تستضيف عاصمة الشرق الجزائري شهر أكتوبر المقبل المهرجان الثقافي للشعر النسوي في دورته الثالثة على التوالي، الذي بات بمثابة جسر جديد يضاف إلى جسور قسنطينة يدعّم عملية التواصل بين المرأة المبدعة والمدينة العتيقة ويلمّ شمل المبدعات اللائي سيبدعن في تقديم أشعارهن بأرقى العبارات والكلمات النابعة من أحاسيس صادقة تربط بدورها الحقيقة بالخيال عن طريق خيط رفيع. وأكّدت محافظة المهرجان السيدة منيرة سعدة خلخال، أنّ موضوع التظاهرة سيكون ''الفضاء المكاني في الشعر النسائي''، واختير له شعار''فلتكن الأرض ما تكتبينه''، وأضافت أنّ المهرجان الذي سيحتضن فعالياته كلّ من المسرح الجهوي لقسنطينة و''قصر أحمد باي'' باعتباره تحفة معمارية مميزة سيعرف حضورا نوعيا لشاعرات متميّزات من دول المغرب العربي، إلى جانب مشاركة شاعرات من ولايات الوطن، كما يشتمل المهرجان على مجموعة من النشاطات الثقافية المتنوّعة من قراءات شعرية بلغات عديدة على غرار العربية، الأمازيغية، الفرنسية والانكليزية، الحفلات الفنية، إضافة إلى معرض خاص بالكتاب وآخر بالفنون التقليدية وكذا خرجات وزيارات لمواقع أثرية بقسنطينة. وأضافت المحافظة أنّه سيفتح المجال أمام كلّ المبدعات من داخل وخارج الوطن قصد إعطاء ونقل صورة جميلة عن الولاية تليق بمقامها ومميّزاتها التاريخية، الطبيعية وكذا الثقافية، خاصة وأنّ عاصمة الشرق حسب سعدة خلخال ذاع صيتها بعد العمل الدرامي الكبير الذي احتضنته قسنطينة على خلفية رواية ''ذاكرة الجسد'' الذي يبثّ خلال هذا الشهر الفضيل بعدد من القنوات الفضائية، حيث نقلت بنت المدينة العتيقة أحلام مستغانمي ذاكرة حية عن مدينة الصخر العتيق قدّمت فيها عدّة لوحات طبيعية تبرز جمال المدينة وتفرّدها وكذا تاريخها وعاداتها وتقاليدها المميزة، الأمر الذي استدعى تكريم المدينة وإضافة شعار ''فلنكن كلّنا أحلام'' إلى هذه الطبعة، ومن المنتظر أن تكون الأديبة والشاعرة أحلام مستغانمي من ضيفات المهرجان الثقافي للشعر النسوي في الطبعات المقبلة. من جهة أخرى، وعن المسابقة التي تجرى على هامش المهرجان ككلّ طبعة تثمينا وتحفيزا للإبداع الشعري النسوي، أكّدت خلخال أنّ لجنة التحكيم تقوم بفرز الأعمال وتقييمها، حيث ستقدم الفائزات أعمالهن قبل انطلاق المهرجان حتى تتم دعوتهن وحضورهن في المهرجان لاستلام جوائزهن المالية. ومن المنتظر أن يشهد المهرجان الوطني للشعر النسوي في طبعته الثالثة توزيع مطبوعات لمجريات الطبعتين السابقتين منه، حيث أكّدت المحافظة انّه سيتم خلالهما جمع كلّ القصائد والمداخلات التي قدّمت في الطبعتين الفارطتين وحتى الطبعة الحالية. وجدير بالذكر أنّ المهرجان الوطني للشعر النسوي الذي دأبت عاصمة الشرق على احتضانه كل سنة بدأ يفرض وجوده في الساحة الثقافية الجزائرية، حيث يعتبر تكريما للنساء المبدعات من خلال دعوتهن للمشاركة فيه، إضافة إلى كونه فرصة لاكتشاف شاعرات يغطيهن الغبار ولا ينلن حقّهن في عالم الشعر، ويعيد الاعتبار إلى شاعرات أخريات نسين في زحمة الحياة، وهو أيضا مناسبة تفتح أمام محبي الشعر بولاية قسنطينة حتى يتمكّنوا من الاستمتاع بما تقدّمه الشاعرات طوال أيام التظاهرة، ويتمكّنوا من رؤية بعض ممن يحبوهن، دون أن نهمّش الدور الكبير الذي يلعبه بالنسبة للمدينة التي تعرف بأدبائها وعلمائها.