قّدم مؤخرا بالمركز الثقافي الاسباني سرفنتس، أوّل كتيّب يتضمن خلاصة النشاطات التي نُظمت في اطار يوم التبادل المعرفي والخبراتي بين جمعيات جزائرية ونظيرتها الاسبانية حول الكفاح من أجل تحقيق المساواة بين حقوق المرأة والرجل والذي احتضنه المعهد في 30 جوان 2011. وبهذه المناسبة التي عنونت ب «الكفاح ضد اللامساواة بين المرأة والرجل»، تناولت السيدة دليلة بوشناف من «الجمعية النسوية لازدهار الإنسان وممارسة المدنية» بوهران، ملخصا عن نشاط الورشات التي نظمت في اطار يوم التبادل المعرفي بين عشرين جمعية جزائرية حول حقوق المرأة والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي حول التنمية (ممثلة بالجزائر منذ سنة 2003) ومؤسسة التضامن الدولي الاسبانية (متعاونة مع منظمات جزائرية منذ سنة 2007) ومؤسسة «سيديال» للتعاون والتقصي (تعمل في المجال التعاون الدولي حول مواضيع التنمية). وذكرت بوشناف التي شاركت في هذا النشاط الذي نظم السنة الفارطة بسرفنتس بالعاصمة، انه تم تنظيم ثلاث ورشات وهي «الحقوق الاقتصادية ونوع الجنس»و»التكفل بالنساء اللاتي تعرضن للعنف» و«التوعية ضد العنف ضد النساء». مضيفة أن الورشة الأولى تم التطرق فيها إلى تجارب عدة جمعيات من برج بوعريريج وسوق اهراس وقسنطينة وجمعية «آفاق»، وجاء في بعض توصياتها أهمية تساوي حقوق المرأة والرجل في التعليم والعمل والصحة والبيئة وغيرها، وكذا التأكيد على الصفات المشتركة بينهما بالإضافة إلى تفعيل العلاقات بينهما أيضا. وفي هذا السياق، أكدت المتحدثة على ضرورة التفاعل بين الجمعيات التي تشتغل على شأن «المرأة وحقوقها»، وكذا انشاء شبكات التواصل بينها، علاوة على عمليات تحسيس المرأة في حد ذاتها بحقوقها مثلها مثل الرجل، وكذا التخفيف من الارتباط بمصادر التمويل التي يمكن أن تؤثر على سيرورة الجمعيات. وواصلت بوشناف سرد بعض ما جاء في الورشة الثانية التي نصت على الاهتمام بالمرأة التي تعرضت للعنف عن طريق عرضها للاطباء النفسيين وتلقينها حرية التصرف والاختيار. أما الورشة الثالثة فجاء في بعضها تشجيع الفتيات على المطالبة بالمساواة مع الذكور، بالإضافة إلى استقلاليتها، وكذا تقييم الاعمال السابقة في هذا المجال ومحاولة تطبيقها على ارض الميدان وانشاء ورشات للنساء المعوقات. من جهتها، قالت السيدة أليسيا باز ممثلة مؤسسة التضامن الدولي بالجزائر(سوليداد انترناسيونال)، إن اللقاء الذي نظم السنة الفارطة كان هدفه التبادل المعرفي والخبراتي بين الجمعيات والمؤسسات الجزائرية والاسبانية المتعلقة بالمرأة، بالإضافة إلى كونه مناسبة للانطلاق في تحقيق مشاريع حول هذا الموضوع، علاوة على التعرف على منهجية العمل في البلدين عن حقوق المرأة. بالمقابل اعابت على الحكومة الاسبانية قرارها تخفيض الاعانات الخارجية نظرا للازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها معتبرة انه أكثر من ثمانين بالمائة من الإسبان صوتوا بنعم في احصاء حول تقديم الحكومة للاعانات الخارجية. أما ممثلة مؤسسة سيديال السيدة أماندا اندرياس، فقالت في مداخلة لها أنها تستعد لإصدار دليل يضم المواقع المغاربية التي تهتم بحقوق المرأة، وكذا العالمية منها التي يمكن لها مساعدة جمعيات دول المغرب العربي، وهو ما سيرى النور قريبا عبر موقع المؤسسة. وتم في هذا اليوم عرض فيلم وثائقي من انتاج «سيديال»، يتضمن مجمل النشاطات الخاصة بتحسيس المرأة بحقوقها وهذا في قرى مدينة طنجة بالمغرب. للإشارة، تضمن الكتيب أيضا مداخلات للمشاركين في هذه التظاهرة للسنة الفارطة، وكذا توصيات الحدث، بالإضافة إلى دليل للجمعيات المهتمة بالمرأة والمنصبة في التأكيد على حقوقها التي لا يمكن أن تكون أقل من الرجل، وفي هذا السياق، تم التعريف بفحوى هذه المبادرات والافعال المتصلة بمقاربة تهتم بالعلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة، مؤكدة على دور ومكانة المرأة والقانون الخاص بها ومناهضة التفرقة بينها وبين الرجل في قدرتها على الوصول إلى المراكز المختلفة في المجتمع والتحكم فيها مثل: التعليم، الحقوق، اتخاذ القرار على مستوى الأسرة والمجتمع وفي السياسة أيضا. وجاء أيضا في هذا التعريف، أن المراة والرجل يشتركان في صفات عديدة وبالتالي لهما نفس الحقوق، وهو ما تصبو إلى التأكيد عليه الجمعيات والمنظمات المختلفة، بالإضافة إلى إقصاء القوانين التي تعتبر المرأة كائنا ناقصا، علاوة على محاربة العنف ضد المرأة.