أعلنت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة الويزة حنون، أمس بالجزائر العاصمة، أن تشكيلتها السياسية قررت المشاركة في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في ال 29 نوفمبر القادم عبر 48 ولاية من القطر الوطني وبأهداف جد طموحة، سعيا للدفاع عن السيادة الوطنية وإجهاض كافة السياسات الأجنبية التي تحاول استهداف كيان الأمة. وأكدت السيدة حنون في ندوة صحفية نشطتها بالمقر الوطني للحزب بالحراش لعرض نتائج أشغال اللجنة المركزية للحزب المنعقدة يومي 21 و22 سبتمبر الجاري بزرالدة (غرب العاصمة)، أن الإعلان عن قرار مشاركة حزب العمال في الاستحقاقات المحلية القادمة جاء بعد اتفاق أعضاء اللجنة بالإجماع على خوض غمار هذه المحطة السياسية الهامة في مصير الأمة، باعتبارها فرصة أخرى لاعادة تأكيد الدفاع عن أهداف الحزب في هذه الاستحقاقات الخاصة بالمجالس الشعبية البلدية والولائية. وأوضحت أن اتخاذ قرار المشاركة جاء بعد تمحيص وتحليل دقيقين لأعضاء اللجنة المركزية للحزب للأوضاع الوطنية والدولية الراهنة المشحونة، مما يتطلب ضرورة المساهمة باقتراح حلول كفيلة بتجنب انعكاسات وتداعيات هذه الأوضاع على استقرار الوطن، معتبرة تسجيل الحزب حضوره في هذا الموعد الانتخابي يعد أكثر من أولوية بالنسبة لتشكيلتها السياسية، لاسيما في ظل الرهانات الداخلية والاقليمية والدولية –على حد تعبيرها-. وقالت الويزة حنون في هذا الإطار إن "مقاطعة المحليات القادمة لا تخدم مصلحة الأمة، خاصة في ظل المشاكل الخطيرة الأجنبية التي تتربص بها على غرار قضايا الإرهاب واختطاف الرهائن والوضع في الساحل الإفريقي..."، معتبرة أنه من الأولوية الدخول في هذه الانتخابات لقطع الطريق أمام هذه الظواهر العابرة للحدود. كما أردفت موضحة أن هذه الاستحقاقات تعد كذلك فرصة أخرى لحزب العمال في إطار التنافس السياسي لكسب أكبر عدد من الأصوات والمقاعد في المجالس المحلية المنتخبة القادمة "البلديات والولايات" للحفاظ على المكانة السياسية التي يتمتع بها الحزب الزاخر بنضالاته التاريخية في مختلف المواعيد الانتخابية. من جهة أخرى، تطرقت مسؤولة حزب العمال إلى المستجدات السياسية الوطنية، معتبرة أن تشكيلة الحكومة الجديدة بقيادة الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، لا تعكس فحوى الإصلاحات السياسية المعلن عنها سابقا، حيث لم تعرف التغيير الجذري والحقيقي، الذي يتطلع إليه الشعب ما عدا تعديلات طفيفة لا تعكس المسؤولية التي ستتم بها مواجهة المراحل السياسية المقبلة، داعية الطاقم الحكومي الجديد إلى المزيد من الجهود والإجراءات التي تصب في مصلحة المواطن بالدرجة الأولى لضمان كرامته وحقه في العيش الكريم. كما دعت -في السياق- إلى ضرورة تطهير البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة من آفة الخلط بين قطاع المال والأعمال الذي ساهم في تشويه الممارسة السياسية في الجزائر وأساء إلى الوظيفة النيابية، مطالبة رئيس الجمهورية بالتدخل الشخصي لإعادة الثقة إلى الهيئة الناخبة اليائسة من مختلف المواعيد الانتخابية. كما اقترحت إلغاء لجنة القضاة ومراجعة فكرة إشراك الهيئات النظامية في العملية الانتخابية مع إصرارها على ضرورة التطبيق الصارم لقانون حالات التنافي، كما انتقدت بشدة بروز أحزاب "مجهرية" بميزانيات ضخمة لا تشرف الممارسة السياسية بقدر ما تسيء إليها –كما قالت-. في الأخير، وفي إطار النشاطات الدولية التي يقوم بها حزب العمال، كشفت الويزة حنون عن عقد دورة ثانية لمؤتمر دولي ثان ضد الحروب والاستغلال والتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول في الثلاثي الأول من السنة الجديدة 2013، بالتنسيق والمركزية النقابية، ومواصلة إرسال وفود برلمانية وقياديين عن حزب العمال لقطاع غزة المحاصر بدعوة من اللجنة الشعبية لتحرير فلسطين وهذا بغرض الوقوف على حالة الحصار الإسرائيلي الغاشم على أهالي غزة الأبرياء.