لقد أصبحت الانترنت جزءا لا يتجزأ من حياة الكثير من الناس، بل منهم من لا يستطيع العيش من دونها لاسيما فئة الشباب، فالأنترنت مكنتهم من الحصول على المعلومات التي يستغلونها في دراستهم، وعملهم ومختلف حاجاتهم اليومية، وبمقابل هذه الحاجات ظهرت العديد من المواقع التي تضمها الشبكة العنكبوتية وإن كان الوجه الظاهر للكثير منها هو الاطلاع على الأخبار، الدردشة والترفيه، إلا أنها يمكن أن تصبح مصدر مشاكل في حال لم يأخذ المتصفح لبعض المواقع احتياطاته، خاصة ما تعلق بغرف الدردشة. في هذا الصدد يقول »ياسين تواتي« تقني سامي في الإعلام الآلي وصاحب مقهى أنترنت »إن الشبكة العنكبوتية تبقى عالما افتراضيا يتوجب على كل من يدخله توخي الحذر تجنبا لأي استغلال للمعلومات التي يمكن أن يقدمها المتفصح دون أي إدراك منه فتكون بداية مشاكل هو في غنى عنها، حيث وقع بعض الناس ضحايا لسوء استغلالهم للأنترنت من جهة وسذاجتهم من جهة ثانية، أين استغلت صورهم في مشاهد فاضحة، كما يوجد أفراد آخرون تورطوا في مشاكل انطلاقا من مواقع الدردشة«. شاب يدردش مع فتاة قبل أن يكتشف أنها أخته وآخر يفضح أمام زوجته ولأن مستخدم تلك المواقع يبقى مجهولا ولا يمكن الكشف عن هويته ما يزيد في احتمال وقوع الأفراد في شر أعمالهم وهنا يتذكر حالة شاب دخل في دردشة مع فتاة عبر موقع التواصل الاجتماعي »فايسبوك« لمدة تزيد عن شهرين وتبادلا خلالها عبارات الحب والإعجاب دون أن يريا بعضهما، ولكن المفاجأة كانت كبيرة عندما طلب الشاب من الفتاة أن تقدم له عنوانها من أجل أن يتقدم لخطبتها مباشرة، إلا أنه تفاجأ بها تقدم له عنوان بيته، ليكتشف أنه كان يدردش مع أخته، والأمر لا يختلف كثيرا عما حدث لأحد المدمنين على غرف الدردشة، حيث تعرف على فتاة بقيت مجهولة إلى يومنا بالنسبة إليه، إلا أنه وبفضل المعلومات التي قدمها لها حول محل إقامته تمكنت من التوجه إلى بيته في غيابه لتخبر زوجته بأن زوجها يخونها عبر الانترنت ما دفع الزوجة إلى طلب الطلاق، أما فتاة أخرى فلم تظن أن تقديمها لاسمها الكامل كان كافيا بأن يحصل من كانت تدردش معه على رقم هاتفها وصار دائم الاتصال بها ما أثار شك خطيبها في سلوكها، في حين لم تجد إحدى النساء من حيلة تختبر بها وفاء زوجها سوى أن تكون ضمن قائمة أصدقائه في »الفايسبوك« وبعد أخذ ورد وصلت معه إلى تحديد موعد حتى يلتقيا في مكان معين. ولكن لحسن حظه أنه لم يذهب لرؤية زوجته التي كانت تنتظره وطلب الطلاق على لسانها. كثيرا ما يحرص مستخدمو مواقع الدردشة على الحصول على المعلومات الكاملة حول الطرف الآخر ما قد يكون بداية مشاكل وعليه نصح صاحب المقهى بضرورة توخي الحذر فيما تعلق بالإسم الكامل، رقم الهاتف، عنوان البيت، رقم الحساب البريدي والبنكي، أرقام بطاقة الائتمان وغيرها، وأيضا ما تعلق بمسألة الصور التي يمكن أن يتم استغلالها في صور فاضحة وفيديوهات مفبركة عن طريق تقنيات التركيب السمعي البصري ليتم استغلال الضحية في إقامة علاقات غير شرعية أو طلب المال مقابل عدم نشر تلك الصور التي يمكن أن تمس بشرف أسر بأكملها، يقول المتحدث في هذا السياق: »يجب على متصفح المواقع ومستعمل غرف الدردشة بشكل خاص أن يتذكر دوما وقبل أن يقدم معلومات خاصة به لأشخاص مجهولين أن الشبكة العنكبوتية هي مواقع لا نهاية لها، ويمكن لتلك المعلومات التي قدمها أن تصل إلى ملايين الأفراد في هذا العالم مما يزيد من احتمال حدوث بعض التجاوزات«. هذا، وأكد التقني السامي في الإعلام الآلي أن تصفح الانترنت يفرض على الفرد أن يحمي نفسه، وأول طرق الحماية في استغلال تلك المواقع فيما فيه فائدة له من قراءة الأخبار، البحث عن العمل وغيرها من الخدمات المقدمة عبر الواب إضافة إلى تجنب إرسال صور أو مقاطع فيديو خاصة، كونها يمكن أن تكون قابلة للتحميل والنشر علاوة على إمكانية قرصنة العلب الإلكترونية واستغلال أرقام الحسابات البريدية والبنكية في عمليات السطو الإلكتروني. وفي نفس الإطار، أكد المتحدث أن بعض الهيئات والمؤسسات الرسمية التي لها مصداقية في التعامل مع الزبائن عادة لا تطلب المعلومات الخاصة بالزبون، بل تقدم له المعلومات البدائية وتطلب منه الالتحاق بمقرها، يضيف عن هذا: »إذا وجدت هيئة تطلب منك التسجيل عن طريق الانترنت فيمكن أن تكون علامة على استغلال تلك المعلومات، لذا لابد من التأكد من خلال التوجه إلى المؤسسة المعنية قبل أن تسجل المعلومات الخاصة بك بموقعها«. ومن طرق حماية المستخدم للشبكة العنكبوتية، نصح المتحدث كل من يقوم بفتح بريد الكتروني أن يستخدم كلمة سر معقدة تضم حروفا وأرقاما في نفس الكلمة وذلك للتقليل من إمكانية حدوث عملية القرصنة، كما يجب أن يكون دخول مواقع الدردشة باسم مستعار إضافة أنه يمكن استعمال بعض التقنيات التي تسمح للأفراد الذين يبحرون عبر الانترنت أن يدردشوا مع الأصدقاء في قائمة خاصة لا يدخلها سواهم، يضيف عن الصداقات عبر النات: »ينبغي دوما على الفرد أن يدرك أن الصداقات في الانترنت تبقى افتراضية، لأنه يمكن لأي كان أن يدعي أنه شخص آخر طالما لا يمكن التحقق من هويته وإذا شعر الفرد بالريب خلال عملية الدردشة بأحدهم فيجب عليه الخروج مباشرة«.