يكشف عن مرض السيلياك أو الحساسية للقمح، في كثير من الأحيان في مرحلة الطفولة، وعادة ما بين 6 أشهر و2 سنوات بعد إدراج الأطعمة التي تحوي الغلوتين في سلة غذائه ويجب لحظة تشخيصه من طرف الطبيب الشروع في اتباع النظام الغذائي الخالي من الغلوتين ليكون فعالا. والغلوتين هو من البروتينات النباتية الموجودة في الحبوب مثل الشعير والقمح والمنتجات الثانوية من الحبوب والمنتجات الغذائية المصنوعة من هذه المشتقات. والنظام الغذائي الخالي من الغلوتين وباستبعاده بشكل تام ودائم يبقى الحل الوحيد في الوقت الحالي وأمر ضروري لصحة المريض، حيث أن الهدف من هذا النظام هو منع حدوث المضاعفات التي تتسبب في تأخر نمو الطفل. وفي الواقع، يبقى النظام الغذائي الخالي من الغلوتين نوعا ما مقيّدة ومعقدة في بلدانا العربية وخاصة في الجزائر، حيث القمح هو الغذاء الرئيسي، مثل الخبز والكسكسى والعجائن. وبالإضافة إلى ذلك، كثير من المواد الغذائية المصنّعة أو الجاهزة تحتوي على الغلوتين والتسوق يصبح عقبة لمرضى السيلياك، لذا يظل التثقيف الغذائي للمريض بالسيلياك مهما جدا ويجب أن يكون المريض عنصرا فاعلا. ويستند هذا التعليم في المقام الأول على التعلم والتدرب على مكونات الأطعمة وقراءة العلامات ويتم الحصول على هذه المهارات بمساعدة أخصائي التغذية. إذا كنت ترغب في معرفة النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، نقدم لك لائحة تتضمن الغذاء المسموح والغداء الذي يجب الابتعاد عنه. الغذاء المسموح به يتكوّن النظام الغذائي لمرضى السيلياك من الأطعمة الطبيعية مثل اللحوم والأسماك والدواجن والبيض وجميع الخضراوات والفاكهة الطازجة والمكسرات. ولمحبي الخبز والعجائن يمكن أن يستبدلها بعجائن صحية للسيلياك تتوفر في الأسواق كالكسكسى والمعكرون والفرينة وعجائن أخرى بدون غلوتين. وفي نفس الوقت، قد تلبي حاجيات السيلياك بنفس الطاقة والقيمة الغذائية (ما عدا الغلوتين). ويبقى طبعا الأرز والبطاطس والحبوب اليابسة أغذية مسموحة حسب رغبة المريض، مثل العسل الحر أو المصنوع في البيت والسكر وزيت دوار الشمس وزيت الزيتون، هي أيضا مسموحة كجزء من النظام الغذائي لمرضى السيلياك. أما مربى الفواكه يجب أن نغتنم فرصة وجود فاكهة الفصل لتحضيره بالمنزل لأن مربى المتاجر يحتمل وجود الغلوتين فيه والحليب بأشكاله إلا المركّز يبقى مسموحا. الأطعمة الممنوعة وبخصوص الأطعمة التي يجب تجنبها في الحمية الغذائية المخصصة لمريض السيلياك هي الأطعمة المحتوية على الغلوتين مثل الخبز والعجائن والحلويات، البسكويت والدقيق وكل ما يصنع منه من فطائر وبيتزا. أما الأغذية المعلّبة تبقى محل شك وغير آمنة للشخص، لذا علينا تجنّبها من باب الحيطة. وحتى الشوكولاتة يجب أخذ الحذر من تناولها لأنها قد تحتوي أيضا على الغلوتين، يمكنك أن تعتمد على العلامة التجارية الخاصة بالسيلياك. وعلى الرغم من أن الأبحاث لا تزال متواصلة في الوقت الحاضر حول هذا المرض وطرق مواجهته أو التأقلم معه، إلا أن اتباع نظام غذائي صارم نوعا ما، يبقى الحل الوحيد لصحة المريض. ولمساعدتك عزيزي القارئ في تحضير بعض الأكلات الشهية بدون غلوتين ترقبونا في العدد المقبل لتقديم بعض النصائح عن كيفي ة تحضيرها.