أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، السيد محمد بن مرادي، أن أزيد من 60 بالمائة من مشروع 100 محل تجاري لكل بلدية التي أطلقها رئيس الجمهورية منذ نحو عشر سنوات قد منحت للحرفيين، وهو ما اعتبره مكسبا هاما للقطاع، وألح الوزير على ضرورة أن تقتحم الحرف الجزائرية أكثر مجال الشراكة مع الدول الاجنبية وكذا عالم البحث العلمي لتطويرها أكثر وإعطائها بعدا يليق بمستوى الحرف الجزائرية والسياحة ولكي يساهم القطاع في إنعاش مداخيل الجزائر خارج المحروقات. ولدى إشرافه، مساء أمس، على افتتاح الطبعة 17 للصالون الدولي للصناعة التقليدية بقصر المعارض بالصنوبر البحري، عبر الوزير الذي طاف بمختلف اجنحة المعرض واستمع الى انشغالات وتطلعات المشاركين، عن إعجابه بالمستوى الراقي الذي بلغته الحرفة والصناعة الجزائرية التي اقتحمت مجالات الشراكة الاجنبية بالإضافة إلى مجال البحث العلمي الذي من شأنه أن يسهم في تقدم وتطور الحرف الجزائرية بإدخال مواد ووسائل عمل تقنية متقدمة تعتمد على التكنولوجيات الحديثة. ودعا الوزير الى ضرورة تحسين جودة المنتوج الحرفي بالإضافة ملاءمة سعره مع المستوى المعيشي للمواطن الجزائري، مشيرا إلى أن الدولة ستدعم الحرفيين بكل الوسائل اللازمة سواء بالتكوين أو آليات الدعم المتوفرة حاليا على اعتبار أن القطاع اقتصادي ويشغل حاليا ما لا يقل عن 450 الف حرفي أي ما يعادل 5 بالمائة من مجموع السكان، وهو ما يدعونا الى ضرورة الاهتمام به وتدعيمه بالإضافة إلى الخروج به إلى العالمية من خلال فتح مجال الشراكة والمشاركة المكثفة في المعارض الدولية. وقد وقف السيد محمد بن مرادي الذي كان مرفوقا بعدد من الوزراء عند الاجنحة التي عقدت اتفاقيات شراكة مع الاجانب وألح على ضرورة الاستفادة من الخبرة الاجنبية في للارتقاء بالحرف والمهن وتطويرها كما عبر عن سعادته لاقتحام الجامعة الجزائرية مجال البحث في الحرف التقليدية خاصة تلك المتعلقة بنشاط الخشب والقماش والسيراميك، بالإضافة إلى فتح مراكز تكوين نموذجية على غرار معهد التكوين في نحت النجارة شبه الثمينة المتواجد بتمنراست وهو معهد تم فتحه بالشراكة مع البرازيل. ويشارك في الصالون 242 حرفيا يمثلون 41 غرفة عبر الوطن، إضافة إلى حرفيين من 04 بلدان أجنبية هي سوريا وباكستان وإندونيسيا وإيران التي تشارك في إطار أسبوع الصناعة التقليدية الإيرانية بالجزائر. إلى جانب 07 جمعيات وطنية تنشط في قطاع الصناعة التقليدية و11 مؤسسة وهيئة وطنية لدعم التشغيل والاستثمار، منها الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر. ويتزامن تنظيم الصالون الذي يحمل شعار “الصناعة التقليدية مع الحدث” مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية واليوم الوطني للصناعة التقليدية ومرور عشرين سنة على إنشاء الوكالة الوطنية للصناعة التقليدية، بالإضافة إلى مرور 10 سنوات على تأسيس الجائزة الوطنية للصناعة التقليدية والصناعة التقليدية الفنية، وفي هذا الإطار، سيتم الاحتفال بالصناعة التقليدية والفنية من أجل دوام التراث والتقاليد التي تعتبر أحد العناصر الأساسية للهوية الوطنية وإبراز قيمة القطاع الذي يعرف تطورا ملحوظا في مجال الإبداع والابتكار. وتهدف هذه التظاهرة، ذات البعد الدولي، إلى ترويج وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية وخلق دينامكية تعاون وتنافسية بين الحرفيين من نفس الاختصاص بتوفير فضاءات يلتقي فيها المهنيون وأصحاب الحرف، إضافة إلى بناء جسور تعاون وشراكة مع الحرفيين الأجانب قصد اختبار معرفة تنافسية المنتوج التقليدي الجزائري مع المنتوجات الأجنبية وخلق علاقات عمل دائمة بهدف تصدير المنتوج التقليدي الجزائري إلى الخارج. للإشارة، يتربع الصالون على مساحة 7000 م2، لعرض مختلف نشاطات الصناعة التقليدية والفنية مثل الزرابي، النسيج، الفخار التقليدي، الخزف الفني، الطرز واللباس التقليدي، الحلي التقليدية، الأشغال على الزجاج، الأشغال على الرمل، الحجارة، الجبس، الخشب، الرخام، العجائن والحلويات التقليدية والتحف الفنية.