أطاحت الفرق الإقليمية للدرك الوطني بكل من بئر مراد رايس وزرالدة، نهاية الأسبوع الفارط، بعدد من شبكات الإجرام المختصة في سرقة المنازل والاتجار غير الشرعي بالمخدرات والكحول، بالإضافة إلى عصابة تخصصت في استدراج الرعايا الأجانب بغرض سلب ممتلكاتهم بالمركب السياحي لزرالدة وشابين اعتديا جنسيا على قاصرين، وهي العمليات التي تمت خلال المداهمات التي قامت بها فصائل الأمن والتدخل مدعمة بأكثر من 200 دركي وكلاب مدربة، جاوبوا عددا من الأحياء وهو ما سمح بتوقيف عدد من المشتبه فيهم واسترجاع سيارة مسروقة وبعض المقتنيات المسروقة من منزل بحي المريجة بمدينة سحاولة، كما سمحت فطنة أعوان الدرك بحجز أسلحة بيضاء متنوعة وقصاصات من الورق المستعمل في تزوير عملة الأورو كانت بحقيبة تخلى عنها أصحابها بإحدى المناطق المهجورة، حيث يتوقع المحققون أن تكون للقضية صلة بتلك التي تمت معالجتها مؤخرا حول محاولة تزوير ملياري سنتيم وتوقيف رعية مالي بمطار هواري بومدين الدولي حاول الفرار إلى تونس. عمليات المداهمة التي رافقت فيها "المساء" مصالح الدرك الوطني، يوم الخميس الفارط، كانت مناسبة للاطلاع على نوعية العمل الميداني الذي يقوم به أفراد فصائل الأمن والتدخل والبحث والتحري لأعوان الدرك الوطني، الذين لم يفوتوا أي هفوة لشبكات الإجرام من خلال استغلال كل المعلومات التي تصل إلى الكتيبات الإقليمية ليتم مباشرة بعد ذلك إرسال فرق التحري، ونحن بالكتيبة الإقليمية لبئر مراد رايس شدتنا الحركة الدؤوبة للرائد عمر طويلب الذي لم يفارق هاتفه النقال لتتبع حركة كل الفرق المنتشرة عبر أحياء المقاطعة والتي بلغ عددها عشر فرق دعمت بفرقة للبحث والتحري وأخرى من فصيلة الأمن والتدخل. وعن أهم القضايا التي عالجتها فرق الكتيبة والتي افتخر بها الرائد أمام وسائل الإعلام هي عملية توقيف رعية مالي احتال على عدد من المواطنين موهما إياهم بأن له القدرة على تحويل أوراق عادية إلى أوراق نقدية من فئة الاورو من خلال استغلال مادة كيماوية، وعن التحريات أشار الرائد طويلب إلى أن أحد أعوان الدرك تمكن من كسب ثقة أحد شركاء المتهم الذي بقي على اتصال معه إلى غاية التأكد من محاولة المتهم الرئيسي الفرار عبر المطار الدولي هواري بومدين إلى تونس، ليتم إرسال فرقة إلى المطار، التي تمكنت من إتمام مهمتها من خلال توقيف المتهم خلال نزوله من الحافلة لركوب الطائرة، وهي العملية التي سمحت بالإطاحة برعيتين ماليين كانا بصدد تزوير 2 مليار سنتيم. أما عن القضايا التي تمكنت الفرقة الاقليمة من حلها نهاية الأسبوع الفارط تزامنا وتنظيم المداهمة فهي تخص قضية سرقة كمية معتبرة من الحلي الذهبية متمثلة في 7 أساور ذهبية وحزامين من الذهب وسلسلتين و3 أقراط بالإضافة إلى 700 أورو و200 ريال سعودي ومبلغ مالي غير محدد بالعملة الوطنية من منزل بحي المريجة بسحاولة يوم الثلاثاء الفارط، وبعد جمع كل المعلومات من عند الجيران في اليوم الموالي تمكن أعوان الدرك من التعرف على أحد المتهمين وهو مسبوق قضائيا، ليتم الكشف عن باقي شركائه وحجز مبلغ مالي قدره 980 أورو و20 مليون سنتيم في مساكنهم، ولا يزال التحري قائما بأحد اسواق بيع الذهب "دلالة" لتحديد هوية التاجر الذي اقتني المسروقات. وبخصوص حرب العصابات ما بين حيي "عدل" و«كوسيدار" ببلدية بئر خادم أشار الرائد طويلب إلى أن أعوان الدرك يتقربون في كل مرة من جمعيات الأحياء بغرض تهدئة النفوس ما بين شباب الحيين، وهو ما يدخل في إطار العمل الوقائي خاصة وأن إقليم الكتيبة يضم عددا كبيرا من الأحياء المعروفة بكثرة العمليات الإجرامية حيث سمح الانتشار المكثف لأعوان الدرك يوم الخميس الفارط بتوقيف عدد معتبر من المجرمين على غرار أربعة متهمين بحي الزنكة ببلدية