أمر وزير الفلاحة والتنمية الفلاحية السيد رشيد بن عيسى، خلال زيارته لبومرداس نهاية الأسبوع الماضي بضرورة إعادة إطلاق الأشغال بالمنشأة المتعلقة بمركب الرياض بقورصو سابقا، والمختص في الحبوب ومشتقاتها وذلك بالإسراع في إعادة فتح المخبزة والمطحنة في غضون ثلاثة أشهر كأقصى حد، مؤكدا أن الحكومة ستسخر كل الوسائل والإمكانات المادية اللازمة لإعادة بعث الروح في هذا الهيكل المتوقف منذ 14 سنة، كما طالب بهدم مراكز تخزين القمح، التي تأثرت بفعل زلزال 21 ماي 2003 وذلك قصد الحفاظ على المخازن المجاورة. وأكد أن الوزارة تعتزم إعادة بعث كافة المنشأة المتوقفة قبل رمضان المقبل في إطار التطور والحركية التي يعرفها القطاع، من جهة أخرى، استبعد الوزير لجوء مصالح قطاعه إلى تعويض الفلاحين المتضررين من الحرائق الأخيرة، موضحا أنه سيعمل فقط على مرافقتهم من خلال مساعدتهم على إعادة غرس الأشجار المتضررة، حيث ستعمل مصالح وزارة الفلاحة في إطار مشاريع التنمية الريفية المندمجة على مساعدة الفلاحين بمنحهم أشجارا لإعادة غرسها ومساعدتهم على الاعتناء بها عن طريق التكوين والمتابعة. وعن غلاء أسعار الماشية، خاصة مع حلول عيد الأضحى المبارك، أشار الوزير إلى أن المشكل لا يعني القطاع ولا يمكن التحكم في أسعارها، نافيا ومستبعدا وجود مشاريع لاستيراد كباش العيد من الخارج، حيث قال في هذا الشأن "لا يوجد مشروع لدى الوزارة ولم تتلقى طلبات الترخيص بالاستيراد من طرف الخواص"، هذا ما أكده الوزير على هامش زيارة التفقد، التي قادته إلى مشاريع قطاعه المتوقفة وقيد الإنجاز بمختلف بلديات الولاية، حيث وقف الوزير على مشروع مستثمرة فلاحية جماعية (رفيق وشفون) لإنتاج الأعلاف بخميس الخشنة، أين استحسن الإنتاج وعملية تحويله، كما وقف الوزير على وضع تجار الخضر والفواكه بسوق الجملة (جناتي أحمد) بخميس الخشنة، حيث استحسن الوزير أسعار الخضر والفواكه، التي عرفت انخفاضا ملحوظا مقارنة بالأشهر الفارطة، كما قام الوفد الوزاري بزيارة مستثمرة جماعية رقم (3) بأولاد هداج والتي تعنى بتربية الأبقار وإنتاج الحليب، كما قام -بالمناسبة- بوضع حجر الأساس لمقر محافظة الغابات الجديد ببومرداس. وأكد السيد بن عيسى أن ولاية بومرداس تملك إمكانيات كبيرة من حيث الإنتاج، حيث احتلت سنة 2011 المرتبة الرابعة وطنيا بإنتاج ما قيمته 76 مليار دج، والمرتبة الثالثة في إنتاج الخضروات بعد عين الدفلى والوادي، فيما احتلت المرتبة الأولى في إنتاج العنب والمرتبة العاشرة في إنتاج البطاطا واللحوم البيضاء، ويحتمل أن تحتل هذه السنة المرتبة الثالثة وطنيا وذلك بإنتاجها 107 مليار دج، ولم يأت ذلك بمحض الصدفة، بل بتضافر المجهودات المسخرة من قبل الولاية، خاصة وأنها تتمتع بكل القدرات المؤهلة للإنتاج الفلاحي من مناطق فلاحية هامة، كتوفر مياه السقي، توفر الطريق السيار والطرق الوطنية العابرة للولاية، ناهيك عن الإرادة القوية المتوفرة في نفوس الشباب، الذي أيقن أن الريف هو المستقبل الحقيقي له، وأن له كل القدرات للاستكشاف والتثمين. في هذا الإطار، دعا السيد بن عيسى المنتجين والفلاحين المحليين إلى ضرورة حماية هذه القدرات وضرورة توسيع المجال، مطالبا بضرورة رفع مستوى التعليم والمعرفة وذلك قصد تحسين الولاية في الإنتاج والإنتاجية، كما أشاد وزير الفلاحة بمجهودات الفلاحين في تطوير قطاع الفلاحة ببومرداس، مؤكدا أنه على يقين بالمستقبل الزاهر للفلاحة بالولاية، كما أنه جد سعيد بالإنجازات والنجاحات المحققة في القطاع. وعن المشاكل المطروحة من قبل الفلاحين، يقول السيد بن عيسى إن هذه المشاكل تعتبر مشاكل التطور، وهي ليست بالمشاكل التي تثبط الإرادة، بل كلها مشاكل من شأنها رفع التحدي لتطوير القطاع، مؤكدا -في ذات السياق- أن الولاية لديها قدرات هائلة من شأنها رفع الإنتاج والنهوض بالقطاع عبر التراب الوطني، وقد قام الوزير بمنح جوائز تشجيعية للفلاحين والمستثمرين والمربين الذين حققوا نتائج وإنجازات مشرفة.