تنطلق اليوم المرحلة ما قبل الاخيرة في السباق نحو الرئاسيات المقررة في أفريل المقبل بعد أن يكون المترشحون الستة قد أعدوا كل الترتيبات الخاصة بالحملة الانتخابية قبل موعد الحسم والذي يعد المرحلة الاخيرة في السباق نحو كرسي المرادية. مجازا يقال أن الحملة تدوم لمدة ثلاثة أسابيع ولكن في الواقع فإنها لن تستغرق سوى 19 يوما أي من 19 مارس الموافق ليوم الخميس إلى يوم الاثنين 6 أفريل القادم، وهي مدة قد تكون قصيرة نسبيا لإقناع أكبر عدد من الناخبين للتصويت على أحد المرشحين وتغطية كافة ولايات الوطن، الامر الذي أدى بزعيمة حزب العمال الى اعتبار أن هذه المدة غير كافية وطالبت بتمديدها الى شهر على الأقل . المترشحون الستة ملزمون على التقيد بالقانون وبالتالي فإن نشاطاتهم الانتخابية ستتوزع على مناطق الوطن بولايتها ومدنها وقراها وفق الإمكانيات المتاحة لها ماديا ومعنويا . ستة مترشحين بستة برامج انتخابية وبوعود عديدة سيسهب هؤلاء في إطلاقها طيلة أيام الحملة الانتخابية وشرح مضامينها على أزيد من 20 مليون ناخب وناخبة حسب آخر الأرقام الرسمية، سيستغل المترشحون أيام الحملة الانتخابية في محاولة لإقناع الجزائريين ليس بضرورة المشاركة في الرئاسيات فقط وإنما أيضا للتصويت على أحد منهم انطلاقا من قوة البرامج وواقعيتها ومدى تطبيقها على أرض الواقع حتى لاتكون مجرد وعود . عبد العزيز بوتفليقة، لويزة حنون، محمد السعيد، موسى تواتي، جهيد يونسي وفوزي رباعين، هم المترشحون الستة الذين أفرزهم المجلس الدستوري في بداية الشهر الجاري، حيث سيعكفون خلال تجوالهم الماراطوني واحتكاكهم المباشر بالهيئة الناخبة على قياس مدى استعداد الناخبين على التصويت يوم الاقتراع وكذا قياس مدى الوزن الحقيقي الذي يتمتع به هؤلاء في تنافس يفترض أن يكون نزيها وشريفا. ولاشك أن حجم التعبئة الشعبية ستكشف الى حد ما الميل الشعبي لهذا أو لذاك المترشح، وحظوظ كل واحد منهم على الرغم من أنه للوهلة الأولى تبدو الأمور واضحة ويبدو التباين أيضا واضحا، حيث يحظى مترشحون بشعبية قد تكون متميزة ولايمكن القفز عليها أو تجاوزها. فالرئيس الحالي والمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة يبدو أكثر تقدما من غيره وتبدو حظوظه أكثر وضوحا في التعبئة الشعبية، قد تختلف عن نظيراتها لدى المترشحين الآخرين، وقد يوجد من بينهم من يستطيع استقطاب المزيد من الجماهير ولكن بدرجة أقل من المترشح بوتفليقة الذي قد يجد سهولة في التواصل المباشر مع مؤيديه ومناصريه، أو كما قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير السيد عبد العزيز بلخادم، بأن إنجازاته وما قام به طيلة العهدتين الماضيتين قد تكون بمثابة الدليل على ما قدمه للوطن، ولن يكون في حاجة الى إطلاق وعود وهمية، طالما أن المواطن قد لمس بعض الإنجازات ميدانيا في انتظار استكمال ما تبقى منها خلال العهدة الموالية التي يفترض أن تمس مباشرة الحياة اليومية المعيشية للمواطنين، وهي مهمة لن تكون هينة.