سيكون المواطنون والمجتمع المدني مع موعد في غاية الأهمية يوم 29 نوفمبر القادم، من أجل انتخاب أعضاء المجلس الشعبي البلدي وكذا ممثليهم في المجالس الولائية، بعد انقضاء عهدة المنتخبين السابقين التي ميّزتها الاحتجاجات الكثيرة بمختلف بلديات ولاية بجاية، وهو ما جعل السكان ينتظرون الانتخابات المحلية القادمة التي يعلقون عليها آمالا كبيرة من أجل التكفل بانشغالاتهم، حيث وقفنا خلال هذا الاستطلاع الذي أجريناه عبر بعض البلديات منها عاصمة الولاية على رغبة المواطنين في إجراء التغيير والانتخاب على الأشخاص الذين يملكون الكفاءة والقدرة على الاستجابة لمطالب السكان، كما عبّروا عن انتقادهم لحضور بعض الوجوه التي – حسبهم – لم تقدم شيئا خلال العهدة الماضية، بدليل تراكم المشاكل بالعديد من البلديات. ويجمع المواطنون بعاصمة الحماديين، على أن الاستحقاقات المقررة في 29 نوفمبر القادم تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لهم، خاصة أنها تعنيهم بالدرجة الأولى، في ظل تراكم المشاكل في السنوات الأخيرة، بسبب عدم التكفل بانشغالاتهم، وهو ما سجلناه عند سكان مختلف أحياء بلدية بجاية، الذين أكدوا على ضرورة التوجه إلى صناديق الاقتراع بقوة والانتخاب على الأشخاص الأكفاء الذين بإمكانهم الاستماع إلى شكاوى المواطنين، وإيجاد الحلول لمشاكلهم بدل التهرب من المسؤولية، مثلما أكده لنا بعض سكان حي طوبال، أعمريو وتاغزوت، مشيرين في مجملهم أنهم سئموا الوعود التي لم تأت بالجديد، بدليل أن المشاكل لا تزال متراكمة بسبب عدم التزام المنتخبين السابقين بما وعدوا به، حيث تسجل الأحياء عدة نقائص كالطرقات، النظافة وغيرها، وهو ما يجعل المواطن ينتظر الانتخابات المقررة في 29 نوفمبر القادم من أجل إجراء التغيير والانتخاب على الأشخاص الذين سيتمكنون من التكفل بمشاكل السكان بشكل أحسن، مع إيجاد الحلول اللازمة التي من شأنها أن تدفع بعجلة التنمية بالبلدية، بعد التأخر الكبير الذي شهدته في السنوات الأخيرة، مقارنة بالولايات الأخرى”. إعادة هيبة الدولة عبر بوابة الاستحقاقات وإذا كان البعض يرى أن الانتخابات المحلية القادمة فرصة لاختيار الأشخاص الذين بإمكانهم التكفل بانشغالات السكان وعدم الاكتفاء بالوعود التي لم تُجسّد، فإن البعض الآخر يرى أن الاستحقاقات القادمة فرصة لإعادة هيبة الدولة من خلال فرض الصرامة اللازمة وتطبيق القوانين وعدم الاكتراث فيها، إشارة منهم إلى أن ظاهرة غلق الطرقات التي ميّزت ولاية بجاية في السنوات الأخيرة، أثرت كثيرا على قطاع التنمية المحلية للولاية، حيث سجلت العديد من المشاريع تأخرا كبيرا في إنجازها بسبب هذه الظاهرة التي يلجأ إليها السكان بغرض المطالبة بحل مشاكلهم، وهو الرأي الذي يتقاسمه أغلب الناشطين في الحركة الجمعوية، قائلين في هذا الصدد؛ إنه بغض النظر عن التكفل بانشغالات المواطن الذي من الواجب أن يلتزم به المنتخبون الجدد على رأس المجالس الشعبية البلدية، فإنهم مطالبون بتفادي المشاكل التي