يؤكد الشيخ فرحات في مجال البيئة، أن الخطورة الصحية التي نجمت مؤخرا عن مهاجمة الناموس لعمال المركب الصناعي بالرويبة، شرق العاصمة، تعود بالدرجة الأولى إلى الطبيعة الخاصة للجراثيم التي تحملها هذه الحشرات، وليس إلى هذه الأخيرة في حد ذاتها على اعتبار أنها، وفق بعض المعلومات، حشرات من “نوع غريب". وأشار السيد فرحات، في هذا الحوار الخاص لجريدة “الجزائر نيوز"، إلى كون هذه الجراثيم الخطيرة التي تحملها حشرات الناموس بهذه المنطقة تعود إلى كون المياه الموجودة ضمن المستنقعات بالرويبة، ولاسيما على مقربة من المركب الصناعي، ليست فقط قذرة ولكنها تعتبر أيضا، وخاصة ما يعرف بوادي الأبيار، ملوثة لكونها مصبات لمواد صناعية تفرزها مختلف المصانع الموجودة في مركب “الرويبة". جرى الحديث مؤخرا عن حشرات “ناموس" غريبة سببت لسعاتها مضاعفات صحية خطيرة لعمال المركب الصناعي بالرويبة، هل لديكم تفسير لهذه الظاهرة؟ وأي نوع من حشرات “الناموس" يتم الحديث عنه بالتحديد؟ ما جعل هذه الظاهرة تبرز إلى السطح هو المياه القذرة الموجودة هناك (يقصد مياه المستنقعات وخصوصا وادي الأبيار) وهي المياه التي تعتبر في نفس الوقت ملوثة بافرازات مواد صناعية على مستوى وادي الأبيار، ناتجة عن النفايات الصناعية التي يخلفها نشاط مؤسسات المركب الصناعي بالرويبة، وزيادة على ذلك لابد من الإشارة إلى الأوساخ الموجودة بالوادي المشار إليه وفي محيطه أيضا. ولكن ماذا بخصوص هذا “النوع الغريب" من الناموس الذي جرى الحديث عنه، هل هو أيضا نتاج هذه النفايات الصناعية الموجودة في الوادي، لاسيما وأن المياه عنصر ضروري في تكاثر “الناموس" مثلما يعرف الجميع؟ أنا في الواقع لا أعرف نوع هذه الحشرات بالضبط، ولكن لابد من الإشارة إلى وجود ظروف مناسبة لتكاثر هذا النوع من الحشرات، فضلا عن كون الجراثيم التي تحملها هذه الحشرات هي جراثيم ذاع طبيعة خاصة بفعل عامل التلوث الموجود في الوادي. وكيف ترون الحلول من أجل السيطرة على وضعية كهذه؟ لابد من اللجوء إلى تنظيف البيئة الموجودة في المكان سواء تعلق الأمر بالوادي أو بمحيطه، ومن الضروري أيضا إيجاد حلول لظاهرة رمي النفايات الصناعية في هذا الوادي (يقصد وادي الأبيار دائما) باعتبار أن المنطقة موسومة بطابعها الصناعي، وفي هذا الإطار ينبغي اللجوء إلى تطهير هذا الوادي ومنع عمليات تلويثه بنفايات صناعية. وفي رأيكم من هي الأطراف المسؤولة عن القيام بهكذا مهام؟ إن المسؤولية هنا يتقاسمها الجميع سواء تعلق الأمر بمسؤولي المصانع أو السلطات المحلية التي تقع عليها مسؤولية تأمين النظافة، ولا ننسى مثلا أن انتشار “الناموس" في الجزائر العاصمة يعود إلى انسداد قنوات يفترض فيها أن تكون وسيلة لصرف المياه، حيث يؤدي وجود المياه الراكدة في نهاية المطاف، إلى توفير البيئة المناسبة لتكاثر حشرات الناموس.