ينتظر أن يحل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأسبوع القادم بزيارة إلى قطاع غزة المحاصر، هي الأولى لرئيس بلد عربي إلى هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكرت مصادر محلية بمدينة غزة عن استعدادات مكثفة من أجل ترتيب الزيارة بالتنسيق مع وفد قطري يقوده السفير القطري محمد العمادي، الذي وصل القطاع عبر معبر رفح البري مع مصر. وكشفت مصادر مقربة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن وصول وفود قطرية من مختلف المستويات إلى القطاع في انتظار وفود أخرى قريباً لترتيب الزيارة. وكان للإعلان عن هذه الزيارة وقع المفاجأة بالنسبة لكثير من المتتبعين وخاصة وأن الحديث دار قبل أيام عن زيارة الشيخة موزة عقيلة أميرة قطر إلى القطاع من أجل الاطلاع عن كثب عن تقدم المشاريع التي ستشرف عليها دولة قطر لإعادة إعمار غزة. يذكر أن السلطات القطرية سبق أن تبرعت بمبلغ 254 مليون دولار لإقامة مشاريع سكنية وأخرى إنمائية في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية ضمن مخطط لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على القطاع نهاية 2008 وبداية 2009 ضمن ما عرف بعملية "الرصاص المتدفق" التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان المدنيين وخلف استشهاد حوالي 1500 فلسطيني غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء. وبقدر ما كان لخبر الإعلان عن زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى غزة وقع المفاجأة فإنه فتح الباب أيضاً أمام تساؤلات حول الأهداف الخفية منها وخاصة وأنها جاءت في سياق أزمة حادة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وبما يطرح التساؤل لماذا قطاع غزة وليس مدينة رام الله حيث مقر السلطة المركزية للسلطة الفلسطينية. ولا يستبعد أن تعطي الرئاسة الفلسطينية قراءة سياسية لهذه الزيارة بما قد يعكر العلاقة بينها وبين الدوحة التي يتردد أنها أصبحت تأخذ بورقة حركة حماس على حساب السلطة الفلسطينية ضمن حسابات ما أصبح يعرف في اللغة السياسية بأحداث الربيع العربي. والواقع أن الدور القطري في الأزمة الفلسطينية بدا عندما شرعت الدبلوماسية القطرية في لعب دور الوسيط بين الفرقاء الفلسطينيين مباشرة بعد فشل إتفاق مكة وتمكنت فعلا من نقل مركز هذه المفاوضات العسيرة من القاهرة ثم مكة إلى الدوحة وتوج باتفاق لإعادة الوحدة إلى سلطة ثنائية الرأس واحد في غزة والأخر في رام الله عرف باسم إتفاق الدوحة ولكنه لم ير النور هو الآخر إلى حد الآن. كما أن هذه الزيارة التي تكتسي أهمية "تاريخية" بالنسبة لسكان القطاع ولكل العرب جاءت لتؤكد على الدور الذي تريد الدبلوماسية القطرية لعبه كرقم فاعل في كل القضايا العربية الخلافية منها والاقتصادية وحتى الإستراتيجية.