وقع فيها المسؤولون السابقون، وعدم الاكتراث في تطبيق القوانين بصرامة، مع الإلتزام بوعودهم تجاه المواطن الذي أصبح يطالب فقط بالتكفل بمشاكله اليومية”. المجتمع المدني: التغيير يكون بقوة الانتخاب ويرى ممثلو المجتمع المدني بولاية بجاية، أن التغيير يحدث عن طريق الاتجاه بقوة إلى مكاتب التصويت من أجل الانتخاب على الممثلين الجدد في المجالس المنتخبة، حيث أكد العديد من الناشطين في الحركة الجمعوية والمثقفين على وجوب انتخاب المواطنين بقوة، وعدم البقاء مكتوفي الأيدي من أجل اختيار الشخص النزيه والقادر على أداء هذه المهمة على أحسن وجه، مع تفادي الوقوع في الأخطاء السابقة، حيث أكدوا في حملة تحسيسية عبر مختلف الأحياء والقرى، على ضرورة التوجه بقوة إلى مكاتب الاقتراع والإدلاء بأصواتهم لصالح الأشخاص الذين يملكون الكفاءة والخبرة التي تسمح لهم بالاستجابة لمطالب السكان، مثلما أكده الأستاذ الجامعي كمال دوادي، بصفته أحد الناشطين في الحركات الجمعوية قائلا: “نحن بصدد تحسيس المواطنين على ضرورة الانتخاب بقوة في 29 نوفمبر القادم، لأن الأمر يتعلق بمستقبلهم، وطلبنا منهم اختيار الأشخاص الأكفاء الذين بإمكانهم الاستجابة لتطلعات المواطنين والوقوف في وجه الانتهازيين حتى يتم إجراء التغيير السلمي الذي نسعى إليه”. مواطنو المناطق النائية: ننتخب لحل مشاكلنا اليومية يبدو أن سكان المناطق النائية بالبلديات الريفية لولاية بجاية، الأكثر إصرارا على التوجه بقوة إلى مكاتب الاقتراع من أجل الإدلاء بأصواتهم واختيار الأشخاص الذين سيكون بإمكانهم التكفل بمشاكلهم اليومية، بعد مواجهتهم لعدة مصاعب خلال السنوات الأخيرة، حيث أكد لنا سكان قرية “إفوغالن” ببلدية بوخليفة، أن الاستحقاقات القادمة منعرج حاسم من أجل بداية عهد جديد، وهذا بالانتخاب على الأشخاص الأكفاء، بعد ما تعذّر تجسيد وعود كثيرة منها على أرض الواقع، كما أن سكان أحياء بلدية بجاية أبدوا اهتماما كبيرا لهذه الانتخابات، وأكدوا على ضرورة القيام بواجبهم وعدم الاكتفاء بالكلام، لأن التغيير يجب أن يمر عبر الصندوق الذي يبقى الوسيلة الوحيدة – على حد تعبيرهم – لتحديد مصيرهم. ترشح بعض الانتهازيين يحفز المواطنين على الانتخاب بقوة على غرار بلديات الولاية، يعيش سكان بلدية أقبو على وقع الحملة الانتخابية التي بدأت منذ الأحد الماضي بكيفية بطيئة جدا، حيث شاهدنا غياب صور المترشحين لأسباب فسرها البعض بعدم جاهزية بعض القوائم، في الوقت الذي لاحظنا أن المواطنين يولون أهمية خاصة لهذه الانتخابات، من خلال إصرارهم على التوجه بقوة لمكاتب الاقتراع من أجل وضع حد للانتهازيين الذين، مثلما صرح (حميد)، أحد الناشطين قائلا؛ “لقد سئمنا من الوعود التي لم يتم تجسديها في السنوات الأخيرة وعدم الاهتمام بمشاكل المواطنين، حيث نعتبر أن الانتخابات المحلية ل 29 نوفمبر القادم فرصة للوقوف في وجه الانتهازيين، وإجراء التغيير الإيجابي الذي سيعود بالفائدة علينا من أجل التكفل الأحسن بمشاكل السكان”.