توفي حارس بلدي بينما لا يزال آخر في مستشفى ترشين ابراهيم بغرداية تحت العناية المركزة بسبب إصابتهما بداء الملاريا، وحسب ما أكدته آخر التحريات الطبية، فإن زميلا لهما تنقل مؤخرا إلى ولاية سطيف وقد ظهرت عليه أعراض الداء، وهذا في سابقة تعد الأولى من نوعها في الجزائر. وعلمت ''النهار'' من مصادر مسؤولة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أنه تم تسجيل 3 إصابات بالداء الذي يعتقد أن الرعايا ماليين والأفارقة هم المتسببون في نقل الوباء إلى الجزائر، وقد توفي حارس بلدي يقطن بحي مرماد بولاية غرداية ويعمل في المركز التابع للحرس البلدي بحي الشعبة الحمراء ويبلغ من العمر 35 سنة الذي يبعد عن مقر البلدية بقرابة 5 كلم، حيث أشيع خبر وفاته بسبب الربو، غير أن قدوم لجنة تابعة لمديرية الصحة بغرداية إلى حي الشعبة الحمراء لتفقد مركز المراقبة وأخذ عينات من الماء الشروب ونزع عينات من دم أعوان الحرس البلدي تأكد أن السبب هو حمى الملاريا. وظهرت على المتوفي أعراض الملاريا كالحمى والصداع ويمكن للملاريا، إذا لم تُعالج، أن تتهدّد حياة المصاب بها بسرعة من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم وقد اكتسب الطفيلي المسبّب للملاريا في جسم المتوفي القدرة على مقاومة عدد من الأدوية المضادة له. وأعلنت حالة استنفار قصوى حسب المعلومات التي توفرت لدى ''النهار'' بحثا عن حارس بلدي تنقل إلى ولاية سطيف وقد ظهرت عليه أعراض الوباء، حسبما أكد لزملائه، حيث تم أول أمس عقد اجتماع بمقر الدائرة بضاية بن ضحوة، برئاسة رئيس الدائرة ورئيس المجلس الشعبي البلدي، إضافة إلى رئيس مصلحة الصحة. كما حضر ممثل من مديرية البيئة لولاية غرداية ورئيس قسم الموارد المائية ومصالح الدرك الوطني لمتابعة ملف الأمراض المتنقلة بعد اكتشاف الوباء، أين تم تكوين لجنة متكونة من طبيب وتقنيين في الصحة للقيام بعمليات التحليل. أما الضحية الثانية الذي يسكن في حي الثنية ويعمل في نفس المركز فهو متواجد حاليا تحت العناية المركزة بمستشفى تريشين ابراهيم سيدي اعباز وإخضاعه للعلاج الدقيق وتقرر في نفس اليوم من الاجتماع -حسب مصادر ''النهار''- إخلاء مركز الحرس البلدي بحي الشعبة الحمراء بأمر من قائد القطاع العملياتي بغرداية خوفا من أن تنتقل الملاريا. وينتقل ذلك الطفيلي إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحامل له، ثم يشرع في التكاثر في الكبد ويغزو الكريات الحمراء كما تم من نفس اليوم إيفاد وفد طبي يقوم بأخذ عينات من دم سكان الشعبة الحمراء لتحليلها، وكذا تلاميذ المدرسة الإبتدائية. هذه هي أعراض داء الملاريا أو حمى المستنقعات الملاريا مرض يسبّبه طفيلي ينتقل إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحامل له، ثم يشرع في التكاثر في الكبد ويغزو الكريات الحمراء بعد ذلك. ومن أعراض الملاريا الحمى والصداع والتقيّؤ. وتظهر تلك الأعراض، عادة، بعد مضي 10 أيام إلى 15 يوماً من التعرّض للدغ البعوض. ويمكن للملاريا، إذا لم تُعالج، أن تهدّد حياة المصاب بها بسرعة من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم. وقد اكتسب الطفيلي المسبّب للملاريا، في كثير من أنحاء العالم، القدرة على مقاومة عدد من الأدوية المضادة له. ومن التدخلات الرامية إلى مكافحة الملاريا التعجيل بتوفير العلاج الناجع المتمثّل في المعالجات التوليفية التي تحتوي على مادة الأرتيميسينين؛ وحثّ الفئات المختطرة على استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات؛ والرشّ الثمالي داخل المباني باستخدام مبيد للحشرات من أجل مكافحة الحشرات النواقل. ويمكن لحامل الداء أن ينقله إلى منطقة أخرى، حيث تسجل العديد من الدول الأوروبية على مستوى الموانئ والمطارات آلاف المصابين من القادمين من دول إفريقية. مدير الصحة بالولاية يؤكّد ل''النهار'' : تسجيل حالتين لحمى المستنقعات واقتطاع عيّنات ل 20 إفريقيا بغرداية أكد مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لولاية غرداية في تصريح خاص للنهار، أن مصالحه سجلت حالتين مثبتتين لحمى المستنقعات التي يطلق عليها باللغة العربية، حسبه، الملاريا، وذلك بحي الشعبة الحمراء بلدية ضاية بن ضحوة بولاية غرداية. وقال المدير أن إحدى الحالات ويتعلق الأمر بأحد أعوان الحرس البلدي والبالغ من العمر 35 سنة، توفي أمس الأربعاء في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، فيما أفاقت الحالة الثانية من حالة الغيبوبة التي لازمتها منذ يومين. وتحدّث المسؤول الأول عن قطاع الصحة بغرداية، عن تشكيل لجنة تحقيق تضم خبراء ومتخصصين في علم الأوبئة، شرعت في عملها الميداني بالحي المذكور. كما تم توقيف 20 إفريقيا ينحدرون من مالي بالحي، واقتطاع عينات من دمائهم لتحليلها مخبريا، لأن الوباء غريب عن المنطقة ومستورد تَسبب فيه، حسبه، برازيت يسمى فالتسيروم، في انتظار وصول فريق متخصص من معهد باستور للتحليل الطبي والمخبري اليوم إلى ولاية غرداية، للإشراف على عملية تحليل العينات. وقال المدير أن مصالح البلدية شرعت أيضا في رش الحي بالمبيد المضاد للناموس، الذي ينقل الجرثومة المسببة للداء في انتظار استكمال إجراءات التحقيق الوبائي، الذي يشمل عددا من مواطني الحي وأهل المصابين والأفارقة والمقيمين به.