تطالب الفدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع وزارة النقل بضرورة إعداد مخطط مروري جديد خاص بنقل البضائع والمسافرين، خاصة بالمدن الكبرى بشكل يستجيب لمخطط التوسيع العمراني من جهة، وكذا اختناق الوسط الحضري، الذي لم يعد يتسع لمرور حافلات نقل المسافرين ولا البضائع من جهة أخرى، وقد تسببت هذه الوضعية في ارتفاع حوادث المرور وزيادة نسبة تلوث المدن، كما تطالب الفدرالية بوقف منح رخص استغلال خطوط النقل للحافلات القديمة والمهترئة واشتراط مركبات جديدة قبل الاستفادة من خط النقل. وحسب رئيس الفدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، السيد عبد القادر بوشريط، فإن أغلبية حافلات نقل المسافرين أصبحت تتعرض لمضايقات ومتابعات من قبل مصالح الأمن، التي تعمل على تحويل مسالكهم في خطوة لمنعهم من دخول المدن في الوقت الذي لم تتخذ فيه وزارة النقل والمصالح المختصة الإجراءات اللازمة لتسطير وتبني مخطط مروري جديد يستجيب لجميع المتغيرات، التي تعرفها المدن التي تعرف توسعا واختناقا في نفس الوقت. وقال السيد بوشريط إن مخطط النقل الحالي والمطبق بجميع ولايات الوطن قديم وتجاوزه الزمن وأصبح يتسبب في مشاكل للناقلين والمسافرين وحتى أصحاب السيارات، كما أنه -أي المخطط- وراء الاختناق المروري الذي تعرفه غالبية المدن، لا سيما العاصمة بسبب مرور حافلات نقل المسافرين عبر كل الخطوط وداخل النسيج الحضري وبالممرات الضيقة متسببة في فوضى كبيرة عملت على تشويه صورة المدينة. كما يضيف السيد بوشريط أن وزارة النقل لم ترد على المراسلات المتكررة التي تقدمت بها الفدرالية منذ عدة سنوات لتغيير مخطط النقل الحالي وتحويل مسارات ومسالك حافلات نقل المسافرين ومركبات نقل البضائع نحو نقاط ووجهات أخرى، خاصة مع فتح طرق وممرات جديدة بجميع ولايات الوطن أكثر أمانا من ناحية استغلالها من قبل أصحاب السيارات والراجلين، كما أنها تقلص المدة الزمنية التي تستغرق بالمسالك والطرق القديمة التي امتلأت بالممهلات للحد من السرعة المستعملة بها. كما يضيف محدثنا أنه إضافة إلى عدم رد الوزارة على مطلب الفدرالية فإنها تستمر في منح رخص استغلال خطوط النقل داخل المدن لحافلات قديمة ومهترئة يتجاوز سن أغلبها ال 20 سنة وهو تناقض صارخ مع الإجراءات المتخذة منذ سنوات والرامية إلى تجديد الحظيرة الوطنية للسيارات وعربات نقل المسافرين في خطوة ترمي إلى الحد من الحوادث التي تتسبب فيها، علما أن الإحصائيات تشير إلى وجود 10 آلاف حافلة لا تصلح للنقل من مجمل 70 ألف حافلة منها أزيد من 400 في العاصمة. وتساهم سيارات النقل الجماعي في الرفع من نسبة الحوادث حسب الأرقام، التي تشير إلى مساهمة 755 سيارة نقل جماعي ممثلة في حافلات نقل المسافرين و909 شاحنات نقل البضائع في حوادث مرورية خطيرة خلال 2011 أغلبها أدى إلى قتلى وجرحى في حالة خطيرة علما أن الغالبية الكبرى من وسائل النقل الجماعي ونقل البضائع المشار إليها تعاني من حالة متدهورة بسبب قدمها وغياب الصيانة اللازمة لها.