بعد أن مضت الانتخابات المحلية والولائية وتم اختيار ممثلي الشعب يتنفس المواطن جرعة أمل أخرى قد تكون مهدئا إلى حين، مادام المواطن يتقاعس عن المشاركة في تسيير المجالس المحلية والولائية، وفي كل مرة يعود نفس السيناريو بانتقاد العهدة القديمة والتساؤل حول العهدة الجديدة، وهذا قد يكون له جانب إيجابي يتعلق بمدى اهتمام المواطن بشؤونه المحلية، لكن هذا لا يكفي لأن الدور الطلائعي المنتظر منه هو مرافقة المجلس ومتابعة طريقة التسيير بالتنبيه والاقتراح والمشاركة الفعلية في مختلف اللقاءات والمداولات والمناسبات، وعدم ترك الحبل على الغارب. ولو يجد المنتخبون الجدد على اختلاف توجهاتهم السياسية وبرامجهم المقترحة مواطنين ومجتمعا مدنيا قويا وناضجا ولجان أحياء تسهر على دق أبواب البلديات للتكفل بانشغالات المواطنين فإن ذلك سوف ينتج "وفاقا محليا" تظهر نتائجه في حل مختلف المشاكل وتسوية الملفات العالقة التي لها علاقة مباشرة بالحياة اليومية للمواطن. أما إذا غابت المتابعة ومشاركة المجتمع المدني فإن الساحة ستخلو للمنتخبين الجدد من عديمي الضمير والوطنية فيسيرون شؤون البلدية بأنانية وإهمال على حساب المصلحة العامة التي بنيت عليها هذه الاستحقاقات.