بئر خادم بتهمة السرقة، مع توقيف متهم آخر وهو يحاول سرقة سيارة وثلاثة متهمين اعتدوا على مواطن بمحطة القطار بمنطقة السمار بغرض سرقة مبلغ 3500 دج. عندما يتنصل الأولياء من مسؤوليتهم "قصر في خطر" ومن بين القضايا التي شدت انتباهنا بمقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني لزرالدة هو القبض على متهمين مسبوقين قضايا اعتديا جنسيا على قاصرين وهما فتاة صاحبة 5 سنوات وأخوها 6 سنوات كانا بعيدين عن رقابة الأهل عندما استدرجهما المتهمان إلى منطقة مهجورة بمنطقة البريجة، وحسب الرائد أحمد معامرية فقد وجد أعوان الدرك صعوبة في إقناع الوالدين لرفع شكوى ضد المتهمين خاصة بعد أن أكد الطبيب الشرعي أن القاصرين تعرضا فعلا للاعتداء الجنسي، وفي هذا السياق، أكد الرائد أن تنصل الأولياء من مسؤوليتهم يجعل أعوان الدرك الوطني أمام ظاهرة جديدة على المجتمع الجزائري وهو تجول قصر لوحدهم وفي ساعات جد متأخرة بين شوارع الأحياء وعلى شاطئ البحر من دون مرافق، مستدلا في ذلك بحادثة تمت معالجتها منذ عشرة أيام خلت وتتعلق باكتشاف قاصرين الأول يبلغ من العمر 5 سنوات وأخوه صاحب 8 سنوات على قارعة الطريق، وبعد تقرب أحد أعوان الدرك للتعرف عليهما تبين أنهما من سكان بلدية باب الوادي وهما ضائعان في بلدية سطاوالي، وبغرض التكفل الحسن بالطفلين في انتظار تحديد هويتهما تم نقلهما إلى المأوى المخصص للجالية السورية بمنطقة سيدي فرج وهناك تمكن أحد عمال الملجأ من التعرف عليهما، وكم كانت دهشة الدركي الذي تنقل لإعلام أولياء الطفلين كبيرة عندما سأل الأب عن مكان تواجد طفليه ليرد قائلا لا أدري إن كانا في المنزل أو في الخارج، متحججا بجهل مكان تواجد كل أبنائه بأن لديه الكثير من الأطفال ولا يمكنه مراقبتهم! الإطاحة بشبكة متخصصة في استدراج وسرقة الرعايا الأجانب ومن بين القضايا التي تمت معالجتها خلال عمليات المداهمة التي نظمتها الفرقة الإقليمية لزرالدة كشف الرائد معامرية عن توقيف فتاة صاحبة 22 عاما تنشط ضمن شبكة متخصصة في استدراج وسرقة الرعايا الأجانب المرتادين على المركب السياحي لزرالدة، وتعود القضية إلى يوم الأربعاء الفارط عندما تقدم رعيتان من صربيا يشتغلان بإحدى المؤسسات الخاصة في مجال الري لرفع شكوى بعد تعرضهما لسرقة هاتفيهما النقالين ومبلغ مالي بالدينار من طرف إحدى المرتادات على المركب التي استدرجتهما بدافع الدعارة، ليتم حبك خطة للإطاحة بها وهي متلبسة في الوقت الذي فرت شريكتها إلى وجهة مجهولة، وحسب المعلومات فإن المتهمة تنشط ضمن شبكة تمت الإطاحة بفردين منها منذ عشرة أيام حيث تم توقيف فتاة من ولاية وهران وشريك لها بتهمة الاعتداء وسرقة رعيتين أجنبيتين من رومانيا وإيطاليا. وأشار الرائد في تعقيب له عن القضية أن الكتيبة الإقليمية لزرالدة تقوم بعدة إنزالات بالمركب السياحي بغرض التعرف على المرتادين عليه ونقل جميع بياناتهم وهو ما يسهل التدخل في حالة رفع شكاوى، مشيرا إلى أن العديد من الضحايا في هذه الحالات خاصة عندما يتعلق الأمر بالدعارة لا يفضلون رفع شكاوى، في حين هناك من يتنازل عنها عندما يتعلق الامر بسرقة الاموال. «توم"، "مانديلا"، "كويرة" و«جن" أسماء المسبوقين قضائيا وعن صعوبة العمل الذي يقوم به أعوان الدرك بإقليم زرالدة أكد الرائد أن العمل الجدي ينطلق بعد الساعة الرابعة مساء ويتواصل إلى غاية اليوم الموالي بسب كثرة الحركة عبر البلديات التابعة للإقليم، مشيرا إلى أن الإجرام الأكثر انتشارا يتمثل في المتاجرة واستهلاك المخدرات والمشروبات الكحولية بالإضافة إلى الدعارة والاعتداءات على مرتادي الطرق والشواطئ، وغالبا ما تكون شبكات الإجرام مكونة من أبناء العائلة الواحدة ويتم إطلاق أسماء مستعارة عليهم ولا أحد من