كل شيء في تلمسان مبرمج على زيارة الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند يوم الخميس. فمن مخرج المطار إلى وسط المدينة التاريخية، تزينت الشوارع والطرقات بأعلام البلدين واللافتات التي علقت لترحب بالضيوف وتذكرهم بأهم محطات العلاقات بين الجزائر وفرنسا. منذ وصول الوفد الاعلامي المكلف بتغطية الزيارة الرئاسية إلى مطار تلمسان، أمس، بدأت أولى ملامح الزيارة تتضح عبر الأعلام الكثيرة صغيرة وكبيرة التي زينت الطرق المؤدية إلى وسط المدينة. الأعلام الجزائرية هنا والأعلام الفرنسية هناك، والفارق بين الاثنين لونين مميزين هما الأخضر والأزرق...رمزان هامان يعتز بهما كل جانب. وبين الأعلام لافتات كثيرة جهزت لهذا الحدث الذي تعيشه تلمسان لأول مرة، رغم أنها تعودت على استقبال الضيوف وهي التي تربعت طيلة العام الماضي على عرش الثقافة الاسلامية وكانت عاصمة لها. وما يلاحظ أن جل اللافتات كتبت بلغة موليير باستثناء واحدة كتب عليها باللغة العربية "مرحبا بكم"، بعضها حمل صورة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وكتب عليها عبارة "مرحبا بالسيد الرئيس في تلمسان"، وبعضها الآخر حمل صورة الرئيسين معا وهما يرفعان التحية للناظرين. ولاعطاء خصوصية أكثر لهذه اللافتات، اختار مصمموها أن يقرنوا الزيارة بالولاية من خلال وضع خلفيات لصورة الرئيس بوتفليقة تظهر بعض معالم المدينة الأثرية المشهورة، وأمامها صورة الرئيس الفرنسي بخلفية تظهر برج إيفل أو قوس النصر. ولم تكن الصور والألوان الرموز الوحيدة في هذه اللافتات، لأنها وبالاضافة إلى عبارات الترحيب حملت شعارات تضمنت رسائل سياسية محددة. إذ نقرأ في إحداها "لنضمن معا تاريخنا المشترك" و«من أجل صداقة جزائرية-فرنسية". وحتى وإن تزينت تلمسان لاستقبال ضيفيها المميزين، فإن الحركة أمس بدت جد عادية في شوارعها، إذ بدا المواطنون كعادتهم مشغولين بيومياتهم، وامتلأ وسط المدينة برواده حيث شملت أحاديثهم مواضيع مختلفة. فهل يدل ذلك على أن الزيارة غير ذات أهمية لهم؟ لايعتقد من تحدثنا معهم أن الأمر يمكن تفسيره كذلك، لان ما يبدو اليوم عدم اهتمام سيتحول يوم وصول الرئيسين إلى حدث حقيقي، وسيخرج الناس لاستقبال الضيفين ولمشاهدة الموكب الرئاسي الذي سيقف عند أهم المحطات التلمسانية مثل سيدي بومدين وقصر المشور ولالا ستي، فضلا عن جامعة ابوبكر بلقايد التي سيلقي فيها الرئيس هولاند خطابا أمام الطلبة. مبعوثة "المساء" إلى تلمسان: حنان حيمر