أجرى وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد دحو ولد قابلية، أمس الاثنين، بالعاصمة التونسية، مباحثات مع نظيره التونسي السيد علي العريض تمحورت حول توطيد علاقات التعاون الثنائي في العديد من المجالات وفي مقدمتها دعم التنسيق الأمني بين البلدين حسبما علم من وزارة الداخلية. كما تناولت المحادثات التي شملت أعضاء الوفدين آفاق تنمية المناطق الحدودية والارتقاء بالعمل المشترك في ميدان الحماية المدنية علاوة على التباحث حول المسائل ذات الطابع الاجتماعي والتي تتعلق بالإقامة والتنقل والتملك. وفي تصريح صحفي وصف السيد دحو ولد قابلية المحاور التي نوقشت “بالحساسة والمهمة جدا”، موضحا أن الأمر يتعلق بالجانب الأمني على ضوء التطورات التي شهدتها تونس، مشيرا إلى أنه تم التباحث حول ظاهرة الإرهاب والإجرام المنظم. وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية أن التعاون الأمني بين الدولتين يسير بخطى ثابتة في كل الاختصاصات وبين كل الأجهزة الأمنية الجزائريةوالتونسية سواء على مستوى الجيش أو الدرك أو الحرس الحدودي أو الأمن الوطني. وأثار الوزير الجانب المتصل بتبادل التجارب والخبرات فأعرب عن “استعداد الجزائر التام لاستقبال كل من يريد أن يحظى بتدريب وتكوين تكميلي إذا تعلق الأمر باختصاصات غير متوفرة في تونس الشقيقة” وفق تعبيره. وبخصوص التعاون الثنائي القائم بين الدولتين في ميدان الحماية المدنية، أبرز وزير الداخلية والجماعات المحلية أن المباحثات بين الوفدين تناولت السبل الكفيلة بالارتقاء بهذا التعاون على أساس أنه جزء لا يتجزأ من الأمن مركزا على أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الحرائق والفيضانات والزلازل والأخطار التكنولوجية. ولقد شكلت المحادثات فرصة للتطرق إلى الإجراءات التي اتخذتها السلطات التونسية والتي تعنى بتقديم العديد من التسهيلات للمواطنين الجزائريين على غرار الإقامة والتملك والتنقل حسبما أكده السيد دحو ولد قابلية. كما شكلت آفاق تجسيد تنمية المناطق الحدودية محورا هاما من المحاور التي طرحت على بساط البحث. حيث تطرق الوفدان إلى إجراءات تفعيل مخططات التنمية وآليات تجسيد البرامج والمشاريع في هذه المناطق على أن تبث فيها اللجنة الجزائرية-التونسية المشتركة الكبرى التي ستجتمع خلال الثلاثي الأول من سنة 2013. والجدير بالذكر أن وزير الداخلية والجماعات المحلية شرع أمس الاثنين في زيارة عمل إلى تونس تستغرق يومين على رأس وفد هام بدعوة من نظيره التونسي السيد علي لعريض. وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي سجلت فيه توترات أمنية حادة طالت عدة مناطق من تونس وتميزت بتفكيك شبكة إرهابية تابعة لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” ووقوع مواجهات مسلحة بين أجهزة الأمن وجماعات إرهابية فيما تم العثور على أسلحة ومتفجرات وذخائر ومعدات حربية. كما تأتي زيارة السيد دحو ولد قابلية إلى تونس غداة الزيارة الرسمية التي قام بها إلى الجزائر رئيس الحكومة التونسية السيد حمادي الجبالي والتي تم خلالها التأكيد على دعم التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين وتنمية المناطق الحدودية.