طالب العديد من الشباب المستثمر الحائزين على دعم مالي من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب السلطات العمومية وعلى رأسهم والي الولاية بضرورة تسليط أقصى العقوبات على الكثير من الممونين الذين اغتنموا جهل الكثير من الشباب المستثمر في قطاعات لا يفقهون فيها جراء قلة خبرتهم وقاموا بتموينهم بعتاد قديم من الخردة، الأمر الذي أثر على المشاريع الاستثمارية التي يقوم بها هؤلاء الشبان الذين وجدوا أنفسهم يواجهون وضعا لم يكن يخطر على البال، معتبرين ذلك استغلالا للمستثمرين الشباب من طرف الممونين من أصحاب الشركات الخاصة للحصول على منافع مالية غير منتظرة. وبمجرد إعلامه بالوضع المبني على الغش، قرر والي ولاية وهران مواجهة هؤلاء الممونين بحزم وذلك بتشكيل لجنة تحقيق إدارية على مستوى المديرية الجهوية لوكالة دعم تشغيل الشباب، التي توصل مديرها الجهوي، السيد بن عشيبة إلى حقيقة مرة جعلته هو الآخر يقرر في بداية الأمر وضع العديد من الممونين في "قائمة سوداء" يمنع التعامل معهم مستقبلا بسبب تورطهم في عمليات تموين كثيرة ومختلفة بعتاد من الخردة لفائدة المستثمرين على أنه عتاد جديد ومستورد من الخارج، غير أن الحقيقة هي أنه تمت إعادة تعليب الكثير من العتاد في علب جديدة وإرسالها إلى المستثمرين على أنها قادمة للتو من بلاد بعيدة من وراء البحار. والمشكل أنه بمجرد محاولة تشغيل الكثير من هذه الأجهزة والعتاد تبين أنه قديم وسبق استعماله وأنه بكل بساطة عتاد "خردة"، الأمر الذي أوقع الشبان المستثمرين والممونين في ورطة ليس من السهل الخروج منها أو إيجاد حل مناسب لها بدعوى أن كل طرف يحاول التأكيد أنه على حق، حيث يعتبر المستثمرون الشباب أنهم وقعوا ضحية ممونين غير نزهاء، استغلوا قلة خبرتهم في مجال التعاملات التجارية وتجهيز المؤسسات ليعرضوهم للإفلاس حتى قبل الانطلاق الفعلي في مشاريعهم الاستثمارية وهذا بسبب اقتناء عتاد غير صالح تماما وبأموال كبيرة من ميزانية التجهيز، الأمر الذي تسبب في شل عملية الاستثمار من أساسها، كما أن الأمر وصل إلى حد رفض الممونين إلغاء عمليات البيع ومن ثم إرجاع الأموال لأصحابها بحجة أن التجهيزات التي تم تموين المستثمرين بها لم تكن أبدا معطلة عند القيام بعمليات الشراء وإنما أصيبت بخلل تقني عند عملية تركيبها بسبب سوء الاستعمال من طرف الزبون، الأمر الذي يمكن تداركه من خلال عمليات الصيانة حسب الكثير من الممونين، إلا أن الأمر ليس كذلك حسب العديد من المستثمرين الذين أكدوا من خلال عمليات الخبرة المتعددة، التي قاموا بها عند خبراء مهنيين وحرفيين، أن العتاد الذي تم اقتناؤه على أنه جديد ما هو في حقيقة الأمر سوى عتاد "خردة"، حاول أصحابه الممونون الغشاشون التخلص منه بأية طريقة لفائدة زبائن من المستثمرين الشباب المتحصلين على قروض بنكية من طرف وكالات دعم تشغيل الشباب الذين يفتقدون للخبرة الحقيقية في مجال اقتناء التجهيزات ومختلف آلات الإنتاج. وأمام هذا الأمر الخطير فإن لجان التحقيق الإدارية، التي تم اعتمادها على مستوى الولاية تقوم بعمل كبير سيتم تقديم نتائجه لوالي الولاية، الذي قال إنه سيفرض إجراءات ردعية صارمة ضد مسيري مختلف المؤسسات التي قامت بعمليات تموين مشاريع شبانية بعتاد قديم (الخردة) على أساس أنه جديد ومضمون، غير أن الواقع أثبت مرة أخرى وقوع الكثير من الشبان من أصحاب المشاريع الاستثمارية في شراك سماسرة ومتاجرين بأحلام شباب كان ولايزال يطمح في الاندماج في المجتمع انطلاقا من عالم الإنتاج.