تشارك مسرحية «الفنان» لفرقة جنوب جيلالة الجزائرية، في فعاليات المهرجان الدولي للمسرح بمدينة بركان المغربية، التي تنظمها جمعية رواد الخشبة للمسرح والموسيقى والثقافة بمدينة بركان وتحمل شعار «الفن في خدمة التنمية»، وذلك من 30 نوفمبر الجاري إلى غاية 02 ديسمبر 2012، بالنادي الثقافي لبركان. المهرجان يفتتح بعرض كوريغرافي فرنسي بعنوان «كل شيء له استراحة»، كما سيعرف تكريم الكاتب والناقد المسرحي المغربي ابن مدينة بركان عبد الكريم بر شيد، الذي ينسب له تأسيس المسرح الاحتفالي، حيث يشغل اسم الفنان والمنّظر والمؤلف عبد الكريم برشيد حيزا ً مهما ً من خريطة المسرح المغربي والعربي بالنظر إلى حجم اهتماماته الفنية والأكاديمية المختلفة وعطاءاته المستمرة المتميزة، وما انفك يساهم بإبداعاته الجادة والكثيرة في إثراء مسيرة المسرح المغربي بأعمال مسرحية ألفها تصل إلى ثلاثين من النصوص المسرحية التي قدم الكثير منها على خشبات المسارح المغربية والعربية، كذلك ساهم هو أيضاً في تقديم بعضها بوصفه مخرجا، ولا سيما في بداية مسيرته الفنية. وأراد برشيد أن يخلق نمطاً ذا خصوصية معينة تكون بمنزلة الهوية العامة للمسرح العربي، لذلك وجد أن ذلك الطرح يمكن تحقيقه إذا ما عدنا قليلا ً إلى الوراء لنبش الذاكرة الشعبية العربية التي تعج بالكثير من صور التعبير الاحتفالي، وبهذه الآلية فقط يرى برشيد أنه يمكننا خلق لغة التواصل المسرحي الحي والأصيل بين المبدع والمتلقي، وقد استفاد برشيد في هذا الاتجاه من البحوث والمصادر التي تدعو إلى تأصيل المسرح العربي من خلال العودة إلى التراث. وتمثل مسرحيات برشيد الجانب التطبيقي للدعوة الاحتفالية، لأن الاحتفالية كما يذكر هو نفسه، ليست الأبحاث النظرية وحدها وإنما تلك الأعمال التي تمتاز بامتلاكها مضامين مختلفة ولها لغتها المتميزة وأدواتها التعبيرية الخاصة، فإذا تتبعنا معظم أعمال برشيد فإننا سنجدها تدخل في إطار المسرح الاحتفالي الذي يستقي حوادثه وشخصياته وبعض تقنياته من التراث، فيمكن القول أن احتفالية برشيد قائمة على مجموعة الأشكال التعبيرية الاحتفالية المخزونة في التراث الشعبي، وهو بنجاح مشروعه يكون قد ضمن لمشروعه حضورا ًمتميزا ً في فضاءات الأدب والمسرح وتبقى استفادته من عناصر التجريب والحداثة والبحث المتواصل عن أطر جديدة وآفاق جديدة لضمان استمرارية مشروعه الذي بات يمثل هوية بذاتها، وربما يتجلى ذلك في مسرحية «الحكواتي الأخير» التي تعد أول مسرحية مغاربية جمعت تونس، المغرب والجزائر، كتبها برشيد سنة 2000 وتم عرضها أول مرة سنة 2007 بالجزائر العاصمة بمناسبة المهرجان الوطني للمسرح المحترف. أما غدا الجمعة سيتم عرض المسرحية الجزائرية «الفنان» لفرقة جنوب جيلالة التي تروي واقع الفنان في الجزائر، بمشاركة الشاعرة فايزة مليكشي، كما برمج لهذا اليوم ندوة حول «الفن والتنمية» يشارك فيها الدكتور عبد الكريم برشيد والمبدع غابربيل جيوديسلي. كما سيتم تقديم عروض مسرحية من اللكسمبورغ لفرقة استديو المسرح بعنوان «كوميديا في محطة القطار»، وعرض مسرحي لفرقة تافوكت من الدارالبيضاء تحت عنوان «اسكراف» وعرض لفرقة الريف للمسرح الأمازيغي من الحسيمة تحت عنوان «امشضاح».