أعرب ممثل الوزير الأول البريطاني للاستثمار والتجارة، اللورد مارلاند، أول أمس بلندن، عن رغبة بريطانيا في زيادة وارداتها من الغاز الجزائري من أجل تأمين تمويناتها من الطاقة في المستقبل. وصرح المسؤول البريطاني خلال لقاء حول فرص الاستثمار في السوق الجزائرية نظمه مجلس الأعمال الجزائري البريطاني قائلا "إننا نريد الرفع من وارداتنا من الغاز الجزائري من أجل تأمين التموينات من الطاقة في المستقبل". كما أبدى تشجيعه لتطوير التعاون مع الجزائر في ميدان الطاقة مذكرا بالزيارة التي قام بها وفد من سونلغاز شهر جوان الأخير إلى لندن والتي ستفضي إلى التوقيع على اتفاق في مجال تسيير المؤسسة. واغتنم ممثل الحكومة البريطانية هذه المناسبة للتأكيد أمام مجموعة من رجال الأعمال البريطانيين على الإمكانيات "المعتبرة" المتوفرة في السوق الجزائرية في مختلف الميادين وكذا إرادة البلدين في تعزيز التعاون. وخلص اللورد مارلن إلى التذكير "بأن العلاقات الجيدة التي تربط الحكومتين تنعكس بشكل إيجابي على العلاقات الاقتصادية ونحن مرتاحون لذلك"، مضيفا أنه قد أعجب خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر "بروح الانفتاح في الجزائر واستقرارها السياسي وحيويتها وقدراتها". وأبدى البريطانيون، أول أمس، اهتماما كبيرا بفرص الاستثمار التي تتيحها الجزائر، لاسيما بمنطقة وهران والتي تم عرضها خلال لقاء بلندن من طرف والي وهران، السيد عبد المالك بوضياف. وتشكل فرص الاستثمار في الجزائر، لاسيما في منطقة وهران محور لقاءات حول فرص الاستثمار في السوق الجزائرية ينظمها مجلس الأعمال الجزائري البريطاني من ال 16 إلى ال 18 أكتوبر في لندن بالشراكة مع جمعية الشرق الأوسط. وشارك في هذا اللقاء شخصيات بريطانية من عالم الأعمال يمثلون شركات من مختلف القطاعات تحظى البعض منها بسمعة عالمية، كما حضر اللقاء اللورد مارلاند ممثل الوزير الأول للتجارة والاستثمار وسفير الجزائر في المملكة المتحدة السيد عمار عبة. كما تدخل سفير الجزائر، السيد عبة، خلال هذا اللقاء لإبراز الحركية التي تشهدها المبادلات التجارية بين البلدين وكذا إرادة الطرفين في تطويرها أكثر، وقال السيد عبة إن "وجود الوفد الجزائر في هذا اللقاء يترجم الاهتمام الذي توليه الجزائر لبريطانيا"، مذكرا بالمزايا التي تتيحها السوق الجزائرية، التي تمثل 37 مليون نسمة، حيث يمكن لحصة المؤسسات البريطانية التطور في مجالات عدة، منها تحويل التكنولوجيا والمالية والتعليم. وخلال النقاش الذي تلا مختلف المداخلات، طرح المتدخلون المشاكل المرتبطة بعدم معرفة ما توفره الجزائر وما تمثله كسوق محتملة والتكوين ونقل المعارف لإنجاز هذه المشاريع الكبرى، وقد أجمعوا على "أهمية" هذه اللقاءات كونها تنير البريطانيين الذين لا يعرف أغلبهم جيدا الجزائر. وقد دعي رجال الأعمال البريطانيون إلى الانضمام إلى البعثة الاقتصادية التي ستزور الجزائر من ال 10 إلى ال 14 نوفمبر المقبل برعاية مجلس الأعمال الجزائري-البريطاني برئاسة أولغا مايتلاند. يذكر أن الوفد الجزائري سيستقبل اليوم بغرفة اللوردات (الغرفة العليا للبرلمان البريطاني) لإجراء محادثات حول إمكانيات الاستثمار في السوق الجزائرية.