ألوان موحدة وممرات جديدة وغلق كبرى الشوارع أمام حركة السيارات سطرت ولاية الجزائر “مخططا أبيضَ” لتحسين الواجهات وإعادة تهيئة الأحياء والتجمعات السكنية وأهم الشوارع في آفاق 2029.. وسيعمل هذا المخطط الخاص على استحداث سبعة شوارع وممرات في شكل منتزهات للراجلين تؤدي جميعها نحو البحر، كما سيتم غلق ثلاثة شوارع رئيسية أمام حركة السيارات مع تهيئتها وتوسيعها لاستقبال واستيعاب التدفق الكبير للراجلين من المواطنين والسائحين ويتعلق الأمر بكل من شارع ديدوش مراد، العربي بن مهيدي ومليكة قايد، وكذا اعتماد ألوان موحدة للعاصمة منها ما هو خاص بالبناءات السكنية وآخر للإدارات وكذا المتاجر والمحلات. ويعد الشطر الخاص بالتهيئة العمرانية والسكنية المندرجة ضمن “المخطط الأبيض”، الذي ينفذ في المخطط الاستراتيجي للعاصمة في آفاق 2029 من أهم وأعقد الأجزاء التي تعكف مصالح ولاية الجزائر على تجسيدها وهي التي أعطت –في هذا الشطر- الأهمية الكبيرة للمواطن، حيث سيتم تعزيز المساحات الموجهة لاستقباله واستيعابه لضمان راحة واستجمام كبيرين له، حسبما أكده مدير التعمير لولاية الجزائر، الذي أوضح أنه سيتم العمل على تقليص المساحات المخصصة للسيارات داخل النسيج الحضري لصالح الراجلين. وأكد السيد بن عمار خلال مائدة مستديرة خصصت مساء أمس لشرح المخطط الاستراتيجي لولاية الجزائر في آفاق 2029 والذي رصد له مبلغ مالي يفوق ال 201 مليار دج، أن المخطط يهدف إلى جعل العاصمة مدينة حية ومحركا حيويا للتنمية إضافة إلى جعلها نموذجا للتسيير الراشد والارتقاء بها إلى مصاف المدن المتوسطية الراقية مع الاحتفاظ بخصوصياتها وملامحها التي تميزها عن باقي المدن والعواصم، غير أن العملية ستعرف صعوبة كبيرة بسبب قدم البناءات وتدهورها بسبب الاعتداءات الصارخة الممارسة ضدها من قبل السكان. ولعل من أبرز ما يجب أن تحتفظ به العاصمة هو طابعها المعماري التاريخي سواء تعلق الأمر بالقصبة أو بالشوارع العتيقة مع مراجعة عميقة للمخطط الرئيسي للتهيئة العمرانية والذي سيعمل على تهيئة الحظيرة السكنية ذات الصبغة التاريخية رغم ما ستكلفه العملية من مبالغ مالية وتقنيات وفنيات في البناء والتعمير، علما أن دفاتر صحية يتم حاليا فتحها لجميع البنايات العتيقة للعاصمة مع “وصفات علاجية” لكل حالة وهو التحدي الكبير الذي يجب أن يتجاوزه المخطط الأبيض للعاصمة. وستحمل جميع البنايات السكنية للعاصمة ألوانا موحدة وهي الأبيض والرمادي فيما ستخصص ألوان أخرى للمحلات التجارية والبناءات الإدارية فيما ستكون البداية بتهيئة الشوارع الرئيسية للعاصمة والتي ستعرف أشغال توسعة كبيرة تقلص من خلالها المساحات الخاصة بالسيارات لصالح الممرات والأرصفة المخصصة للراجلين والتي ستأخذ بعين الاعتبار قياسا بالتدفق الكبير الذي تعرفه هذه الشوارع، كما هو الحال بالنسبة لشارع البريد المركزي، العربي بن مهيدي، ديدوش مراد ومليكة قايد والتي انطلقت الأشغال بها. ودعا مدير التعمير لولاية الجزائر جميع المواطنين إلى الانخراط في المخطط الأبيض، الذي سيضفي على العاصمة وجها جماليا مغايرا، مشيرا إلى أن عدم تعاون المواطنين عطل كثيرا المشروع، حيث ومنذ الشروع في العملية تمت إزالة 1400 هوائي (بارابول) من أصل ثلاثة ملايين فقط وكذا 220 مكيفا هوائيا من واجهة العمارات، كما تم القضاء على 110 توسعة من فوق العمارات، وطالب المتحدث بتسهيل مهام جميع المتدخلين في مختلف ورشات الترميم والإصلاح التي تقوم بها عدة مؤسسات متخصصة سواء تلك التي تعنى بالتهيئة أو إزالة الكوابل المتدلية أو الهوائيات والمكيفات، مضيفا أن جميع الأشغال التي سيتم الشروع فيها ستعطي عناية خاصة لأهم التفاصيل المتعلقة بالوسائل والتقنيات والمواد المستعملة والتي تم إدراجها ضمن ميثاق تم تحديده بإشراك جميع المتدخلين في العملية، وسيخضع كل تجهيز لشروط معينة منصوص عليها في الميثاق سواء تعلق الأمر بالإنارة ودرجاتها، الأرصفة والمواد المستعملة فيها البالوعات، أجهزة التهوية الممرات العلوية.. وغيرها من النقاط التي ستخضع لمقاييس معينة.