أعربت الصين، أمس، عن قلقها العميق إزاء استمرار الوضع الدامي في سوريا الذي يحصد يوميا المزيد من أرواح أبناء الشعب السوري العزل. ودعت هوا تشون يينغ، المتحدثة باسم الخارجية الصينية، الأطراف المعنية بالأزمة السورية إلى التفكير في "مصالح الشعب السوري بعيدة المدى"، وقالت إنه "يتعين على كافة الأطراف المعنية في سوريا أن توقف فورا إطلاق النار وأعمال العنف وتحمي المدنيين وتبدأ حوارا سياسيا شاملا وعملية نقل سياسي للسلطة من أجل إنهاء الأزمة في أقرب وقت". وتزامنت تصريحات المسؤولة الصينية، التي تعتبر بلادها من أحد حلفاء دمشق في مجلس الأمن الدولي، مع تحذيرات الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، بأن الوضع في هذا البلد قد تدهور وسط تصاعد أعمال العنف. وكان الإبراهيمي قد اعتبر أن الوضع في سوريا حاليا أمام خيارين "حل سياسي يمكن أن يلبي تطلعات الشعب السوري أو تحويل سوريا إلى جحيم"، لكن المتحدثة باسم الخارجية الصينية أكدت أن بلادها تحترم خيار الشعب السوري وأنها متفائلة ومستعدة لأية خطة للحل تلقى قبولا واسعا من الأطراف المعنية بالأزمة. وبينما تبحث المجموعة الدولية عن سبل احتواء الأزمة السورية بالطرق السلمية لا تزال لغة الرصاص سائدة في سوريا، حيث أغلقت السلطات السورية، أمس، مطار حلب الدولي بعد استهدافه بالقصف من قبل مسلحي المعارضة. وقال مصدر ملاحي سوري إن "الإغلاق جاء كإجراء مؤقت نتيجة المحاولات المستمرة لمسلحي المعارضة باستهداف الطائرات المدنية، مما قد يتسبب في كارثة إنسانية"، مضيفا أنه "لم يتم تحديد مدة واضحة للإغلاق، لكن من المؤكد أنه سيغلق لفترة قصيرة جدا لحين السيطرة على المناطق المحيطة بالمطار، التي ينتشر فيها مسلحو المعارضة ولضمان أمن وسلامة الطائرات". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن انفجارا دوى في طائرة مدنية لدى إقلاعها من مطار حلب الدولي، مرجحا أن يكون ناتجا عن قصف المطار من مواقع للمعارضة، وقال إن السلطات السورية أوقفت حركة الطيران إلى مطار حلب على الفور دون أن يعرف ما إذا كان الحادث قد تسبب في وقوع ضحايا أو هوية الركاب على متن الطائرة.