اعتبر مدير المسرح الجهوي لبجاية عمر فطموش، في حديث ل''البلاد'' أن المسرح الأمازيغي في الجزائر عرف تأخرا في الظهور على الركح الكلاسيكي بالنظر إلى العديد من الاعتبارات، غير أنه ليس وليد اليوم، فتاريخ نشأته يعود إلى قرون عديدة، حيث ظهر مثلا عبر احتفالات ''يناير'' التي كانت تعكس طقوسها بعض معالم المسرح الكلاسيكي كالرقصات، مضيفا أن الرسومات والكتابات التي تحتويها حظيرة ''الأهقار'' تبقى شاهدة على ظهور هذا المسرح في الجزائر وشمال إفريقيا في القرون القديمة والفترة النوميدية التي كانت تقام فيها نشاطات فنية احتفالية فيها الفرجة والحكايات التي تميز المسرح· وأكد محدثنا أن المسرح الأمازيغي ظهر أيضا خلال الستينات من خلال ما يعرف ب''المسرح الراديوفوني''، حيث أسست المسرحيات التي قدمها آنذاك كل من الفنانين سعيد حلمي وأوشيش ومحمد حلمي لمفهوم المسرح الأمازيغي الجزائري، ولاقت إقبالا كبيرا من طرف الجماهير ''رغم أن هذا النوع لم يجد طريقه إلى الركح إلا أنه يبقى مسرحا بكل معنى الكلمة''· وأوضح فطموش أن المسرح الأمازيغي ظهر أيضا في فترة السبعينات في مناطق ''الأوراس'' التي كانت توظف في احتفالاتها الشعبية وأعراسها؛ أساليب الحكي والرواية، ليأتي الظهور بشكل أبرز في الثمانينات من خلال احتفاليات ''الربيع الأمازيغي''·وفي السياق ذاته، أوضح مدير مسرح بجاية أن المسرح الأمازيغي أخذ مكانا له ليتطور بشكل أحسن خصوصا بعدما أسس مهرجان وطني خاص به تحتضنه مدينة باتنة حاليا وسط إقبال جماهيري لافت يعكس السمعة الطيبة التي يتمتع بها، مما يدل على أنه لايقل أهمية وقوة عن المسرح الكلاسيكي المعروف، على حد قوله·من ناحية أخرى، تتواصل بالمسرح الجهوي لباتنة فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي الذي لاقى نجاحا كبيرا في طبعته الأولى· ويكرم المهرجان الفنان المسرحي والشاعر الأمازيغي الراحل محند أويحيي المعروف باسم ''موحيا'' الذي ساهم في إثراء الثقافة الأمازيغية والمسرح الجزائري من خلال الإنتاج والاقتباس عن المسرح العالمي· وتميز حفل الافتتاح الذي احتضنته قاعة عروض المسرح الجهوي بتكريم خاص لبعض الوجوه التي ساهمت في إثراء الحركة المسرحية بما فيها الناطقة بالأمازيغية على غرار المخرجة المسرحية فوزية آيت الحاج والكاتب المسرحي خالد بوعلي والفنانين فضيلة عسوس ومحمد بويش وأحمد خوذي· وافتتح المهرجان باستعراض كوريغرافي تحت عنوان ''ثيط زتفاوث'' أي ''نبع الضوء''، قامت بأداء الرقصات واللوحات التعبيرية التي تضمنته مجموعة من المبدعين الشباب الذين استطاعوا أن يتحفوا الجمهور برقصات تعكس ثراء التراث الأمازيغي الأصيل·