تباينت وجهات نظر الطبقة السياسية حول خطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أول أمس، بقصر الأمم بالعاصمة، وإعلان اعترافه بأن الجزائريين عانوا خلال فترة 132 سنة، من نظام جائر وعنيف اسمه الاستعمار، بين من اعتبره خطوة إيجابية يمكنها أن تبعث العلاقات بين البلدين على أسس صحيحة ومن رأى فيه خطوة غير كافية، تستدعي إرفاقها بقرارات مكملة تشمل الاعتذار عن المجازر والجرائم التي ارتكبت في حق الجزائريين والتعويض للضحايا. وزير المجاهدين محمد الشريف عباس: الخطاب قريب مما كنا نتمناه خطاب الرئيس الفرنسي هو خطاب سياسي تحدث فيه عن عدة محاور شاملة، وسيكون محل دراسة وتحليل معمق من طرفنا قبل أن نعطي موقفنا ونبدي رأينا فيه. لكن على العموم يبقى أن الخطاب متفائل ويحمل تصريحا جد قريب مما نتمناه، لذا يمكن أن أقول أننا تقريبا حققنا مطلب الاعتراف بنسبة محترمة.
نائبة رئيس مجلس الأمة المجاهدة زهرة ظريف بيطاط: حديث هولاند عن جرائم فرنسا في الجزائر مهم الاستعمار هو في الحقيقة معترف به ومعروف بكل ما يحمله من معاناة ومجازر وآلام للشعب، وقد سبق لي وأن قلت للفرنسيين في 1962 بأنه أمامنا واجب وشرف القيام بإنجازات في بلادنا وهذا ماحققه جيلنا، بالرغم من صعوبة الأوضاع التي مرت بها البلاد. الرئيس الفرنسي أشار إلى أحداث يعتبرها القانون الدولي "جرائم ضد الإنسانية"، ومن المهم أن يشير للجرائم التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين في 8 ماي 1945 ويعترف بأن الاستعمار هو سلب شعب الحرية والكرامة. كما سجل إرادة ورغبة فرنسا في العمل مع الجزائر في إطار شراكة ندية، وتسوية مسائل التاريخ التي كانت تقدم العلاقات، وسنرى مستقبلا كيف يمكن تطوير العلاقات بين البلدين.
رئيس الكتلة البرلمانية للتكتل الأخضر نعمان لعور: اعتراف غير كاف لأنه لم يرفق بالاعتذار والتعويض عندما نعلن الرغبة في قول الحقيقة لابد أن نتكلم عن كل الحقيقة وليس جزءا منها فقط، والاعتراف يستدعي أن نسمي الأسماء بأسمائها، فهناك جلاد وهناك ضحيةّ، وعندما نقر بهذا يمكن أن نقول بأننا بدأنا نتكلم عن الحقيقة، أما اكتفاء الرئيس الفرنسي بالحديث عن أحداث وقعت فهذا يبقى سردا للتاريخ، والتاريخ لا يمكن أن نزوره. كنا ننتظر أكثر مما جاء في هذا الخطاب، ونعتقد أن أقل شيء في قول الحقيقة هو الاعتراف بأن هناك شعبا كان ضحية ونعتذر لهذا الشعب، من أجل طي الصفحة وبناء العلاقات على قواعد سوية. لذلك، فإن تقييمنا في تكتل الجزائر الخضراء لما جاء في خطاب الرئيس الفرنسي هو أنه حمل اعترافا غير كاف، لأنه ليس مرفقا بالاعتذار والتعويض.
النائب موسى عبدي صاحب مبادرة قانون تجريم الاستعمار: اعتراف ضمني وليس صريحا خطاب هولاند حمل اعترافا ضمنيا بالمجازر التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري وخاصة في 8 ماي 1945 وأثناء الثورة الجزائرية، لكن هذا الاعتراف ليس صريحا لأن الاعتراف الصريح ينبغي أن يكون له طابع رسمي. وكان بإمكان الرئيس الفرنسي اغتنام فرصة الحديث أمام أعضاء البرلمان الجزائري الذين يمثلون إرادة الشعب ويعلن اعترافا رسميا بجرائم الاستعمار. وبما أن الخطاب حمل اعترافا ضمنيا غير مصحوب بالاعتذار والتعويض، يمكن أن نقول بأننا حصلنا على خطوة واحدة من الخطوات التي تشكل مطلب الشعب الجزائري. كما نرى عموما بأن الخطاب يعد بالفعل خطوة إيجابية لأن هولاند هو أول رئيس فرنسي يأتي إلى الجزائر ويقوم بخطوات إيجابية أمام الجزائريين.
لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال: اعتراف صريح بمساوئ الاستعمار الرئيس الفرنسي اعترف بطريقة صريحة بمساوئ الاستعمار وبالجرائم الاستعمارية من خلال التطرق إلى التعذيب والمجازر ولاسيما منها مجازر 8 ماي 1945 بسطيف وقالمة وخراطة. وخطابه شكل نقطة قطيعة مقارنة بالخطاب الفرنسي الذي سمعناه لحد الآن، حيث تحدث عن حقيقة عبأها بمضمون اعتراف ومسؤولية فرنسا الاستعمارية في الجرائم التي ارتكبها في الجزائر. ولو أن السيد هولاند أراد حقيقة كسب قلوب الجزائريين وإقامة علاقات صداقة، فعليه التخلي عن كل تدخل أجنبي في مالي لأن التدخل سيهز استقرار كل منطقة الساحل بما في ذلك الجزائر.
رئيس كتلة الأفافاس أحمد بطاطاش: خطوة إيجابية، لكنها غير كافية خطاب هولاند خطوة إيجابية ولكنها غير كافية، لأنه لم يذهب إلى أبعد ليكون في مستوى تطلعات الشعب الجزائري للاعتراف بمعاناة الاستعمار. السلطة الفرنسية تطلب من تركيا الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها ضد الأرمن والشعب الجزائري أيضا له الحق في مطالبة فرنسا ليس فقط بالاعتراف بجرائمها ولكن أيضا باعتذارات. رئيس لجنة الشؤون الخارجية للأفلان بلقاسم بلعباس: ارتياح للاعتراف المعلن في الخطاب لا يسعنا إلا أن نكون مرتاحين عندما تعترف فرنسا بجزء من مسؤوليتها في الاستعمار وهذا يعد خطوة هامة في العلاقات بين البلدين، وخطاب الرئيس الفرنسي حمل اعترافا صريحا بالمجازر وأعمال التعذيب التي ارتكبتها فرنسا في حق الجزائريين.
الناطق باسم الأرندي ميلود شرفي: اعتراف واضح ولا يشوبه الغموض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اعترف بشكل صريح بجرائم فرنسا واصفا إياها بالبشعة بالنظر إلى معاناة الجزائريين، وخطابه كان معتدلا وصريحا فيما يخص الوجود الاستعماري في الجزائر، حيث اعترف فيه بالجرائم الاستعمارية بشكل واضح ولا يعتريه أي غموض. وأعتقد أنه حان الوقت للكف عن اعتبار الجزائر مجرد سوق مربحة لأنها قادرة بإمكانياتها القوية على بناء شراكة اقتصادية متينة مع فرنسا.
الوزير الأول الفرنسي الأسبق جان بيار رافاران: على الجزائروفرنسا التركيز على المستقبل دعا الوزير الأول الأسبق الفرنسي، جان بيار رافاران، الجزائروفرنسا إلى التركيز على المستقبل، واصفا خطاب الرئيس هولاند بالرسالة بالغة الأهمية التي تدعو كلا البلدين إلى التفتح سويا على تحديات القرن ال21، التي ترتبط أساسا بالشبيبة والتنمية الاقتصادية والتوازن والديمقراطية. وعبر رافاران عن إعجابه لعبارة "العهد الجديد" التي استعملها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الحديث عن مستقبل العلاقات بين الجزائروفرنسا، لأن ذلك -حسبه- يخص الأجيال القادمة التي عليها أن تفهم بأن الصداقة بين البلدين هي مكسب لمصيرها.