أجمع المشاركون في أشغال المؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي المنعقد بالعاصمة العراقية بغداد، على ضرورة حماية الأسرى في ظل تواصل الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم وأمام تقاعس المجتمع الدولي في حمايتهم. وأكد الرئيس العراقي جلال الطالباني في كلمة ألقاها نيابة عنه نائبه خضير الخزاعي،أن "القضية الفلسطينية كانت ومازالت قضية العرب المركزية ومحور أساسي في اجتماعاتهم ولقاءاتهم". وأشار، إلى أن العراق لن تدخر جهدا لإيصال رسالة المؤتمر إلى كافة قادة الدول العربية والعالم، لفضح الممارسات الإسرائيلية والعمل على إنهاء معاناة الأسرى الفلسطينيين. ومن جانبه، أكد سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني، أن المؤتمر يعبر عن الضمير الإنساني العالمي للتضامن مع أسرى الحرية بعد ترقية مكانة فلسطين في الأممالمتحدة، مؤكدا أنه لا يكاد يوجد بيت فلسطيني لا يوجد فيه معتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي. وكشف فياض أنّ حوالي 750 ألف فلسطيني وعربي دخلوا معتقلات إسرائيل منذ عام 67 من بينهم 13 ألف امرأة و25 ألف طفل، فى انتهاك فاضح لكل المواثيق والأعراف الدولية. وأكد أنه، لا يزال هناك 4600 أسير في سجون الاحتلال، منهم 111 موجودون من قبل توقيع اتفاق أوسلو 1993 وأقلهم قضى 19 عاما في السجون وبعضهم أكثر من ربع قرن بخلاف الأطفال والمرضى. وهو ما جعل رئيس الحكومة الفلسطينية، يطالب بتشكيل لجان طبية دولية لتقديم المساعدات الطبية لهؤلاء الأسرى واستصدار قرار عربي لدراسة الوضع القانوني لهؤلاء، حتى يمكن التعريف بقضيتهم في المحافل الدوليةونصرتهم. وحمل فياض إسرائيل مسؤولية المحافظة على حياة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال. أما رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، فقد دعا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لإجبارها على الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات العلاقة بالأسرى ومنها اتفاقية جنيف. من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أن جرائم إسرائيل ضد الأسرى "لن تمر دون محاسبة" لأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتي لا تسقط بالتقادم لأن النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية يؤكد ذلك. وتختتم أشغال المؤتمر الذي يعرف حضور شخصيات من 70 دولة اليوم بالتوقيع، على إعلان بغداد حول الأسرى، وتنصب المحادثات على أكثر من 40 دراسة وورقة بحثية حول أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية، بهدف تسليط الأضواء على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق هؤلاء الأسرى.