أعلن الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، عن تخصيص برنامج تنموي إضافي لفائدة مدينة سعيدة يقدر بحوالي 8 ملايير دج. موضحا خلال إشرافه بمقر الولاية على لقاء مع أعضاء المجلس التنفيذي للولاية، موسع للمجتمع المدني، عقب زيارة العمل للمنطقة رفقة عدد من الوزراء أن ”اعتماد هذا البرنامج تم بموافقة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة”. وتم في هذا الصدد رصد 5 ملايير دج لتمويل مشروع تهيئة وادي سعيدة والفضاءات المجاورة للموقع إلى جانب مبلغ 8ر2 مليار دج لمشاريع تهيئة مختلف الفضاءات بوسط المدينة. وذكر الوزير الأول أن هذا البرنامج يهدف إلى تحسين وجه المدينة وإعادة الاعتبار للأماكن العمومية، مشيرا إلى أن مدينة سعيدة تشهد تدهورا ملحوظا في مجال تهيئتها العمرانية. ووعد الوزير الأول بالمناسبة بتمكين ولاية سعيدة من برامج ومشاريع تنموية متنوعة ومتعددة ”تستجيب لتطلعات السكان” والعمل على بعث المشاريع المتوقفة لعدد من الأسباب مثل المستشفيات الثلاثة المسجلة لفائدة الولاية منذ 2006. ودعا الوزير الأول إلى ”تثمين” المؤهلات الفلاحية والجغرافية الكبيرة التي تزخر بها الولاية وكذا إلى جعل المستثمرة الفلاحية الخاصة التي زارها ببلدية سيدي أحمد ”قدوة” في إنشاء مستثمرات يتم تسييرها وفق تكنولوجيات راقية. وسمحت الزيارة التي قام بها الوزير الاول إلى الولاية بالاطلاع على عدة مشاريع ذات طابع اجتماعي واقتصادي عبر عدة بلديات بالمنطقة، حيث أعلن في هذا الصدد عن تخصيص مبلغ 5ر4 ملايير دج لإعادة تهيئة وادي سعيدة الذي يعبر عاصمة الولاية، داعيا إلى الإعلان عن المناقصة في الحال لتجسيد المشروع. كما شدد على السهر على نوعية الأشغال ”حتى يتسنى للعائلات استغلال الموقع كفضاء للراحة والإستجمام”. وقد اطلع السيد سلال على الدراسة الخاصة بإعادة تهيئة هذا الوادي على مسافة 12 كلم انطلاقا من أعالي المدينة حتى محطة التطهير بالمنطقة الصناعية. وقدمت للسيد سلال بهذه المناسبة شروحات حول الدراسة المنتهية لإعادة تهيئة وادي سعيدة والتي تخص ”حماية المدينة من الفيضانات” و«إيصال مياه الصرف الصحي نحو محطة التطهير” لإعادة استعمالها في السقي الفلاحي وتفادي استغلالها قبل عملية المعالجة من قبل فلاحين مجاورين لمجرى الوادي. كما تشتمل الدراسة ”إنجاز قنوات مفتوحة على الهواء بالإسمنت المسلح لجر المياه المستعملة، إضافة إلى إنجاز جسر على الوادي قرب حي ”بوخرص” بغرب مدينة سعيدة. من جهة أخرى، أعلن الوزير الأول عن تخصيص غلاف مالي ب2 مليار دج لإعادة تهيئة منطقة ”وادي الوكريف” بعاصمة الولاية، حيث اطلع على ما تضمنته الدراسة الخاصة بإعادة تهيئة هذا الموقع والتي أشرفت عليها بلدية سعيدة. ودعا السيد سلال بالمناسبة إلى اعتماد النوعية في الأشغال مما يمكن من استغلال هذا الفضاء من طرف العائلات باعتباره يقع وسط مدينة سعيدة. وتخص الدراسة التي انتهي من إعدادها وقدمت للوزير الأول، ممرا سفليا مزدوجا بالموقع بطول 340 مترا ومرآبا للسيارات بخمسة طوابق بطاقة استيعاب تصل إلى 1864 مركبة. وقد تم استرجاع هذا الموقع في إطار عملية القضاء على التجارة الموازية. وحسب الشروحات المقدمة فإنه يتوقع تجسيد هذا المشروع في آجال 12 شهرا. وفي مجال قطاع السكن، اطلع الوزير الأول على المشروع الخاص بإنجاز 4 آلاف وحدة سكنية اجتماعية إيجارية موجهة لفائدة عاصمة الولاية. وقدمت للوزير الأول شروحات بحي ”السلام 2” بمدينة سعيدة حول هذا المشروع المسجل ضمن البرنامج الخماسي الجاري 2010-2014 والذي يكلف قرابة 9 ملايير دج. وتتوزع سكنات هذا المشروع على ثلاثة مواقع وتشرف على إنجازها شركة صينية. وقد شرع في تجسيد جزء من هذه الوحدات السكنية في منتصف شهر ديسمبر الجاري على أن تنطلق أشغال البقية خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة 2013 لتنتهي في الثلاثي الرابع من 2014. ويضم الموقع الأول بحي ”السلام 2” 2200 سكن من فئة ثلاث