وفي صلب النقاش الذي دار معه، دعا الرجل كلا من الجزائروالمكسيك لفك الارتباط والاحتكار الخاص بالتجارة البينية مع كل من أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية، مطالبا بتنويع الأسواق كحل لمواجهة الأزمة الاقتصادية، كما ركز في هذا الحوار الصحفي على ضرورة فتح قنوات التعارف بشكل كبير، مشددا هنا على دور وسائل الإعلام والصحافة بشكل خاص من أجل نقل الصورة الحقيقية في البلدين اللذين طالما شوهت صورتهما. وقال من جملة ما قال: ''يجب أن نتساءل كيف استطاع المكسيك أن يكون سادس بلد سياحي في العالم رغم ما تقوم به بعض العصابات؟'' كما كشف أن حجم التبادل التجاري سيفوق الملايير في السنتين المقبلتين، في الوقت الذي لاحظ إرداة سياسة قوية بين قيادتي البلدين للدفع قدما بهذه العلاقات التي ارتفعت تبادلاتها من أقل من 50 مليون دولار إلى 800 مليون دولار في ظرف ثلاث سنوات. وكشف السفير عن مشاركة الجزائر وبقوة في العام المقبل2010 بمناسبة إحياء الذكرى ال 200 لإعلان الاستقلال في المكسيك، والذكرى المئوية لإعلان الثورة المكسيكية التي تبقى واحدة من أكبر ثورات القرن العشرين رفقة الثورة الجزائرية، بالإضافة إلى هذا عرج الرجل على فكرة تشييد تمثال للأمير عبد القادر، وكشف عن قرب تشييد متحف له في بلاد إيميليو زاباتا وبينتيو خواريس.... الحوار: سعادة السفير مرزاق بلحيمر احتفلت الجزائروالولاياتالمتحدةالمكسيكية قبل أيام بالذكرى ال 45 لإقامة العلاقات البينية، ما تقييمكم لواقع هذه العلاقات في شقها السياسي؟ - السفير مرزاق بلحيمر: نحن نحمد الله على ما تحقق بين البلدين، فعلى المستوى السياسي أو العلاقات الدبلوماسية لم يكن لدينا اختلاف، وأؤكد بأنها كانت من بين أحسن نماذج العلاقات التي سجلتها الجزائر على الصعيد الدولي. كما أننا نسجل تعاظما لنسق الزيارات بين المسؤولين في البلدين وفي شتى المجالات والأصعدة، لكن بودي التذكير أن هذه الزيارات تعززت بعد الزيارة التي أجراها الرئيس المكسيكي السيد فيانتي فوكس كيسادا للجزائر في شهر فبراير من العام ,20005 حيث التقى بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي سجل التقدم المسجل للمكسيك في المجالين السياسي والاقتصادي والثورة وعصرنة البلد وترقية دولة القانون واحترام حقوق الإنسان. وقد شدد الرئيسان منذ ذلك التاريخ على ضرورة تطوير التعاون السياسي لحل الأزمات والتعاون الاقتصادي والتجاري من أجل رفاهية الشعبين، ملحين على ضرورة العمل من أجل ملائمة الإطار التشريعي للبلدين مع الواقع الاقتصادي للجزائر والمكسيك. وفي هذا الصدد يمكن التذكير بمجموعة من الاتفاقيات جرى إبرامهما بين الجانبين، فهناك اتفاقية العام 2005 للتعاون في مجال حماية النباتات والحجر الزراعي، وبرنامج ثلاثي للتعاون الثقافي، واتفاق خاص بإلغاء التأشيرات لفائدة حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، بالإضافة إلى رسالة نية للتعاون في المجال الطاقوي. كما تم التوقيع على اتفاق التعاون بين الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة والمجلس المكسيكي للتجارة الخارجية. وقد جاءت الدعوات كذلك من خلال زيارة الرئيس السابق فوكس ولقائه برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من أجل العمل على تشجيع المتعاملين الاقتصاديين الجزائريينوالمكسيكيين في استغلال فرص التعاون والتبادل في إطار لقاءات بينية، ومن خلال إنشاء مجلس مختلط لرجال الأعمال. عفوا على المقاطعة لكن نحن نود إبراز تقييمكم للعلاقات الاقتصادية، وحجم التبادلات بين بلدين محوريين في العالم يشكلان جسرا بين عالمي الشمال والجنوب؟ - في الحقيقة سؤالكم مهم نظرا لأن التبادل التجاري ومتانة العلاقات الاقتصادية هي الكفيلة اليوم بتعزيز العلاقات السياسية بين البلدين، لكن علينا الاعتراف أن عملا كبيرا ما يزال ينتظرنا في الأفق، وهذا بغية إقامة وتشييد قاعدة اقتصادية وتجارية مهمة لاسيما مع موقع الجزائر، وبما تملكه من رتبة عالمية في تصدير الغاز الطبيعي والنفط، وإمكانياتها السياحية ومواردها الطبيعية الضخمة. وفي الجانب الآخر نجد المكسيك، أول بلدن ناطق باللغة الاسبانية في العالم بتعداد سكاني يبلغ ال 120 مليون نسمة، وبمقدرات وإمكانيات سياحية خارقة، وطبيعة ساحرة تتوسط المحيطين وتجاور أعظم الدول في العالم.. نعم مازلت أعترف أن هناك تقصيرا في إدراك إمكانياتنا، فالعلاقات الاقتصادية والتجارية موجودة وتتعاظم بشكل ملحوظ، لكنها ما تزال في غير ما هو مأمول وما يمكن الوصول إليه، وأعتقد أن هذه هي مهمتنا التي يجب أن نضعها على عاتقنا. من جانب آخر عليّ أن أوضح فكرة هامة عند الحديث عن التبادل التجاري والاقتصادي بمفهومه العام، فمشكلة الجزائر كما المكسيك أن لكليهما خصوصية تجارية في التعامل والتبادل. ولمعلوماتك ف 80٪ من التعاملات التجارية والتبادلات الخاصة بدولة المكسيك تتم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، و20٪ الباقية تتوزع مع أوروبا وآسيا وبعض دول أمريكا اللاتينية، حيث تأتي الدول الأوروبية واليابان ثم الصين، لكن هذا لا يمنعنا من التنويه بالأرقام التي لدينا الآن، خصوصا ما تحقق في العام الماضي، فهي أرقام يجب تثمينها فنحن وصلنا إلى رقم 800 مليون دولار كرقم لحجم الاستيراد والتصدير البيني، رغم محدوديته فيما يخص الحبوب التي تستوردها الجزائر، وغاز ال GPL الذي تستورده المكسيك من الجزائر. من جهة أخرى يجب التذكير أنه قد تم الاتفاق أيضا بعد زيارة الرئيس الأسبق المكسيكي السيد فوكس إلى الجزائر على التأكيد على تبادل الخبرات في إطار الندوة الثانية لوزراء الطاقة لكل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييبي والتي انعقدت في المكسيك سنة ,2006 وكانت القمة الأولى قد عقدت في الجزائر في العام .2004 عفوا على المقاطعة مرة أخرى لكن كيف يرى سعادة السفير بلحيمر إمكانية رفع هذا التبادل، وبتعبير أدق الطريقة -المنهجية التي يجب اتباعها؟ - في الحقيقة هذا مهم، ويمكن القول أننا بادرنا في إجراء اتصالات، فنحن لم نبقى مكتوفي الأيادي، فقد باشرت مثلما باشر الصديق السفير المكسيكي السيد إدواردو رولدان بعمل كبير في هذا الإطار، وهو دائم النشاط اليومي من أجل تفعيل التعاون البيني بين البلدين على مستوى كافة الأصعدة. وكذلك الأمر بالنسبة لنا هنا في المكسيك حيث سمحت لي الفرصة منذ قدومي للقاء العديد من وفود رجال الأعمال المكسيكيين بالإضافة للمسؤولين في الحكومة الفيدرالية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الأسبق السيد فوكس والرئيس الحالي السيد كالدرون، إضافة للوزراء الذين نقلت لهم رغبة الجزائر في ترقية التعاون مع هذا البلد المضيف. وعلى القول أن للجزائر كما أسلفت رغبة شديدة للعمل في هذا الإطار وهذا من خلال وضع مخطط من أجل رفع التبادل التجاري وعلى كافة الأصعدة، وباعتقادي أن النجاح سيكون حليفنا. كما أنني أتصور أن المشكلة أو الحاجز الوحيد