أرجعت حكيمة بن شيخي، رئيسة جمعية الأمراض الجلدية بالمغرب، سبب الانتشار الكبير للأمراض الجلدية بدول المغرب العربي، على غرار تونس، الجزائر والمغرب، إلى العامل الوراثي بالدرجة الأولى، مع انتشار ثقافة الزواج بين الأقارب، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الجلدية بها إلى 80 بالمائة. وتحدثت السيدة حكيمة بن شيخي ل«المساء” على هامش أشغال الملتقى الوطني والمغاربي للأمراض الجلدية الذي انعقد مؤخرا بفندق الأوراسي، عن سبل التكفل بالإمراض الجلدية، خاصة الصدفية، حيث قالت؛ “يعرف التكفل بداء الصدفية تحسنا كبيرا في الجزائر، بالمقارنة مع باقي دول المغرب العربي على غرار تونس، المغرب وليبيا، مرجعة الأمر إلى تنامي الوعي في الجزائر بأهمية معالجة مثل هذه الأمراض، ناهيك عن ارتفاع عدد المختصين في الأمراض الجلدية. وأرجعت المتحدثة أسباب الانتشار الكبير للأمراض الجلدية في دول المغرب العربي إلى عدة عوامل، منها ظاهرة الزواج بين الأقارب التي تؤدي إلى انتشار بعض الأمراض الجلدية نتيجة العدوى، ناهيك عن كثرة الإنجاب التي تعد من العوامل المهمة في انتشار بعض الأمراض، على غرار الحساسية الجلدية، حيث قالت؛ ينبغي على مواطني دول المغرب العربي إدراك أهمية التكفل بأي نوع من الأمراض الجلدية، خاصة وأنها أمراض ظاهرة لا يمكن إخفاؤها، كما أنها يمكن أن تؤدي بصاحبها إلى بعض الأمراض السرطانية، لاسيما وأن البعض لا يعيرها أهمية، بمقارنتها مع بعض الأمراض المزمنة الأخرى؛ كمرض القلب والسكري. من ناحية أخرى، حمّلت محدثتنا أطباء الجلد مسؤولية انتشار بعض الأمراض الجلدية نتيجة غياب الأنشطة التحسيسية الداعية إلى التنبيه لخطورة هذه الأمراض، من أجل هذا، قالت؛ “ينبغي توحيد الجهود بين الأطباء المختصين لتسطير استراتيجية وقائية، والعمل في ذات الوقت على بعض البحوث العلمية وضبط عدد المصابين بالأمراض الجلدية وتصنيفها لمعرفة كيفية التكفل بها”. تعتقد السيدة حكيمة بن شيخ أن علاج الأمراض الجلدية في غاية البساطة، ولكن ينبغي أن يكون هناك تشخيص مبكر للمرض، وهذا لن يتحقق في ظل غياب الوعي بخطورة بعض الحالات التي تظهر على الجلد، ولعل من سبل التكفل ببعض الأمراض الجلدية، تقول محدثتنا؛ أذكر بالمناسبة أطفال القمر الذين لا يتحملون أشعة الشمس التي تجعلهم يصابون بسرطانات الجلد، وعادة ما يصاب بعض الأطفال بهذا المرض في سن مبكرة، من سنتين إلى خمس سنوات، وهو مرض منتشر بكثرة في كل من تونس، المغرب الجزائر، ليبيا وموريتانيا وبنسب متفاوتة، بينما تكون سبل التكفل به جد بسيطة، كأن يمنع مثلا الأطفال من التعرض لأشعة الشمس، وجعل المؤسسات التربوية التي تتكفل بتعليمهم مكيفية بحسب طبيعة مرضهم، كأن تكون النوافذ مغطاة لمنع دخول أشعة الشمس. من أكثر الأمراض الجلدية خطورة في دول المغرب العربي عموما، تقول محدثتنا؛ يأتي في المقدمة سرطان الجلد الذي يعرف انتشارا كبيرا نتيجة قلة الوعي وعدم الاهتمام بعلاج الأمراض الجلدية مبكرا، إلى جانب داء الصدفية، حب الشباب، الأمراض الجينية، أمراض الحساسية، أمراض الشمس وكذا الأمراض التناسلية. وفي ردها عن سؤالنا حول الهدف المنتظر من وراء تنظيم المؤتمر المغاربي، قالت محدثتنا؛ إن مثل هذه المؤتمرات تساعد المختصين على تبادل التجارب والخبرات وبحث سبل علاج بعض المشاكل المشتركة، كما تعد أيضا فرصة لتنبيه الأطباء المختصين بالأمراض الجلدية إلى ضرورة التركيز على الجانب التحسيسي للمرضى وحملهم على إعطاء أهمية لكل ما يظهر على أجسادهم من علامات، لاسيما تلك التي تأخذ اللون الأسود ولا تستجيب للعلاج.