غرف. وستنطلق بها الأشغال في الثلاثي الأول من العام المقبل، في حين يضم موقع حي ”بوخرص” 1200 وحدة سكنية اجتماعية يتوقع استلامها شهر أكتوبر من 2014، بعدما انطلقت الأشغال منتصف الشهر الجاري. كما تقرر إنجاز 600 مسكن اجتماعي إيجاري بحي ”ظهر الشيخ” كثالث موقع للمشروع وينتظر أن ينجز هذا الشطر في مدة 20 شهرا ليستلم خلال الثلاثي الرابع من 2014. وقد حث الوزير الأول مسؤولي المؤسسة المكلفة بتجسيد هذا المشروع السكني الهام على احترام الأجال المحددة وكذا على النوعية في الانجاز. ومن جهة أخرى، تلقى السيد عبد المالك سلال شروحات حول التجهيزات العمومية المرافقة للمشروع وحول التكاليف المالية المتطلب توفيرها لذلك. من جهة أخرى، تفقد السيد عبد المالك سلال ببلدية سيدي أحمد مشروع إنشاء 155 مستثمرة فلاحية ورعوية جديدة. ويتربع هذا المشروع الذي يندرج ضمن إطار التعليمة الوزارية المشتركة رقم 108 على مساحة اجمالية تقدر بنحو 1540 هكتار. ويوجه المشروع الذي يعول عليه لتحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية للمنطقة إلى فئة الشباب، حيث تقدر نسبة المستفيدين الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة بحوالي 85 بالمائة حسب الشروحات المقدمة للسيد سلال. وتعتمد هذه العملية على نظام انتاجي منسجم ويضم زراعة العلف للتغذية الحيوانية والذي يستجيب لمتطلبات تربيتها وتنميتها بهذا الفضاء الفلاحي والرعوي الجديد. ويتوقع أن يتيح المشروع استحداث 555 منصب عمل كما سيمكن من تحقيق استقرار المجموعات السكانية وإدماج الشباب في مجالات التنمية الريفية.
توزيع عدد من قرارات الاستفادة من عقود الامتياز للأراضي الفلاحية وقد أشرف السيد عبد المالك سلال كذلك على مراسيم توزيع عدد من قرارات الاستفادة من عقود الامتياز للأراضي الفلاحية لعدد من المستفيدين الشباب. وبنفس الموقع عاين الوزير الأول مشروع إعادة تأهيل المحيط الفلاحي لمستثمرة فلاحية خاصة تتربع على مساحة 200 هكتار، حيث يهدف إلى تنمية إنتاج الزيتون وزيت الزيتون. وستمكن هذه العملية من استحداث 25 منصب عمل حيث تقدر القيمة المالية لهذا الاستثمار بأزيد من 850 مليون دج. وقد أكد السيد سلال على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الخصائص الطبيعية لكل منطقة من تربة ومناخ لتحديد الشعبة الفلاحية الملائمة. كما قام بعين المكان بعملية غرس رمزية لشجرة الزيتون. وتلقى السيد سلال بالمناسبة شروحات حول تقنيات السقي المستعملة التي تعتمد على تقنيات جد متطورة على غرار نظام الإرسال عن طريق الاقمار الصناعية في مجال السقي بالتقطير. كما وقف السيد عبد المالك سلال على وضعية مستشفى ”أحمد مدغري” بعاصمة الولاية والذي يضم 17 مصلحة طبية تقدم خدماتها لزهاء 12500 مريض سنويا. ويتوفر هذا المرفق الصحي الذي تقدر طاقته ب402 سرير على تأطير طبي يتشكل من 52 طبيبا أخصائيا و55 طبيبا عاما، إضافة إلى 5 صيادلة و4 جراحي الأسنان فضلا عن 270 شبه طبي. غير أن المستشفى يعاني من نقص الأطباء الأخصائيين، حيث تفتقر بعض المصالح لمثل هذا التأطير على غرار جراحة القلب ومصلحة أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الأعصاب، فيما تعرف مصالح أخرى وجود طبيب مختص واحد فقط مثل الأشعة وجراحة العظام والطب الشرعي، كما أوضح مدير الصحة والسكان للولاية. وبخصوص هذا النقص المسجل، شدد الوزير الاول على ”وضع تحت تصرف الأطباء الأخصائيين الراغبين في تدعيم مستشفى سعيدة العدد المناسب من السكنات الوظيفية”، داعيا إلى ”تشجيع فتح عيادات خاصة بالولاية من أجل تخفيف العبء عن المستشفى”. وأشار السيد سلال إلى أن مسشفى ”أحمد مدغري” يوجد في وضعية ”غير مقبولة” خاصة مع التعطل المستمر لجهاز السكانير. كما زار السيد سلال مصلحة الانعاش الجراحي، حيث التقى بالتأطير الطبي والتقني ودعاهم إلى ”المزيد من الجهود والاهتمام أكثر بالمرضى”، مبديا ”استعداد الحكومة لمنح المساعدات اللازمة”.