بين الجزائروالمكسيك هو في كون أننا ما نزال لا نعرف بعضنا البعض جيدا، وهذا ما نعمل وبجهد عليه أنا وصديقي الأستاذ إدواردو رولدان، فالمكسيكيون لا يعرفون العالم العربي وإفريقيا كما ينبغي، واهتمامهم منصب على أمريكا كما سبق وأن ذكرته. ونحن أيضا علاقاتنا التجارية مرتبطة كثيرا بأوروبا فكما تعلم ف 60 بالمائة من التعاملات التجارية للجزائر مع القارة العجوز، وباعتقادي أن ذلك لا يعد أمرا جيدا لاسيما في ظل الأزمات الاقتصادية الدولية التي أكدت تضرر الاقتصاد المكسيكي نتيجة تبعية هذا الأخير للاقتصاد الأمريكي. ولذلك فقد تأثر الاقتصاد المكسيكي في هذه السنة وحتى منذ السنة الماضية من تداعيات الأزمة الاقتصادية، والتي بدأت في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فأول من تأثر بتداعيات ما حصل في الولاياتالمتحدةالأمريكية هم المكسيكيون لان واشنطن هي أول سوق للتصدير والاستيراد بالنسبة للمكسيك، وكما نعرف فقد أغلقت أمريكا بعد ذلك العديد من المصانع عبر العالم وكانت دولة المكسيك أولى ضحايا هذا القرار. علاوة على المناظر الخلابة والرائعة قابلتنا في منطقتي كانكون ويوكاتان السياحيتين تطمح الجزائر للخروج من الاقتصاد المبنى على المحروقات، كيف يمكن للجزائر أن تستفيد من تجربة سادس دولة في المجال السياحي في العالم وأحد أهم منتجي المواد الغذائية في المعمورة؟ - لم لا.. بكل تأكيد وترحيب فهم يستقطبون 25 مليار دولار فقط من السياحة كل عام، والسؤال الأبرز كيف لهذا البلد أن يستقطب ذلك، والبعض أحيانا يتحدث عن عمليات محدودة لعصابات معزولة هنا وهناك؟، فقد ظل المكسيك يشكل أرض استقرار وأمن لرفاهية السائح الأجنبي الذي يأتي من كندا وأمريكا وأوربا حيث توجد أجمل وأكبر المنتجات السياحية في العالم. وهذا ما نأمل في الوصول إليه لاسيما مع تمتلكه الجزائر من ثروة، بساحل يفوق 1200 كلم، وقد بدأنا نعمل في هذا الإطار من أجل جلب اهتمام المكسيكيين لزيارة الجزائر رغم كل التعليقات والصور المشوهة التي يحاول البعض إلصاقها بالجزائر أو بالمكسيك. وباعتقادي أن لكم كإعلاميين دورا مهما ومميزا في هذا الجانب لإبراز أهمية الجزائر وموقعها كدولة محورية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأعود لأشدد على مسألة مهمة أن ذلك ليس عمل وزارة الخارجية أو السفير الجزائري هنا لوحده، بل هي مهمة الجميع من رجال أعمال، صحافيين ومثقفين وغيرهم، فاليوم نحن لم نعد في ذلك العالم المعزول بل أصبح عالم اللحظة بما توفره شبكة الانترنت والمحطات الفضائية وكل هذه الوسائل والقنوات يجب أن تبرز الحراك الواقع في البلدين، لاسيما وأن هناك من يعرف الجزائر من خلال العمالقة كالأمير عبد القادر وشهداء أكبر ثورة من ثورات القرن العشرين والكاتب الشهير ALBERT CAMUS الذي ولد وترعرع في وهرانالجزائرية، إضافة لإقامة أشهر كاتب قصة سردية ألا وهو الكاتب الاسباني ميقيل دي سرفانتس الذي ما تزال المغارة تشهد على رائعته دونكيشوت التي ستبقى أحد روائع القصص العالمية. حدثتمونا عن الجسور الثقافية بين البلدين، لكن بودنا أن نسألكم عن العلاقة التاريخية بين الجزائروالمكسيك لاسيما وأن هذا البلد واحد من أكبر البلدان الداعمة لحق الشعوب في تقرير مصيرها؟ - لقد كان المكسيك من أول البلدان الذين دعموا القضية الجزائرية وقد أسهم ومنذ العام 1955 في دعم أول مشروع قرار في الجمعية العامة الأممالمتحدة من أجل حق تقرير المصير، حيث ضغط المكسيك لتمرير القرار إلي مجلس الأمن لكن للأسف لم يكن هناك عدد كبير من الدول من أجل تمريره نظرا لأن جل دول العالم الثالث لم تحصل بعد على استقلالها، وفي العام 1957 مرر القرار حيث كان المكسيك من المصوتين مع القرار. ولعلمكم فإن المكسيك له مبدأ ومادة تدخل ضمن الدستور المكسيكي تحث على دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها من الاستعمار، ولهذا فالمكسيك كان وما يزال من أبرز مبادئه في السياسة الخارجية الوقوف إلى جانب حركات التحرر حيث نجد دفاعه مستميتا على حق الشعوب المستضعفة في العالم. وفي هذا الإطار سيحيي المكسيك العام المقبل الذكرى ال 200 لاستقلاله والذكرى المئوية لإعلان الثورة المكسيكية، ماذا سيمثل هذا الحدث بالنسبة للجزائر هل هناك مشاركة جزائرية في هذا الإطار؟ - صحيح، المكسيك سيحيي العام المقبل 2010 الذكرى ال 200 لإعلان الاستقلال والذكرى المئوية للثورة المكسيكية - 1810 بالنسبة الأولى و1910 بالنسبة للثانية، وهناك برنامج كبير في المكسيك وفي العالم، والجزائر ستكون حاضرة، ففي المرة الأخيرة التي زارت فيها السيدة وزيرة الخارجية المكسيكية سيبنوزا باتريسا كانيالنوا إلى بلادنا واستقبلت من طرف السيد رئيس الجمهورية سلمته على أثرها دعوة رسمية للجزائر من أجل حضور هذه المناسبة الكبيرة، ومن المنتظر أن تكون مشاركة بالعديد من المعارض والأفلام، وقد وجهت للجزائر دعوة لحضور ملتقى هنا في المكسيك حول أعظم الثورات في القرن العشرين، وكما تعلم فالجزائر صاحبة واحدة من أهم هذه الثورات فإننا في هذا المقام نعلن مشاركتنا في هذا الملتقى الذي سيعقد في شهر أكتوبر من العام المقبل، وأتمنى أن تكون المناسبة سانحة لعرض نضال القضية الجزائرية التي انتصرت بفضل السلاح والدبلوماسية ونضال الشعب الجزائري بعد قرن ونصف القرن من الاستعمار.كما أن المناسبة ستكون لعرض الكثير من المبدعين الجزائريين لوحات وبورتيرهات لشخصيات جزائرية، وأبرزها سيكون تمثال الأمير عبد القادر أحد رجال المقاومة الجزائرية مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وستكون هذه الفعاليات في أغلب بلديات الولاياتالمتحدةالمكسيكية. على ذكر تمثال الأمير عبد القادر الذي كانت لنا فرصة زيارته هنا غير بعيد من مقر السفارة الجزائرية بالعاصمة المكسيكية ''ميكسيكو'' كيف جاءت فكرة بنائه؟ - في الحقيقة التمثال كان فكرة لجمع الشعبين، وقد رأينا بأن الشعب المكسيكي يحب كثيرا إنجاز التماثيل، ففكرنا في إنجاز تمثال يمثل واحدا من رموز الدول الجزائرية، وأحد رموز المقاومة الشعبية مع بداية الاحتلال الفرنسي لبلادنا، فوقعت الفكرة على الأمير عبد القادر. وقد انتقل الفنان مع مجموعة من الشخصيات الثقافية المكسيكية إلي معسكر حيث يتواجد المكان الذي ولد فيه الأمير عبد القادر، وقد تم تأسيس علاقة ثقافية بين الجمعية الثقافية المكسيكية وجمعية الأمير عبد القادر في الجزائر، واليوم لدينا مشروع لبناء متحف الأمير وهذا يدخل ضمن اتفاقية العام 2006 حيث قررنا إقامة حفلات بين البلدين. وعودة لفكرة تشييد وبناء التمثال فقد بدأ تشييده في العام 2004 وبتمويل من المؤسسة الجزائرية سوناطراك بمبلغ 15 ألف دولار، منحت للناحت المكسيكي وتم تدشينه من طرف إحدى الشخصيات الجزائرية، وبالصدفة تزامنت وزيارة وزير الطاقة والمناجم الأخ الوزير شكيب خليل حيث أزاح الرداء عن التمثال لأول مرة. وبالنسبة لقيمة التمثال المعنوية فهو سمح لنا بالتعريف بهذا القائد العسكري