تتواصل بولاية المدية، فعاليات الطبعة الثالثة لأدب الطفل التي خصصت هذا العام للمناقشة موضوع ''أدب الطفل والوسائط الإلكترونية''، وذلك بمشاركة العديد من الأساتذة والباحثين من مختلف الجامعات الجزائرية والعربية· وتميزت التظاهرة بالحضور الشرفي للأديبة زهور ونيسي التي حظيت بوقفة تكريمية من طرف المنظمين عرفانا لما قدمته للأدب الجزائري بمختلف مجالات الإبداع، إلى جانب شاعر الطفل جمال الطاهري· واستعرض المدير العام لمكتبة العالم العربي بباريس الطيب ولد لعروسي، جملة من الإشكاليات التي يطرحها موضوع المقروئية وكتاب الطفل في العالم العربي، داعيا ضمن هذا الإطار، إلى ضرورة تبني سياسة وإستراتيجية واقعية للدفع بالإنسان العربي إلى الأمام· وعرج المتحدث على الدور الكبير للمكتبات في التأثير على شخصية الطفل، مضيفا أن المكتبات في الجزائر منعدمة إن أخذنا بعين الاعتبار؛ الدور الذي يفترض أن تلعبه، موضحا أن هذه الفضاءات الثقافية تحولت إلى مجرد مستودعات ومخازن للكتب، الأمر الذي أبعدها عن وظيفتها الأساسية· وتساءل المحاضر هنا؛ عن مصير الكتب التي أنتجت خلال تظاهرة ''الجزائر عاصمة للثقافة العربية ,''2007 والتي كان مصيرها، حسبه، المستودعات· وعبر عن ذلك بقوله ''وكأن الكتابة سر لا يمكن نشره''· وأكد لعروسي أن هذا الأمر ساهم في تراجع نسبة المقروئية بالجزائر، وهو ما يستدعي دق ناقوس الخطر·من جهة أخرى، تناول الدكتور عبد الحكيم صايم من جامعة وهران في محاضرته موضوعا لا يقل أهمية عما تطرق إليه مدير مكتبة العالم العربي بباريس، حيث سلط الضوء على ''ثقافة الطفل وتحديات العولمة''، متوقفا عند الأشكال الجديدة للتلقي العلمي والفكري لدى الطفل في ظل التكنولوجيات الحديثة التي يعتقد كثيرون أنها صارت تأخذ حيزا واسعا لها على حساب الكتاب الورقي· ومن جانبه، ناقش الدكتور فنطاسي حاتم موضوع ''الطفل في ظل التكنولوجيا''· وتتواصل فعاليات الملتقى الوطني الثالث لأدب الطفل على مدار ثلاثة أيام، ينتظر أن يخرج المشاركون من خلالها بجملة من التوصيات تدور في مجملها حول ضرورة ترشيد الأدب الرقمي الموجه للطفل، بالإضافة إلى تشجيع الكتابة الإلكترونية الموجهة للناشئة·