غادر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الجزائر بعد زيارة رسمية مفاجئة استمرت لبضع ساعات، التقى خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ولم يتسرب مما دار في لقاء الاستقبال الذي احتضنه قصر المرادية بالعاصمة، غير تأكيدات من جهات رسمية قطرية على أن اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بالإضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. * ونقلت وسائل إعلام قطرية عن مصادر دبلوماسية في الدوحة أن لقاء المسؤول القطري بنظيره الجزائري، تطرق إلى الراهن العربي، وكذا الأوضاع والمستجدات التي أحاطت بقمتي الدوحة والكويت وتداعيات الهجمة الصهيونية على قطاع غزة، وما خلفته من تشرذم وانقسام حاد ما زال مسيطرا على العلاقات العربية العربية. * رئيس الوزراء القطري ومباشرة بعد انتهاء لقائه بالرئيس بوتفليقة طار باتجاه العاصمة الفرنسية باريس، لمقابلة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حسب بيان صادر عن قصر الإليزيه، أوضح أن "اللقاء سيتناول العلاقات الثنائية بين الدولتين وعددا من الملفات الدولية، ولا سيما الوضع في الشرق الأوسط ودارفور". * وبحسب ذات المصادر فإن الزيارة ستتطرق أيضا إلى التخوف الفرنسي الذي عبر عنه وزير الخارجية برنار كوشنير من إمكان انفلات الوضع الأمني مجددا في قطاع غزة، بعد الغارات الإسرائيلية المتكررة على مناطق عدة في القطاع، وكذا الجهود التي يقوم بها قادة البلدين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم في الأراضي الفلسطينية. * وعلى الطرف الآخر، تبرز تحليلات الصحف الفرنسية وفي مقدمتها صحيفة لوفيغارو، المقربة من اليمين الحاكم، حرص الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على توظيف الدبلوماسية القطرية الصاعدة بقوة، في التأثير على حركة المقاومة الإسلامية حماس، بحكم علاقتها الجيدة بحماس، من أجل تليين موقفها في المفاوضات الجارية مع الكيان الصهيوني، وكذا من أجل التنسيق الأمني القائم بين السلطة الوطنية الفلسطينية بزعامة محمود عباس، المنتهية ولايته، وسلطات تل أبيب. * لكن، ما موقع الجزائر من الحسابات الدبلوماسية بين باريس وقطر؟ وما خلفيات التوقف القصير للوزير الأول القطري لبضع ساعات في الجزائر ومقابلته لرئيسها، قبل أن يطير باتجاه فرنسا لمقابلة الرئيس ساركوزي؟ وما خلفية تزامن هذه الزيارة مع زيارة أخرى لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أيضا لباريس؟. * وتقول بعض الأوساط الدبلوماسية إن الأمير القطري، خليفة بن حمد آل ثاني، يراهن على السلطات الجزائرية في التأثير على الموقف الفرنسي أو على الأقل حملها على التقليل من انحيازها لصالح الكيان الصهيوني في الصراع العربي الإسرائيلي، وترى سلطات الدوحة، أن الجزائر وبحكم الارتباطات التاريخية والتشابكات الاقتصادية الاجتماعية واللغوية قادرة على لعب هذا الدور بنجاح.