والسياسي الجزائري الكبير، الذي ذاع صيته في العالم العربي وإفريقيا وحتى أوربا، وباعتقادي فإن الكثير يباهي بالعمل الذي قام به هذا المقاوم ويضاهيه بأعمال القائد المكسيكي بينتو خواريس في المكسيك والقائد الأخر إيميليو زاباتا. وكما تعلم فكلا البلدين لهما تاريخ ناصع وحافل بالمحطات لاسيما وأن الجزائروالمكسيك نالا استقلالهما بلغة السلاح والمقاومة لوحدهما. ولهذا نحن نرى أن منحى خطى دبلوماسية البلدين على توافق في غالب الأحيان، لاسيما على الصعيد الدولي والإقليمي، حيث هناك إجماع حول مواضيع عدة كتعزيز تعدد الأقطاب وإصلاح منظومة الأممالمتحدة وتوسيع مجلس الأمن الدولي وتحقيق برامج التنمية لاسيما وأن بلدينا يمثلان كما قلت جسورا بين الشمال والجنوب. بالمناسبة سمعنا أن أغنى رجل في المكسيك وواحد من أغنى أغنياء العالم هو عربي الأصل ويسمى سليم وينحدر من أسرة لبنانية معروف باستثماراته الضخمة هل وجهتم الدعوة لهذا الرجل للاستثمار في الجزائر؟ - أبوابنا مفتوحة للجميع ونرحب بأي كان في الجزائر فهذا الرجل له استثمارات كبيرة هنا وخارج المكسيك، ونحن يسعدنا التعاون والمساعدة في مشاريع كبرى كإعادة تهيئة حي القصبة العالمي. بالنسبة للجالية الجزائرية هنا في المكسيك وأمريكا الوسطى هل سجلت في أوساطها متاعب صحية بخصوص فيروس أنفلونزا الخنازير الذي بدأ انتشاره من هذا البلد؟ - في الواقع الجالية الجزائرية هنا في المكسيك وكل أمريكا الوسطى ليست بالعدد الكبير فهي لا تتجاوز ال 100 شخص ومن ضمنها نجد نماذج حققت مشاريع هامة في مجال الاستثمار في العقار والجانب التجاري. وعودة لسؤالكم فنحن لم نسجل إصابات خطيرة ضمن جاليتنا وكما ذكرتم فقد ظهر فيروس أنفلونزا الخنازير هناك في أكبر المزارع الحديثة، وقد أثر كثيرا على صحة المواطنين، لكن يجب التنبيه والتنويه بما قامت به السلطات الصحية وكل الحكومة الفيدرالية في الولاياتالمتحدةالمكسيكية من أجل محاصرة هذا المرض الفتاك، وباعتقادي المرض قد تم التضييق عليه هنا في حين أنه ما يزال يؤثر بشكل كبير في مناطق أخرى من العالم وخصوصا أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية. لقد سهرت السفارة الجزائرية منذ بدأ هذا الوباء بالاتصال والاطمئنان على كل أفراد الجالية القليلة والمتواجدة ليس فقط في المكسيك، وإنما في كل دول أمريكا الوسطى والتي لا تتجاوز 70 شخصا وكلهم اليوم في صحة جيدة. بماذا يريد سعادة السفير مرزاق بلحيمر سفير الجزائر في المكسيك وأمريكا الوسطى إنهاء هذه المقابلة - أولا نحن سعداء بكم هنا في بيتكم، وسعداء باستقبالك واستقبال زملائك من العناوين الجزائرية، والأخت من التلفزيون الجزائري، والأخ المصور، كما أننا نتمنى أنكم قضيتم أوقاتا سعيدة في هذا البلد، وأقدم شكري الخاص لسعادة السفير المكسيكيبالجزائر السيد أدواردو رولدان الذي ساعد في هذا اللقاء هنا بالعاصمة المكسيكيةمكسيكو. كما أتمنى أنكم قد أخذتم الكثير من المعلومات والصور لبثها ونشرها عن المكسيك، وشعب وتاريخ هذا البلد الكبير من أجل إبراز قدراته ولم لا في أن يكون وجهة للجزائريين والجزائريات لاسيما مع حسن الاستقبال والضيافة ومعقولية الأسعار .. أتمنى لكم حظا موفقا، وأمنيتي أن تزدهر العلاقات بين البلدين، كما أبعث سلامي الخاص لكل الشعب الجزائري وقراء يومية ''الحوار'' وحظ موفق للمنتخب الوطني لكرة القدم مع التمنيات بالتأهل لكأس العالم. (المقابلة الصحفية أجريت عشية المقابلة الفاصلة بالسودان).