الضحايا يتجرأ على رفع شكوى ضدهم مما يجعل العديد من القضايا تقيد ضد مجهول، ومن بين أكبر المجرمين الذي دوخ أعوان الدرك ذلك الذي يطلق على نفسه اسم "توم" مشهور بسرعته في تسلق الجدران وكل ما يجده أمامه للفرار من قبضة الدرك، حتى سكان الحي الذي يقطن فيه لا يمكنهم رفع شكوى ضده، ويتذكر الرائد معامرية أن الأطفال هم فقط من كانوا يتجرأون على إعطاء هوية السارق أو المعتدي، وقد استدعى الأمر خلال عملية توقيفه تطويق الحي بعد ثبوت تورطه في 11 قضية ليتم القبض عليه وهو يحاول تسلق جدار أحد المساكن بمساعدة سكان المنزل. وفي حادثة أخرى تحدث الرائد عن رفض الأولياء رفع شكاوى ضد أبنائهم الذين يعتدون عليهم وهو ما يعيق عمل أعوان الدرك للإطاحة بكل أشكال الجريمة بالمنطقة التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين من 48 ولاية خاصة وأن المجرم يبقي حرا، لذلك يتم استغلال المداهمات التي يتم تركيزها على النقاط السوداء بغرض القبض على أكبر عدد من المجرمين وهم متلبسون وهو ما تم نهاية الأسبوع الفارط، حيث تم حجز 700 غرام من المخدرات، 800 قرص مهلوس، 500 قارورة خمر، 10 سيوف، ساطورين، 10 خناجر، 14 شفرة حلاقة وبندقية صيد بحري تخلي عنها المجرمون بالإضافة إلى اكتشاف حقيبة بإحدى المناطق المهجورة وبداخلها خزنة تضم أكثر من 500 قصاصة تستعمل في تزوير عملة الاورو. من بين القضايا التي تمت معالجتها نهاية الأسبوع بفضل الرقم الأخضر "1055" تحدث المقدم بشير صالحي رئيس أركان المجموعة الإقليمية لولاية الجزائر عن عملية توقيف المعتدين على مواطن بالطريق السريع للدار البيضاء وهما في حالة تلبس، حيث استغلا ركن الضحية لسيارته على قارعة الطريق بسبب عطب في عجلته ليعتديا عليه ويسرقا هاتفه النقال ومبلغ 6 آلاف دج، غير أن أحد المتهمين حاول التمويه من خلال التنقل إلى مصلحة الشرطة بمنطقة الرويبة لرفع شكوى تخص سرقة سيارته المؤجرة، ليتم تنسيق العمل ما بين الجهازين والقبض عليه وشريكه في حالة تلبس. فطنة أعوان الدرك تساهم في انخفاض عدد الجرائم وخلال تقديم المقدم صالحي لحصيلة نشاط الوحدات الإقليمية للدرك الوطني، منذ بداية السنة وإلى غاية نهاية الأسبوع الفارط، أكد انخفاض في عدد الجرائم والجنح المعالجة من سنة إلى أخرى، مشيرا إلى أنه خلال هذه السنة تمت معالجة 3079 جريمة في إطار القانون العام واحتلت جرائم التعدي على الممتلكات القسط الأكبر ب1521 جريمة، منها ما يخص السرقات البسيطة سواء عن طريق النشل أو الاعتداءات، تليها جرائم التعدي على الأشخاص التي بلغت 1320 جريمة وتطغى عليها جرائم العنف والضرب العمدى، مما أفضى إلى توقيف 1788 شخصا من مختلف الأعمار تم ايداع 718 منهم الحبس الاحتياطي. بالمقابل، سجل المقدم ارتفاعا في عدد القضايا المتعلقة بالمتاجرة واستهلاك المخدرات ب44 قضية مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، بالإضافة إلى ارتفاع في عدد الجرائم المعالجة بخصوص الشرطة الاقتصادية ب717 قضية بعد تسجيل معالجة 3261 قضية مقابل 2544 السنة الفارطة، أما فيما يخص المداهمات فقد تم تنفيذ 58 عملية منذ بداية السنة سمحت بتعريف 377824 شخصا منهم 347 وضعوا تحت النظر، وهو ما كان وراء تفكيك 71 شبكة إجرامية اختصت في السرقات والاعتداءات على الأشخاص والممتلكات وحجز عدد معتبر من الأسلحة البيضاء، بالإضافة إلى تفكيك 11 شبكة متخصصة في المتاجرة في المخدرات و23 شبكة اختصت في تزوير الوثائق والمركبات. وفي إطار الهجرة غير الشرعية، تم توقيف 61 شخصا من مختلف الجنسيات وبعد تقديمهم أمام الجهات القضائية تم إيداع 57 شخصا الحبس الاحتياطي، كما تمت معالجة 124 قضية من أصل 2841 تخص الاعتداءات على الأشخاص والممتلكات عن طريق الرقم الأخضر.