أصدر الروائي ريان شكيب نادر مؤخرا عن منشورات المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، رواية “المملكة المجهولة”، وهي رواية تقع في كتابين، الأول يحمل عنوان” المصير السعيد”، والثاني “تتويج الأمل”. نجح الكاتب في كتابة قصة خيالية جميلة، لما تحمله من عناصر التشويق والمتعة، استمد في نسج أحداثها من الحياة اليومية، حيث أن الجزء الأول من الرواية “المصير السعيد” تروي قصة أمين الشاب الأمير في مملكته المجهولة، وأمه الملكة، طاعنة في السن، تقلق على مستقبل مملكتها وتفكر في طريقة لاستمرار النسل ودوام العرش، أمام تهاون الابن الذي لا يفعل شيئا من غير التمتع واللهو. تبادر الأم المثالية، وتحث ابنها على تأسيس عائلة محاولة إقناعه بأنه مرادف للاستقرار، ويضمن استمرار العرش للعائلة من خلال إنجاب وريث للحكم، فيقبل الأمير الاقتراح، ولكن أمين لا يجد المرأة التي يريدها. وفي أحد الأيام يخرج الأمير في رحلة صيد، ثم يفترق عن المجموعة ويضيع في الغابة الواسعة، يحل الظلام والأمير أمين لا يعثر على مجموعته ولا على طريق العودة، وفي تلك الأثناء يعثر على كوخ صغير، يبدو أن القدر يخبىء له مفاجأة، بحيث ستتغير حياته، فقد التقى الشابة اليتيمة كنزة التي تعيش لوحدها في الكوخ بقلب الغابة الموحشة، فيدعوها أمين ليعرّفها بأمه الملكة، إلا أن كنزة ترفض الدعوة، ولا تعير أي اهتمام لاقتراحه، أما أمين فلم يتوقف عن التفكير فيها، وبقي على هذا النحو مدة شهر، فقرر العودة إلى الغابة ممتطيا حصانه، ويلتقيها أمام ينبوع ماء، حيث كانت كنزة تغسل ملابسها، فقرر اصطحابها إلى إقامته وتعريف العائلة الملكية بها، وفي المقابل، كانت كنزة تخفي الاعتراف بالانجذاب نحو أمين، وكانت سعيدة بقدومه لزيارتها، فبقيت تعامله على أساس صداقة ودية، ويعود الأمير ليلح على كنزة بالبقاء لفترة طويلة برفقته على متن المراكب الشراعية، فتوافق أخيرا. وفي لحظة هدوء، وقع حادث للصديقين في بحيرة الأحلام، ترى ماذا سيفعلان للنجاة من الغرق؟ هذا ما سيتم اكتشافه عند قراءة المؤلف في الكتاب الثاني الموسوم ب«تتويج الأمل”، وحتى نعطي ذوقا أوليا، فإن الجزء الثاني من الرواية سيروي كيفية نجاة الزوجين، على الرغم من وقوع بعض الأحداث غير المرغوب فيها والمؤامرات وتغذيتها عن طريق بعض القادة، وتم بفضل حكمة الأمير وبصيرة كنزة التغلب على المشاكل، ثم ينتهي الأمر بزواجهما وتأسيسهما لعائلة. واعتمد الكاتب على الذكاء في تناول روايته، دون الخوض في الفلسفة الأخلاقية، كما ذكر عبر روايته حقيقة قد نسيها البعض، مفادها أن حياة الزوجين المحبين يمكنها التغلب على جميع العقبات، إذ يرى أن الصدق، الفضيلة والثقة مبادئ لازمة لتحقيق النجاح في الحياة، وأن الحقد والطيش لن يحققا شيئا. ويشرح الروائي ريان شكيب نادر بقدر كبير من التفصيل، عبر الرواية، أنه ينبغي للمرء أن يعيش حلمه، مسلطا الضوء على الخير والشر، العمل والكسل، الحب والكراهية، الشباب، العمر، الحداثة والمحافظة.