لم تتوان لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال في استنفار قوى الحزب من خلال دعوة المناضلين إلى تعبئة شاملة تقوم على أساس مواصلة النضال والكفاح السياسي استعدادا للاستحقاقات القادمة، كما جددت رفضها للتجاوزات المسجلة في الانتخابات الرئاسية الفارطة والتي تبقى في رأيها غير مقبولة باعتبار أنها ساهمت في ظهور تفسخ سياسي لا يتماشى والأسس الديمقراطية التي كرستها التعددية في الجزائر. مبعوثنا إلى قسنطينة: عزيز طواهر تصريحات لويزة حنون جاءت خلال اللقاء الذي جمعها بمناضلي حزب العمال أول أمس بقسطنية في لقاء جهوي ضم أمناء المكاتب على مستوى ولايات الشرق، حيث ذكرت بالحملة السياسية التي يقودها الحزب والتي تهدف إلى جمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات ردا على ما أسمته ب "الانحرافات المنقطعة النظير" التي تم تسجيلها يوم 9 أفريل الفارط، وتأتي هذه المبادرة السياسة على غرار ما قام به الحزب بعد رئاسيات 2004عندما ندد بنتائج الانتخابات آنذاك وقال إنها لم تكن منصفة. وفي تقييمها للحملة الانتخابية ونتائج الانتخابات الرئاسية أوضحت الأمينة العامة أن حزب العمال قام بحملة سياسية قوية وفعالة طيلة 19 يوم ارتكزت على لغة الإقناع من خلال تقديم مشروع مجتمع للمواطنين على عكس ما قام به البعض في محاولة منهم لشراء الذمم، ومن هذا المنطلق قالت "إن الحملة الانتخابية التي خاضها حزب العمال استقطبت عديد المواطنين عبر التراب الوطني وقد تجلى ذلك بحضور الألاف الذين عبروا عن مساندتهم لهذه التشكييلة السياسية، الإقبال كان كبيرا، لقد تلقينا رسائل عديدة من المواطنين التي تضمنت مشاغلهم ومشاكلهم اليومية وسنعمل على معالجتها عن طريق اللجنة التي شكلنها لدراسة مختلف الملفات". وتأسفت حنون عن التجاوزات التي طالت حزبها من خلال الاعتداء الذي تعرض إليه مقر الحزب عشية الانتخابات الرئاسية، كما انتقدت بشدة ما وصفته بالتزوير الفاضح وغير الممنهج الذي استهدف حزبها بالدرجة الأولى على حد تعبيرها. حنون وفي لهجة تفائلية للرد على نتائج الانتخابات ركزت في خطابها الذي خصت به سكان الشرق على أهمية التعبئة والعمل من أجل فترة ما بعد الرئاسيات، حيث اعتبرت اللقاءات الجهوية التي عكف حزب العمال على تنظيمها مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية دليلا قاطعا على التواصل الموجود بين القيادة والقواعد النضالية. وبهدف اعداد خارطة طريق تكون أكثر وضوحا وعملية دعت المتحدثة الأعضاء القياديين في حزب العمال على مستوى ولايات الشرق إلى تدوين كل الشهادات المتعلقة بعمليات التزوير التي تمت ملاحظتها يوم الاقتراع ورفعها إلى قيادة الحزب، بما يسمح لمختلف الهيئات القيادية بالإطلاع عليها وإدراجها ضمن مخطط عملها، خاصة وأن هذه الهيئات ستجتمع في بحر الأسبوع القادم في إطار جامع للخروج بتقييم نهائي لمجريات الحملة الانتخابية والانتخابات الرئاسية على حد سواء. ويبقى رهان الأمينة العامة للحزب في وسط هذا المد والجزر قائم على مبدأ التأسيس لديمقراطية حقيقية في الجزائر، انطلاقا من احترام الوثبة التي تحدثت عنها مطولا والتي قام بها الشعب الجزائري من خلال مشاركته بقوة في الانتخابات الرئاسية على عكس ما كان متوقعا من طرف دعاة المقاطعة.