حضي أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باستقبال شعبي قوي ومميز، وتجلت حرارة الاستقبال في خروج عدد كبير من التلمسانيين للقائه بشغف وترقب كبيرين، عرفانا وتقديرا منهم لتكريسه إستراتجية فعلية في تجسيد البرامج التنموية التي غيرت كثيرا وجه الولاية خلال فترة زمنية قياسية، ولدى وصوله إلى مطار مصالي الحاج وجد في استقباله الرئيس السابق احمد بن بلة وقائد الناحية العسكرية الثانية اللواء سعيد باي، ووالي تلمسان نوري عبد الوهاب، وعائلة مصالي الحاج . خرج المواطنون بعاصمة الزيانيين لاستقبال رئيس الجمهورية بكثافة وحرارة محسوستين برزت بقوة في الشعارات المرفوعة التي تنادي وتحيي السيد الرئيس، وتثمن إنجازاته الضخمة، وتعبر عن إعجابها بالتحديات التي يرفعها ويكسب رهاناتها . جاءت زيارة رئيس الجمهورية لولاية تلمسان جد مميزة على اعتبار أنه أعطى إشارة الانطلاق الرسمي لتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، ونظم في هذه الزيارة برنامج مكثف لزيارات التفقد الميدانية، واتسم الاستقبال الشعبي للسيد الرئيس بساحة العقيد لطفي بالكثير من الخصوصية، حيث كان رئيس الجمهورية يفضل مصافحة المواطنين من جميع الشرائح، وقطع سيرا الشارع الطويل على وقع هتافات الجماهير بحياته تارة، وفي تارات أخرى تعالت عبارت التحية التي أمطره بها الجمهور العريض الذي تدفق ورابط على طول الشارع إلى غاية نهايته، أمام إصرار النسوة على تزيين المشهد بزغاريد الفرحة. وتزين شارع العقيد لطفي بحلة بهية حيث خص رئيس الجمهورية بالاستقبال الشعبي الذي عكس الثقة المتبادلة بين الشعب والرئيس، بالأعلام الوطنية واللافتات التي تحمل عدة دلالات على غرار«مرحبا برجل العزة والكرامة» و«مع الرئيس بوتفليقة دوما وأبدا» و«الجزائريون يحتفون بعروس المغرب العربي» و«رجل الإنجازات» ومن الأجواء الإحتفائية التي رسمها الاستقبال الشعبي للمواطنين، دوي الأهازيج وصور الرئيس التي تجاوب معها كثيرا حيث كان يضطر في كل مرة للتقرب من المواطنين تارة يمينا وتارة أخرى شمالا ليصافحهم، وليحتك بهم بشكل مباشر . وما أضفى على الاستقبال نكهة خاصة أداء الفرق الفلكلورية التي حضرت من عدة ولايات من الوطن، والتي اصطفت على طول شارع العقيد لطفي يمينا وشمالا، ودوت طلقات البارود وسط رقصات وجو مفعم بالتراث الفلكلوري . وفضل السيد الرئيس ساعات قبل الافتتاح الرسمي لتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، أن يقترب من المواطنين أولا ثم تأدية النشاطات الرسمية المسطرة على مدار يومين كاملين، يعكسان كثافة المشاريع المنجزة والتي تنتظر إشارة التدشين . يذكر أن جميع الفئات في عاصمة الزيانيين وإن غلبت عليها فئة الشباب التي تصدرت الصفوف الأولى في الاستقبال الشعبي، على اعتبار أن رئيس الجمهورية لم يلتق الجماهير التلمسانية منذ سنة 2008. واكتظ الشارع العريض الذي يتوسط قلب مدينة تلمسان على جانبيه بالشغوفين باستقبال ورؤية رئيس الجمهورية عن قرب، وهناك من حضر من الولايات المجاورة لأنه يصر على المشاركة في استقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على وقع هتافات تناديه بالعزيز، وبرجل الإنجازات والإصلاحات . وكل الأجواء بعاصمة الزيانيين تؤكد أن المدينة على موعد دولي كبير، وعلى أتم الاستعداد لأن تكون على مدار سنة كاملة عروسا وعاصمة للعالم الإسلامي، ومحط أنظار الثقافات والحضارات تتقاطع وتنصهر فيها الإبداعات .