مع حلول موعد جديد للانتخابات المحلية، يستعد المواطنون بولاية البويرة لوضع بصمة أخرى، عن طريق اختيار من يرونهم أحق بتمثيلهم في المجالس الشعبية البلدية والولائية لعهدة أخرى، حيث يأمل الجميع في نزاهتها وتكفل منتخبيها بانشغالات المواطن البسيط الذي كاد أن يتخلى عن حقه، بترك واجبه في مواصلة مسيرة التغيير التي لن يقف في وجهها الإنتهازيون، حسب العديد ممن التقتهم “المساء” خلال هذا الإستطلاع. اختلفت الآراء وتعددت حول المشاركة في الانتخابات المحلية المنتظرة ل29 من نوفمبر الجاري، غير أن أغلبية الآراء أكدت على ضرورة سد كل الثغرات وعدم ترك الفرصة لمن كان ولا يزال شعاره السعي نحو تحقيق أكبر ربح في عهدة ستكون فضاء رحبا غاب فيه حق المواطن، بعد أن غاب صوته، وقد أجمع من شمله استطلاعنا الذي مس العديد من بلديات البويرة، والتي لا تزال أغلبها تحتفظ بضرورة الخروج يوم الانتخاب للمشاركة، حتى ولو أن مشاركتهم لم تكن حسبهم بالمحدثة للتغيير في ظل عدم وجود البديل لوجوه حكمت من قبل، وأهملت حق المواطن في ضرورة التكفل بانشغالاته، حيث قال أحد سكان مدينة البويرة، وهو طالب جامعي صاحب 23 سنة؛ “نحن بحاجة لمن يسمعنا وليس لمن نسمعه”، وهي عبارة كررها العديد من سكان المنطقة بعده، آملين في وجوه جديدة تسمع قبل أن تتحدث، معيبين ذلك على جل التشكيلات بالساحة السياسية، فعلى المترشح حسبهم أن يحيط بجميع انشغالات المواطن البسيطة ويبني عليها برامجه المستقبلية وتوجهاته التي تعكس نية حقيقية وصادقة لإحداث التغيير، وليس تقلّدا للمسؤولية وفرصة لامتلاك مفتاح بيت المال قصد التصرف فيه كما يشاء. ننتخب حتى لا نعطي الفرصة للعبث بمستقبل المواطنين وحسب العديد من شباب البلديات النائية، فإن الانتخاب ضرورة حتمية لبداية مرحلة إدارية جديدة، قصد إزاحة من تقلدوا المنصب وعاثوا فيها فسادا بعيدا عن رقابة الدولة، كما أن توجه العديد من سكان هذه المناطق نحو صناديق الاقتراع لانتخاب الوجوه القديمة يكرس الإستمرارية لواقع غير مريح. وعبر العديد من سكان بلدية الخبوزية، وهي إحدى البلديات النائية التي لاتزال تفتقر لأدنى متطلبات العيش، أنهم لا يزالون يطالبون بتوفير الأمن في ظل افتقار البلدية التي تقع بحدود ولاية المدية لمركز أمن منذ سنوات الاستقلال، ولا تزال التغطية الصحية تنحصر في قاعة علاج لا تتوفر حتى على سيارة إسعاف، فيما تفوق الكثافة السكانية بالبلدية التي تضم أزيد من 12 قرية وتجمعا سكانيا ب 7 آلاف نسمة، إلى جانب متطلبات أخرى، على غرار عدة بلديات بالولاية، كأهل القصر بأقصى الشرق، المسدورو الحجرة الزرقاء بالجنوب، سوق الخميس والمقراني بغرب البويرة، ومناطق أخرى لم تتحسن وضعيتها رغم أن الدولة تضخ أموالا معتبرة، ويعود ذلك إلى التلاعب بالمال العام وخدمة المصالح كنتيجة لسوء الاختيار. وعن مشاركتهم في الاستحقاقات القادمة، لا يزال العديد منهم يتمسك بضرورة الانتخاب والتوجه يوم الاقتراع نحو مكاتب التصويت، لعدم ترك الصناديق فارغة حتى لا تعطى الفرصة للعبث بمستقبل سكان المنطقة لخمس سنوات قادمة، قد تجمد فيها التنمية وتغيب خلالها مختلف سبل التكفل بانشغالات المواطن، مما