كشف تحقيق حديث بعنوان “واب ديالنا”، جملة من الحقائق فيما يخص استعمال الانترنت في المجتمع الجزائري وطبيعة المشتركين “الإلكترونية”، وسلط الضوء على النقاط الإيجابية والسلبية في هذا الاستعمال. وأشارت الدراسة التي استغرقت ستة أسابيع وأعدتها مؤسستا “ايدياتيك” وميدكوم”، أن أكثر من نصف مستعملي الانترنت الجزائريين من ذوي المستوى التعليمي العالي بنسبة 63.4 بالمائة. تشهد الجزائر وثبة في استعمال الانترنت انعكس على الازدياد المفرط في عدد المشتركين في الشبكة العنكبوتية. ويظهر تجهيز المنازل أكثر فأكثر بوسائل الإعلام الآلي وتقنيات التكنولوجيا الحديثة سببا مباشرا وراء الظاهرة، إذ تشير الأرقام إلى إحصاء حوالي 600 ألف اشتراك منزلي بالانترنت، 82.7 بالمائة منها في “الادياسال”، و3.5 بالمائة عبر مفاتيح متعاملي الهواتف النقالة: موبيليس، نجمة وجازي. كما تشير الأرقام كذلك إلى ان استعمال الانترنت لا يرتبط بفئة دون الأخرى وإنما هي مستعملة من طرف كل الشرائح المجتمعية، مع الإشارة الى ان مستعملي النات الشباب من 20 إلى 35 سنة الأكثر وجودا على أمواجها بنسبة 60 بالمائة، بينما يستعمل المراهقون ما بين 15 و19 سنة الشبكة بنسبة 8.4 بالمائة. ويصل عدد مستعملي الانترنت عموما إلى 4.5 ملايين مستعمل أي 12.8 بالمائة من مجموع سكان الجزائر. وأجريت دراسة “واب ديالنا” على عينة من 13600 مشترك عبر استمارة الكترونية في مدة 6 أسابيع استمرت من 01 أوت إلى 15 سبتمبر. ومن جملة الأرقام المشار إليها في الدراسة كذلك، ان المشتركين يتمركزون أساسا في وسط البلاد بنسبة 50 بالمائة من المستعملين، 22 بالمائة في الشرق، 17 بالمائة في الغرب وفقط 11 بالمائة في منطقة الجنوب. وأبرزت ذات الأرقام في المقابل ان هؤلاء المستعملين يميلون الى استغلال المحتوى المتاح من الانترنت وان 82 بالمائة يطلعون على مقاطع الفيديو ويشاركون فيها، وان 40 بالمائة منهم يمتلكون صفحة شخصية أو مدونة أو موقعا عبر الشبكة، في حين يشارك 57.9 بالمائة في المواقع الاجتماعية من بينهم 1.2 مليون مشترك في موقع الفايسبوك لوحده، وبتفصيل أدق فإن 66.4 بالمائة من المشتركين يقضون بهذا الموقع من 30 الى ساعة زمن بصفة يومية. كما تظهر حاجة هؤلاء المشتركين في استعمال الانترنت لأهداف متباينة. ويأتي الاطلاع على آخر الأخبار والمستجدات على الصعيدين المحلي والدولي الهدف رقم واحد بالنسبة للمشتركين على النات بنسبة وصلت الى 74.5 بالمائة. كما لم تغفل ذات الدراسة استعمال الهواتف الذكية للإبحار عبر الشبكة العنكبوتية، وتظهر هواتف “نوكيا” و«سامسونغ” الأكثر استعمالا على الإطلاق بنسبة استعمال على التوالي ب 46 بالمائة و42 بالمائة. ومن بين النتائج المتوصل إليها خلال الدراسة كذلك، بعض الخدمات التي يود المشتركون الاستفادة منها، ويأتي شراء تذاكر السفر عبر الطائرة وعبر القطار بنسبة 55 بالمائة، وفي المرتبة الثانية تأتي رغبات الاستفادة من حجوزات الأسفار والفنادق ب53.4 بالمائة، بعدها شراء الكتب والمجلات والجرائد، كما تظهر خدمات أخرى يرغب مشتركو الانترنت في الاستفادة منها عن قريب وعلى المباشر ومنها شراء الأثاث، الأجهزة الإكترونية والكهرومنزلية بنسبة تصل الى 55.3 بالمائة من عينة البحث، تليها نسبة 43.9 بالمائة من رغبات التسوق لشراء الألبسة الجاهزة والحلي الذهبية والإكسسوارات وحتى الورود والهدايا، في حين ترغب نسبة 20.3 بالمائة في شراء المواد الغذائية والتوابل عبر النت. جدير بالإشارة ان دراسة “واب ديالنا” هذه التي تقام للمرة الرابعة على التوالي، جاءت على شكل استمارة الكترونية تم بثها عبر 33 موقع واب الأكثر رواجا في الجزائر. وحملت هدف تحديد متطلبات مستعملي الانترنت الجزائريين بالنظر الى سوق التكنولوجيات الحديثة. وقد اتخذت الدراسة جملة من المتغيرات ومنها تحديد هوية المشتركين، بمعنى من هم، جنسهم، متى وأين يستعملون الانترنت وتطلعاتهم بالنسبة لسوق الانترنت والموبيل؟ أي عمليات الشراء والتبادل وتسديد الفواتير مباشرة من الهواتف الذكية، وطبعا حديث عن ظاهرة الفايسبوك المتنامية بشكل كبير في مجتمعنا. كما تظهر الدراسة كذلك، كما اشرنا إليه، تطلعات مشتركي الانترنت في توسيع الخدمات عبر تسديد الفواتير وشراء السلع عبر النت، وهي الخدمة التي ما تزال محتشمة جدا في عالم التكنولوجيا بمجتمعنا.