الآن وقد انتهى "مراطون" الحملة الانتخابية التي صال خلالها المترشحون وجالوا في أوساط "القاعدة الناخبة"، وكانوا يصفون الدواء ويعدون بالقضاء على الداء، فقد لمس المواطن- مرة أخرى- النوايا الحقيقية التي كشفت عن جزء منها تلك الخطابات واللقاءات الجوارية و«الزيارات الترويجية"، وقد يكون المواطن الناخب قد وضع المترشح كسابق عهده على المحك وتابع سير شؤونه من خلال التمثيل الجمعوي وسيحاصر من اختاره إن لم يف بوعوده وانحرف نحو خدمة المآرب الضيقة. أما إن اختار الأردأ وغض الطرف عن المشاركة الجمعوية فإنه لن ينال شيئا وسيترك الحبل على الغارب لكل فساد أو انحراف. وقديما قالوا في أمثالنا الشعبية إن "من اعتنى بعنزته فقد تلد توأما مضمون عيشهما، وإن هو أهملها فقد تلد جديا واحدا ويموت لحينه"، ومحل الشاهد هنا كما أسلفنا الذكر أن من شهد ولادة المجلس الجديد وتابع مجريات الحملة والاقتراع وفرز الأصوات، يكون قد راقب بطريقة مباشرة العملية الإنتخابية، أما من عزف وتأفف فإنه سيتأفف يوما من واقعه أولا ومن مجلس بلديته ثانيا وسيندم حين لا ينفع الندم. وقد تكون حكمة أخرى أحسن ردا لمن يلعنون الظلام ولا يشعلون الشموع، والتي تقول بأن الفأس قال يوما "لا تلوموني على كسر جذع الشجرة فهراوتي غصن منها". بمعنى أنه يجب ألا نسهب في انتقاد منتخبين "طلعوا" من قاعدة منتخبة بطريقة أو بأخرى. وما نلمسه اليوم هو أن المجتمع المدني بالعديد من البلديات لم يقف وقفة المتفرج بل ساهم أولا في اختيار مرشحين، وشارك ثانيا في دفع المواطنين إلى تقرير مصير بلديتهم باقتراعهم لا بانتقادهم.