يستدعي ضرورة مشاركة هذا الأخير في وضع أساس صحيح ومتين لتنمية مستقبلية من شأنها تحسين المستوى الاجتماعي للمواطن. ”الأميار” السابقون خدعونا كما أكدت “الحاجة عائشة” بقرية الرحيمات ببلدية عين الحجر، أن الانتخاب تواصل لخدمة الوطن، ولعل رأيها الذي انحصر في مجرد اختيار من يتكفل بمتطلبات بسيطة، كضمان مجانية العلاج والاستفادة من منحة المسنين، شكل نقطة إضافية لاحتياجات هذا المجتمع الكبير على اختلاف شرائحه، وقاطعت حديثها زوجة ابنها التي استرسلت في حديث طويلا، بدايته شكوى عن عدم جدوى جميع المنتخبين المحليين لاشتراكهم في “وعود كاذبة” في بداية الحملة، وهروبهم من مجرد لقاء مواطن بعد تولي المسؤولية، مؤكدة أنها وعلى الرغم من افتقاد المنطقة لنشاط تنموي يبرز أي مجهود بذل خلال العهدات السابقة للثقة في شخص “المير” على اختلاف انتمائه الحزبي، فهي ترى منصب “المير” قائما على المسؤولية والإحاطة بجميع انشغالات المواطن، مما يجبر هذا الأخير على ضرورة حسن الاختيار بمن يراه أحق بهذا المنصب، مع دعوة المترشحين لضرورة عدم تجاهل دور المرأة التي ساهمت ولا تزال في بناء مستقبل البلاد والنظر إليها من منظار مربية الأجيال، وأضاف العديد من شباب المنطقة أنهم ضد ما أسموه ب “الخديعة” التي يمارسها جل المنتخبين من خلال وعود مبالغ فيها، تتبخر بعد أشهر قليلة من توليهم لمقعد السلطة. منظمة المجاهدين: بالإنتخاب نغير الواقع ونحفظ التاريخ بهذه الجملة، استهل السيد صالح عبدي الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بالبويرة حديثه ل«المساء”، مؤكدا أن الانتخابات ستخط على صفحة بيضاء جديدة تسعى لتحقيق فضاء ديمقراطي واسع، فبالانتخاب نغير الواقع، وبه نبني الجزائر، وعلى رجل اليوم ممارسة الانتخاب كواجب وحق واختيار الأنسب حفظا للتاريخ ومساهمة في البناء والتشييد ومواصلة مسيرة نضال الجزائري الذي اعتاد صنع مستقبله بيده، فاحسن الصنع، واعتبر الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين أن جيل اليوم أبرز مساهماته في بناء هذا الوطن بالتوجه يوم الاقتراع لاختيار من يراه أحق وأكفأ، مذكرا أن جيل 62 ورغم الظروف القاسية والتخلف ونقص الوعي الثقافي لدى أغلب السكان المضطهدين، لم يغب عليهم الوعي بمصلحة البلاد، فأحسنوا الاختيار، وما على جيل اليوم المثقف سوى مواصلة المسيرة بما يخدم البلاد دون التشكيك في وطنية جميع الأجيال المتعاقبة. الفوز لمن يكون ملما بكل ما يهم المواطن كما دعا رئيس تعاونية الفردوس للثقافة والفنون بالبويرة المواطن البويري والجزائري بصفة عامة، إلى ضرورة الإدلاء بصوته لاختيار ممثليه عبر المجالس المنتخبة، مسايرة لواقع التعددية الحزبية التي تتيح للمواطن المقارنة بين البرامج المقدمة والآفاق المستقبلية، واختيار الأجدر من غيره بما يخدم المصلحة العامة للبلدية التي تنعكس بالإيجاب على السنوات القادمة، موجها دعوة للخروج بقوة يوم الاقتراع لأداء الواجب الانتخابي، فصوتهم أمانة يجب الحرص على تسليمها لأصحابها، حتى تكون البداية صحيحة لخوض مرحلة البناء والتشييد والإلمام بمختلف الجوانب دون التقليل من أهمية جانب على آخر.