قلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من قدرة الدول المتورطة في الأزمة الأمنية في سوريا، على القيام بعمل عسكري ضد نظامها، قصد تسريع الإطاحة به. وقال لافروف بطريقة تهكمية، أنّ هذه الدول والتلميح واضح باتجاه دول، مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا وقطر والعربية السعودية، التي طالبت بتدخل عسكري في سوريا، أنهم يصلون كل صباح ومساء من أجل أن تواصل روسيا والصين رفع ورقة حق النقض، لمنع القيام بأي عمل عسكري ضد سوريا،لأنهم غير مستعدين لخوض مثل هذه المغامرة العسكرية في الوقت الحالي. ودافع رئيس الدبلوماسية الروسي، عن قناعته كون هذه الدول وبمجرد إعطاء الضوء الأخضر لها بالتدخل، فإنها ستكون مرغمة على فعل ذلك ولكنها في الحقيقة غير مستعدة لمثل هذه المغامرة. وطالب سيرغي لافروف لأجل ذلك من مجلس الأمن الدولي، بعدم المصادقة على أية لائحة أخرى وأخذ العبرة من التصرفات غير محسوبة العواقب، التي قامت بها دول أعضاء في هذه الهيئة الأممية ضد ليبيا والإطاحة بنظامها. ومازالت روسيا تتحسر على موقفها الذي اتخذته بالامتناع عن التصويت على لائحة، حصلت من خلالها الدول الغربية على الضوء الأخضر، للقيام بعمل عسكري ضد نظام العقيد القذافي بقناعة، أنّ الأمر لا يتعدى منع قوات الجيش النظامي من قمع المظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت من مدينة بنغازي، قبل أن تستفيق موسكو على أنّ الأمر يتعلق بعمل عسكري أثّر على مصالحها الإستراتيجية في كل القارة الإفريقية. ويبدو أن روسيا لا تريد الوقوع في نفس الخطأ، على اعتبار أن سوريا أهم من حيث حساباتها الإستراتيجية مقارنة مع ليبيا، بالنظر إلى موقعها الجغرافي وعلى اعتبار أنها تبقى آخر دولة حليفة لها في الشرق الأوسط. ولكن تصريحات الوزير الروسي جاءت في نفس الوقت، الذي أكدت فيه مصادر حلف “الناتو” عن قرب نشر أول بطاريات صواريخ أرض جو “بارتيوت” أمريكية على طول الحدود التركية السورية، بدعوى حماية تركيا من أية عمليات إطلاق صواريخ سورية ضدها. ورغم أن “الناتو” أكد، أنّ هذه الصواريخ دفاعية محضة، إلاّ أنّ ذلك لم يمنع روسيا من توجيه انتقادات لاذعة ضد تركيا وحلف الناتو، بالنظر إلى نوايا الدول الغربية من نشر هذه البطاريات وبقناعة أن سوريا لا تنوي أبدا توسيع رقعة المواجهات إلى خارج حدودها، على اعتبار أن الأزمة داخلية ولا تريد إعطاء مبررات لأية دولة لاستغلالها ضدها. ولكن الأمين العام لحلف “الناتو” اندريس فوغ راسميسن، لم يفوت الفرصة أول أمس للقول أن أجهزة المراقبة التابعة للمنظمة الأطلسية، تمكنت من التأكد من إطلاق الجيش السوري لصواريخ “سكود” روسية الصنع في حربها ضد عناصر الجيش الحر، مع أنّ هذه الصواريخ عادة ما تستعمل في الحروب الكلاسيكية لتدمير أهدافا عسكرية كبيرة. ويكون المسؤول الأطلسي أراد من وراء ذلك، إعطاء المبررات التي استدعت نشر بطاريات “باتريوت”. ورغم طبول الحرب التي بدأت الدول الغربية تقرعها على حدود سوريا، إلاّ أنّ الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي العربي المشترك، مازال يأمل في إمكانية نجاح مهمته لوقف الاقتتال وإجلاس الأطراف إلى طاولة المفاوضات، لإنهاء الحرب بطرق سلمية. وأكدت مصادر دبلوماسية، أنّ الأخضر الإبراهيمي أبلغ موسكو عزمه الذهاب إلى العاصمة السورية دمشق، من أجل عقد لقاء ثان مع الرئيس السوري بشار الأسد وأضافت أن” موسكو جددت تأييدها لهذه المهمة وتم الاتفاق على عقد اجتماع ثلاثي بين ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي وويليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية والمبعوث الأممي العربي في جنيف”. وأضافت نفس المصادر، أن موسكو أبلغت الإبراهيمي استعداد ممثلها التوجه إلى جنيف مباشرة بعد زيارة الإبراهيمي إلى دمشق، ولقاء الرئيس الأسد لكي يبلغ الجانبين الروسي والأمريكي بنتائج المباحثات مع هذا الأخير.