أجمع المشاركون في اللقاء الذي نظم أمس بمندى المجاهد بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر على الدور الفعال الذي لعبه الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة في تكريس مبادئ التسامح والقيم الإنسانية لا سيما في أوقات الحرب وذلك من خلال مواقفه الخالدة التي صنعت له مكانة عظيمة وجعلت منه شخصية العالمية. أكد المشاركون خلال اللقاء الذي نشطه رئيس منظمة الهلال الأحمر الحاج حمو بن زقير أن الأمير عبد القادر يعد شخصية تاريخية، كما يعتبر أحد الرواد الأوائل في الدفاع عن حقوق الإنسان انطلاقا من إيمانه بمبدأ احترام الآخر. وفي هذا السياق استعرض رئيس الهلال الأحمر الجزائري الجانب الإنساني لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الذي "أظهره في تعامله مع الأسرى الفرنسيين من خلال معاملتهم برأفة إلى درجة أنه فضلهم في الكثير من الأحيان على جنوده، إضافة إلى منحهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية". وذكر بن زقير بقصة إطلاق سراح عدد من الأسرى الفرنسيين بناء على الطلب الذي تقدم به أسقف الجزائر دوبوش لإطلاق سراح جندي فرنسي كان قد وقع في الأسر فلم يكتف الأمير بإخلاء سبيله، بل أطلق معه 99 جنديا آخرين كان يحتجزهم وهي واقعة تاريخية تؤكدها الكتابات التاريخية الغربية. وتابع بن زقير، موضحا كيف أن العلاقة بين الأمير عبد القادر والأسقف دوبوش كانت مبنية على الحوار والاحترام حتى وأن لم يسبق لهما أن التقيا، ليخلص إلى التأكيد بأن الأمير عبد القادر "التزم بمواقفه كرجل صلح حتى في منفاه، حيث قام بحماية 15 ألف مسيحي بدمشق سنة 1860، مما يعتبر فصلا منيرا في تاريخ الإنسانية. من جهته أكد رئيس "مؤسسة الأمير عبد القادر" محمد بوطالب أن هذه الشخصية التي خلدها التاريخ الإنساني لا تزال تحظى إلى غاية اليوم بالكثير من الاحترام والتقدير على المستوى الدولي وهو ما يدل عليه احتفال العديد من بلدان العالم بذكراه على غرار النصب التذكاري الذي أقيم له مؤخرا بمكسيكو. وفي ذات الإطار ذكر رئيس المؤسسة بأنه سيتم قريبا تنظيم لقاء يحتضنه مجلس الأمة يتمحور حول الأمير عبد القادر و حقوق الإنسان بمشاركة عدة شخصيات من مختلف بلدان العالم.