تستضيف عاصمة الشرق الجزائري بداية اليوم الثالث عشر من أكتوبر حدثا ثقافيا بارزا يضاف إلى رصيدها الثقافي والفكري، يتمثّل في المهرجان الثقافي للشعر النسوي في طبعته الخامسة، والذي دأبت عاصمة الشرق على احتضانه سنويا، وأصبح بمثابة جسر آخر يضاف إلى جسورها، يدعّم التواصل بين المرأة المبدعة والمدينة العتيقة، ويلمّ شمل المبدعات اللائي سيقدّمن أشعارهن بأرقى العبارات والكلمات النابعة من أحاسيس صادقة تربط بدورها الحقيقة والخيال بخيط رفيع. المحافظة الوطنية للمهرجان، السيدة سعده خلخال، أكّدت خلال الندوة الصحفية التي عقدتها بدار الثقافة «محمد العيد آل خليفة» أنّ موضوع التظاهرة سيكون «الفضاء المكاني في الشعر النسائي»، واختير له شعار»مازال نبضنا للوطن»، وموضوعها «المرأة والثورة.. الحركية والإبداع» بمشاركة 45 شاعرة جزائرية و15 أستاذا محاضرا، مضيفة أنّ فعاليات المهرجان التي سيحتضنها المسرح الجهوي ستعرف حضورا نوعيا لشاعرات مميّزات من دول المغرب العربي، على غرار تونس والمغرب، إلى جانب مشاركة شاعرات من ولايات مجاورة. وسيضم المهرجان أيضا مجموعة من النشاطات الثقافية المتنوّعة؛ كالقراءات الشعرية بلغات عديدة على غرار العربية، الفرنسية، الأمازيغية والانجليزية، إضافة إلى معرض خاص بالفنون التقليدية تحت إشراف جمعية «البهاء» ومعرض للمنشورات الأدبية النسوية لدار «ميم» من تيزي وزو، مع ندوات مثل «بطولات المرأة الجزائرية في الشعر العربي الحديث»، «المجاهدة جميلة بوحيرد في الشعر العربي»، «الشعر الشعبي والثورة» و«الحراك العربي في الشعر النسوي»، إلى جانب تنظيم سهرات فنية وخرجات وزيارات لمواقع أثرية بقسنطينة. وأشارت محافظة المهرجان إلى تكريم الفنانة شافية بودراع، علاوة على الالتقاء بعديد الشاعرات والمبدعات على غرار الكاتبة الكبيرة زهور ونيسي والشاعرة والإعلامية مبروكة بوساحة؛ أوّل من أصدرت ديوانا في الجزائر بعنوان «براعم»، زيادة على عرض شريط «ألوان بلادي» للمخرج علي عيساوي الذي يتناول موضوع الأغنية الشعبية. جدير بالذكر أنّ المهرجان الوطني للشعر النسوي الذي دأبت عاصمة الشرق على احتضانه كلّ سنة بدأ يفرض وجوده في الساحة الثقافية الجزائرية، حيث يعتبر تكريما للنساء المبدعات من خلال دعوتهن للمشاركة فيه، إضافة إلى كونه فرصة لاكتشاف شاعرات يغطيهن الغبار ولا ينلن حقهن في عالم الشعر، ويعيد الاعتبار إلى شاعرات أخريات نسين في زحمة الحياة.