دعا رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين لولاية تيبازة عبد الرحمان عزوق، وزارة الثقافة، إلى وضع مصلحة أو هيئة خاصة تابعة لدائرتها تشرف على شؤون أدب الطفل وتهتم به، مبرزا أن هذا الإجراء من شأنه أن يدفع بشريحة الأطفال إلى تحسين أدائهم في المستقبل في شتى الميادين والقطاعات المتصلة بتطوير البلاد ورقيه. أوضح الأديب خلال مداخلته حول أدب الطفل أمس بمقر اتحاد الكتاب الجزائريين بالجزائر العاصمة، أن واقع أدب الطفل في الجزائر لا يبشر بخير بالنظر إلى تقاعس الجهات الوصية وتوجيه الاهتمام نحو الكبار فقط، مبديا أسفه على واقع أدب الطفل في الجزائر رغم أن شريحة الأطفال تقدر نسبتها ب 42 بالمائة إلا أنها لا تحظى بالاهتمام المناسب وذلك ليس لدى قطاع الثقافة فقط، وإنما كذلك في قطاعات أخرى وعلى رأسها وزارة التربية. وفي هذا الصدد طالب المتحدث بإدراج أدب الطفل كمادة تدرس في جميع الأطوار التربوية، وحث المؤسسات التربوية وحتى الأسر على تأثيث مدارسها وبيتها بالكتب، كما دعا المؤسسات الإعلامية إلى الترويج للمنتوجات الأدبية الخاصة بالأطفال، وتخصيص صفحة أسبوعية للأطفال في الجرائد العمومية. وبالعودة إلى تقييم أدب الطفل بالجزائر في الوقت الراهن، قال الكاتب أنه ضعيف جدا إلى حد العدم. مضيفا أن هناك اهتماما وتكفلا فقط بأدب الكبار، وأكد أن القليل الموجود غير مقنع البتة، وعلى حد قوله فإنه لا ينتظر تحسنا في ظل الواقع. وأفاد أنه على مستوى ولاية تيبازة، يسعى أعضاء المكتب إلى التوعية والتحسيس بضرورة الاهتمام بهذا النوع من الأدب ومدى فعاليته في وضع استراتيجية بناء مجتمع واع ومثقف، وحث الأدباء والكتاب على الاشتغال في هذا الشق من الأدب. وبعد أن أشار إلى أن الكتابة للطفل ليست سهلة وتشترط توفر العديد من المقومات على غرار تضمنها خصائص فنية وإبداعية وتميزها بالتسلية والمتعة، أكد عبد الرحمان عزوق، أن أدب الطفل جانب مهم في حياة الشعوب التي تريد الرقي والازدهار، لما له من قدرة على بناء واستكمال شخصية الطفل وصقل مواهبه وإثراء حسه الجمالي. وتابع يقول أن أدب الطفل له إمكانية امتصاص صراعه الداخلي، والأكثر من ذلك مساعدته على فهم معنى الحياة وتمرير جملة من القيم الإنسانية وزرع العاطفة الدينية والوطنية وإخراجه من التمركز حول الذات وجعله فردا اجتماعيا. للإشارة، فإن مكتب اتحاد الكتاب لولاية تيبازة نزل ضيفا أمس على نظيره مكتب الجزائر العاصمة، في إطار سلسلة الفعاليات الثقافية التي بدأ بها اتحاد الكتاب الجزائريين مطلع هذا الموسم، وكانت البداية باستقبال مكتب ولاية سوق أهراس.