تحفيزا منها للمبدعين الشباب، وبغرض تسليط الضوء على أعمالهم الفنية المتنوعة، قامت دار نشر «سانشو» بإصدار أول كتاب من مجموعة «ﭬنطرة» يضم نصوصا نثرية، وأخرى شعرية، وثالثة تجمع بين النثر والشعر، ورابعة تمثل صورا فوتوغرافية، وخامسة عن صور للوحات فنية، تم عرضه أول أمس للجمهور. في هذا الصدد، أوضحت مديرة نشر»سانشو» السيدة خديجة شويط ل «المساء» أنّ كتاب «احكي لي عن حريتك» هو أول مؤلف من مجموعة «ﭬنطرة» التي من المحتمل أن يصدر عددان منها في السنة، مضيفة أنه بعد أول إصدار للدار والمتمثل في مجلة «فكر ثرثار، نحكي عن الجزائر بطريقة أخرى» ،السنة الفارطة، التقت بشباب مبدعين شاركوا سنة 2009في مسابقة حول الابداع الفني في شتى مجالاته كانوا يبحثون عن ناشر يحتضن أعمالهم، فقرّرت أن تنشر أعمال الأحسن منهم ليكون ميلاد أول عدد ل «ﭬنطرة». وأضافت شويط أن «سانشو»ما هي إلاّ دار نشر صغيرة لكنها قرّرت تسليط الضوء على أعمال شباب مبدع لم يجد فضاء لعرض إبداعه أو تقديمه للجمهور، كما حددت موضوع الحرية، ليكون منطلق الأعمال المشاركة في هذا العدد الأول، سواء في جنس القصة أو الشعر أو الشعري النثري أو الصورة أو اللوحة وهذا باللغتين العربية والفرنسية ليكون العدد المقبل ل» ﭬنطرة» في السداسي الأول للسنة المقبلة. من جهتها،أشارت مديرة مجموعة» ﭬنطرة»السيدة نزيهة عثماني ل»المساء» أنّ دار «سانشو» لم تسأل عن سبب غياب المبادرات الفردية في الحقل الثقافي بالجزائر وإنما سارعت إلى إنشاء هذه المجموعة، لاكتشاف مواهب جديدة في الفن والثقافة وتشكّل أوّل فضاء يلتقي فيه الشباب من كل فروع الفن، بالمقابل شاركت المتحدثة بنص شعري نثري كتبته خصيصا لهذه المبادرة ويتحدث عن علاقة الإبداع بالحرية. كما شاركت أيضا لويزة بني سعد بقصيدة شعرية حول غزة وفي هذا قالت ل «المساء»أنها أرادت أن تستعمل حريتها، في التعبير عن ألمها لما يحدث في غزة، المدينة الجريحة التي لا تتوقف عن النزيف، مضيفة أن عنوان الكتاب»احكي لي عن حريتك»، ملهم حقا ويدفع بكلّ مبدع للتعبير عن رؤيته الخاصة لحريته في الحياة والإبداع، بالمقابل، تحدّثت لويزة عن مشاركتها في أول تجربة شعرية موسيقية سنة 2006، مشيرة إلى التحضير لتجربة ثانية في هذا الشأن، لتختم قولها بالتأكيد على صعوبة أن يفرض المبدع الشاب نفسه في المحيط الفني والثقافي، مطالبة في السياق نفسه بضرورة تخصيص فضاءات للشباب المبدع، الذي يجب أن يتحلى بالصدق وأن يحب مايقدم. أمّا أمينة داود،أصغر عنقود في قائمة المشاركين في هذا العمل، فكشفت ل»المساء»، أنّ نصها النثري الذي شاركت به تحت عنوان»لا أتجرأ أن أكون حرة»، تناولت فيه رؤيتها للحرية كمراهقة جزائرية تعيش في مجتمع محافظ وتحاول أن تجد لها مكانة فيه، حيث يمكن لها أن تعيش حريتها وفي نفس الوقت تتأقلم مع العقليات السائدة في البلد. وأثناء تغطية «المساء لهذا الحدث التقت بالفنان جودت ﭬسومة، الذي تحدّث عن هذه المبادرة المهمة التي تحمل اسم»ﭬنطرة»، ويقصد منها الجسر الذي يربط بين الأجيال وتمثل فضاء مهما يلتقي فيه الشباب، بعد أن كان أكثرهم لا يجد ضالته إلّا في العالم الافتراضي، بحكم غياب الفضاءات الواقعية. وأضاف جودت، أنّ مسؤولي دار نشر «سانشو»، فتحوا بوابة في الانترنت أطلقوا عليه اسم «فكر ثرثار»يتناول المسائل الاجتماعية والثقافية، وبعدها تحوّل هذا الموقع الافتراضي العام الماضي إلى مجلة، تضمّ أعمال شباب حول رؤيتهم لجزائر اليوم وهذا باللغتين العربية والفرنسية، ومن ثم إنشاء العدد الأول لمجموعة» ﭬنطرة «، في حين سيصدر عدد جديد لمجلة «فكر ثرثار» السنة المقبلة. وقال المتحدث، أن ندرة المبادرات الفردية في الإنتاج الثقافي، مردّه، قلّة الإمكانيات المادية، مضيفا أن مثل هذا الفعل يتطلب الكثير من الأموال، فهو لا يعنى فقط عملية طبع الكتاب، بل أيضا في نشره وتوزيعه، كما نوّه باستقلالية هذه المبادرة بحكم أنّها غير ممولة من طرف جهة رسمية. وفي هذا السياق، أشار جودت إلى غياب القطاع الخاص في تمويل المنتوج الثقافي، وهو ما يترك الساحة فارغة تماما للقطاع الحكومي، الذي يموّل ما يدخل في سياسته الوقتية، مقدّما مثالا عن تمويل وزارة الثقافة لفيلم اقترحت اسمه لصنعه، في حين لم تشأ تمويل كتاب له، ليتساءل أيضا عن تمويل الحكومة الكبير لقطاع الرياضة وبالأخص رياضة كرة القدم.