دشنت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، أمس، الحملة الانتخابية لمحليات ال 29 نوفمبر المقبل من قصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، حيث نشطت لقاء ضم مناضلي حزبها والمرشحين للموعد الانتخابي المقبل، وقالت لويزة حنون في الكلمة التي ألقتها إن " بداية الحملة الانتخابية تكون دائما صعبة في ظل البرودة التي عرفتها الساحة السياسية بعد انتخابات العاشر ماي الفارط". واعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال خلال المحطة الأولى في مداخلتها أن الحزب بصحة جيدة على مستوى ولاية قسنطينة، فهو حسبها منظم وإطاراته تقوم بنشاطها بشكل جيد وهناك انسجام للمناضلين مع البرنامج السياسي ومبادئ الحزب، الذي يغطي بلديات قسنطينة الاثنتي عشرة وقائمة للمجلس الشعبي الولائي، كما أن الحزب -حسب حنون- لا يضم أي شخص من خارج المناضلين أو من الأحزاب السياسية الذين يقومون بالتجوال السياسي ولا حتى من أصحاب المال الوسخ -حسب وصفها-. أما المحطة الثانية، التي تناولتها حنون بالحديث فهي الحملة الانتخابية، التي يقوم بها الحزب جماعيا أو فرديا وكذا العمل الجواري الذي لن يكون سهلا حسبها، معتبرة أنه من مسؤولية الحزب المساهمة في الفرز والتوضيح ومحاربة التفسخ، خاصة وأنه -حسبها- بعد تشريعيات ال 10 ماي وبسبب التزوير هناك تراجع وتقهقر ولا مبالاة من طرف المواطن الذي افتقد الثقة. وعن عدم مقاطعتها للانتخابات رغم ما وصفته بضياع الفرصة في الانتخابات التشريعية الفارطة والظروف السياسية والانتخابية غير المواتية في ظل قانون الانتخابات، الذي وصفته بالجائر والذي لم يعدل، خاصة فيما تعلق بتصويت الهيئات النظامية، أكدت حنون أن اللجنة المركزية للحزب أجمعت على ضرورة المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة كون الظرف السياسي العام للبلاد والمصلحة الجماعية تملي الدفاع عن كيان الأمة لأنها مستهدفة، والحزب يسعى للحصول على أكبر عدد من القاعدة حتى يستطيع فيما بعد مباشرة تعبئة كبيرة. على الصعيد الخارجي، اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال أن هناك حربا اجتماعية كبيرة أطلقتها الامبريالية على العمال في أوروبا والذين تمت التضحية بهم لصالح البنوك الخاصة وصندوق النقد الدولي، معربة عن تضامن حزب العمال مع شعوب هذه القارة، لتضيف أن الوجه الآخر للامبريالية هو الحروب على الدول في المغرب العربي ودول الساحل في إطار مخطط الشرق الأوسط الكبير، معتبرة أن الحرب على سوريا بالوكالة هو ضمن هذا المخطط للامبريالية، وأن الرهان على سوريا هو أنبوب الغاز، خاصة بعد الاكتشافات الهامة للغاز بفلسطين والرهان على مالي هو الثروات الطبيعية التي تحرك وتؤجج شرارة الحرب من طرف الامبريالية وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة التي تريد -حسب زعيمة حزب العمال- تطويق الجزائر من خلال الفوضى العارمة التي نشرتها من ثورات تونس ومصر والتي تم تحويلها لصالح الامبريالية. واستطردت لويزة حنون قائلة إن "الجزائر تتعرض لهجمة شرسة من طرف الحكومة الفرنسية والإدارة الأمريكية" وقد تجلى ذلك -حسبها- من خلال الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية الفرنسي ووزيرة الخارجية الأمريكية والتي كانت تسعى لتغيير موقف رئيس الجمهورية وإقحام الجزائر في حرب مالي وجرها للدخول في متاهات ليست هي بحاجة لها، فهم يريدون -حسب حنون- أن تلعب الجزائر دور الخادم لمصالحهم. وعلى ضوء هذه المعطيات، أكدت زعيمة حزب العمال أنه من الضروري إقرار استنفار شامل وتعبئة كاملة، فالمسألة تخص الأمة لذلك يجب أن يكون الدعم الجماهيري كبيرا والدولة وحدها لا تستطيع المقاومة لتعزيز سيادة القرار. وحذرت لويزة حنون طبقات الشعب الجزائري من عمال وشباب، فلاحين، نساء ومتقاعدين من الوضع مطالبة إياهم بالوقوف كيد واحدة للدفاع عن الأمة وهي مسؤولية جماعية -حسبها- كون الجزائر في مفترق الطرق وهي تحتفل بخمسينية الثورة.