يبدو أن اللقطة القبيحة والغريبة التي رد بها وزير الدفاع الفرنسي السابق في حكومة الرئيس ساركوزي، جيرارد لونغي، على ما قاله وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، لا تنم سوى عن عقليته الفاسدة، لأن إشارته الاستفزازية، توحي بأن شخصيته مهتزة ونفسيته مريضة، وهي أعراض تخلفها عادة الحروب القذرة التي كثيرا ما اخبرتنا بأن المشاركين فيها عادة ما يصابون بعقدة الذنب ويتحولون الى مجانين يتصرفون عن غير وعي وبأية طريقة ولو بنزع ملابسهم للظهور بمظهر مشين ومعيب. لقد كان من اللائق أن يرد جيرار لونغي المتحضر بالحجة والبرهان على تصريحات وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، التي دعا فيها فرنسا إلى الندم وتقديم اعتذارها إلى الجزائريين على جرائم الاستعمار، ولو من باب الرفض وتقديم مبرر الرفض، لكن أن يستعرض على الهواء في قناة تلفزيونية باشارات استفزازية للمشاعر، فهي وقاحة تذكرنا بما كان يقوم به امثاله منذ أن وطئوا ارض الجزائر إلى يوم خروجهم منها وإلى اليوم بدليل هذه اللقطة.. إن حرب الجزائر وجرائم فرنسا الاستعمارية ستبقى تطارد كل من شارك فيها إلى يوم الدين، ومهما تنكر هؤلاء لهذا الماضي المخزي، فإننا كجزائريين اكتوينا بنارهم، سنبقى نطاردهم ونذكرهم بجرائهم، ونرفض منطقهم لأن فيهم من يحلمون، وإلى اليوم، بجزائر فرنسية ..... لقد ولى عصر الاحلام ولم يبق إلا الاعتراف بالذنب والشعور بالندم وتقديم الاعتذار، ومن المستحيل، نقول لمثل هذا الوزير، طي صفحة هذا الماضي، الذي يقض اليوم مضجعك بدليل تصرفك الجنوني والوقح على المباشر وأمام الملايين من المشاهدين الفرنسيين وغير الفرنسيين.