممثل عن المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالتنمية والسكان دراسة حول واقع الأمية في الجزائر وتدرج نسبها عبر السنوات، بالإضافة إلى مقارنة هذه النسب مع نظيراتها على المستوى العربي والعالمي. وأكدت، الدراسة، أن نسبة الأمية كانت شبه منعدمة قبل الإحتلال الفرنسي لتصبح، في حدود 92 بالمائة، خلال السنوات الأولى للإستقلال. كما تناولت، الدراسة، توزيع نسب الأمية عبر الولايات، وكذا الكتب والمقررات المستعملة لمحو الأمية والتي انتقلت من الامية الأبجدية إلى الأمية الحضرية (التربية الصحية والقانونية). وأفادت، السيدة حواسين، أن الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة وضعت مخططين مرتبطين بصفة مباشرة بالإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية ويتعلقان بالمخطط الوطني لحماية الطفولة (2008 2015)، وكذا مخطط ترقية المرأة (2008 2013). من جهتها، أكدت رئيسة جمعية »إقرأ« السيدة عائشة باركي أن ''نسبة الأمية في الجزائر تقدر ب 1,22 بالمائة، أي ما يفوق 6 مليون جزائري يجهل القراءة والكتابة''، مضيفة أن الدولة تبذل في السنوات الأخيرة جهودا معتبرة لتخفيض هذه النسبة. ودعت، ذات المتحدثة، المواطن الجزائري إلى التجند لتقليص هذه النسبة ''خاصة في المناطق الريفية حيث ما تزال نسبة الأمية لدى المرأة مرتفعة بالمقارنة بالمناطق الحضرية''. ورفعت، الجمعية الجزائرية لمحو الأمية »إقرأ«، توصيات بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية وتتعلق ب ''إعادة النظر في الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وفي البرامج الخاصة بكل الفئات''، بالإضافة إلى ''إدراج كتب متعلقة بمحو الأمية الحضرية والوظيفية والثقافية والصحية والدينية''. ودعت، ذات الجمعية، إلى ''إجراء تقييم حول محو الأمية في الجزائر يقدم في شكل تقرير سنوي إلى رئيس الجمهورية''، بالإضافة إلى التكوين المستمر للمعلمين و المؤطرين. وأشارت الجمعية إلى ''ضرورة وجود يوم وطني لمحو الأمية وتعليم الكبار في الجزائر، وكذا الإعتراف بمهنة معلم محو الأمية كباقي المهن الأخرى