يطالب تلاميذ المناطق النائية ببلدية العيساوية باستدراك النقص الحاصل في النقل المدرسي، حيث تتوفر البلدية على حافلتين بطاقة استيعاب 23 مقعدا للحافلة الواحدة، في حين تبقى نسبة كبيرة من التلاميذ المتمدرسين بلا نقل، خصوصا بالقرى الشمالية مثل بكار وتجاي أما المتمدرسون بالمتوسطة الكائنة بالمنطقة الحضرية للبلدية وبثانوية تابلاط فعلى أزيد من 30 كلم. ويقطع التلاميذ كل هذه المسافات، بواسطة استجداء من يمرون بالطريق لعلهم يساعدونهم على الوصول إلى مكان تمدرسهم، ولذلك يطالب أولياء التلاميذ السلطات المحلية بإعادة النظر في مشكل النقل المدرسي، وذلك بتخصيص حافلات إضافية. من جانب آخر، تنتظر نسبة كبيرة من السكان الذين نزحوا خلال العشرية السوداء نحو المدن والتجمعات السكانية مساعدات الدولة من أجل العودة إلى ممتلكاتهم وأرزاقهم بعد تحسن الوضع الأمني، وذلك عن طريق توفير ضروريات الحياة؛ كترميم المدارس المخربة، تعبيد المسالك والطرق الرابطة والمنطقة الحضرية، مع إعادة إيصال الشبكة الكهربائية وتوفير الماء الشروب، إضافة إلى الاستفادة من حصص البناء الريفي بحكم الطبيعة الجغرافية بالنسبة لتموقع السكان، فالبلدية سبق لها وأن استفادت بحصص غير كافية، مقارنة بالطلب المتزايد لهذه الصيغة من السكن، والتي تفوق 400 طلب مقابل 200 حصة من السكن الريفي التي استفادت منها، فيما بقي أزيد من 200 مواطن ينتظر الحصول على مثل هذه السكنات التي يتزايد عليها الطلب، مقارنة بالسكنات الاجتماعية التي ستخصص لأصحاب السكنات الهشة البالغ عددها 150منزلا. وحسب مصادر محلية، فإن هناك مشاريع مستقبلية في إطار المخطط الخماسي الحالي، منها حصة 230؛ حيث أن 150 منها تتعلق بالسكن الريفي، و80 حصة موجهة للسكن الاجتماعي الإيجاري، ويبقى العمل متواصلا من أجل توفير مناصب شغل للبطالين وذلك بإنشاء بعض المشاريع الاستثمارية، خاصة في مجال الفلاحة وتربية الدواجن والأبقار التي تساعد تضاريس المنطقة على إنشائها، وكذا توفير المياه، في نجاح مثل هذه المشاريع التي ستساهم لا محالة في القضاء على مشكل البطالة. للإشارة، تعد بلدية العيساوية الواقعة أقصى الشمال الشرقي لعاصمة ولاية المدية على بعد نحو 88 كلم، من البلديات الفقيرة، حيث تعتمد في مداخليها على خزينة الدولة في إطار ميزانية الموازنة لانعدام المرافق الحيوية، ويبلغ عدد سكانها حوالي 3000 نسمة، حسب إحصاء 2008، لها حدود مع كل من بلدية تابلاط مقر الدائرة، فج الحوضان، مزغنة بعطة وبوشراحيل، بالإضافة إلى بلدية بوقرة التابعة لولاية البليدة، كما أنها تتميز بطابعها الفلاحي، مساحاتها الخضراء وتضاريسها الطبيعية لوقوعها على مشارف التل الأطلسي، والمعروف عن أهل الجهة أنهم يعيشون على ما تدر عليهم زراعتهم المعاشية، خاصة بالمناطق المجاورة؛ كالزاوية، بوحمامة وتجاي.