وصل المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق، أمس، في زيارة إليها هي الثانية منذ اندلاع الأزمة السورية، يعول عليها المجتمع الدولي كثيرا، لوضع الخطوات الأولى لوقف العنف بين الحكومة والمعارضة بشكل مؤقت، في ظل انضمام روسيا إلى إيران ودول عربية وإقليمية أيدت هدنة عيد الأضحى التي دعا إليها الإبراهيمي، في حين حذر الأمين العام للأمم المتحدة من تأثر لبنان بالأزمة. قال الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، أول أمس الخميس، إن بلاده تؤيد “بهمّة” اقتراح الموفد الدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بإبرام الهدنة. ووصل إلى دمشق المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في زيارة هي الثانية له في مهمته في سورية، وكان في استقباله في مطار دمشق نائب وزير الخارجية فيصل مقداد، وفي العاشرة من صباح اليوم السبت بتوقيت دمشق، يلتقي الإبراهيمي وليد المعلم وزير الخارجية، على ان يلتقي الرئيس بشار الأسد في وقت لاحق، لكن لم يعلن موعد رسمي للاجتماع. وسيعقد الإبراهيمي أيضا لقاءات مع معارضة الداخل وشخصيات من المجتمع المدني. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو دعا جميع الأطراف السورية المتقاتلة إلى وقف إطلاق النار في عيد الأضحى وأمل أن يتوقف الهجوم بالطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة ضد المدنيين، وأن يلتزم النظام السوري وكذلك المعارضة بوقف إطلاق النار. وأكد داود أوغلو أن بلاده ستواصل طوال عيد الأضحى دعم الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية له. وقال الوزير التركي إنه كان قد تم التوصل إلى توافق مع إيران حول دعوة الأطراف السورية لوقف إطلاق النار في عيد الأضحى، في إطار مبادرة أو دعوة المبعوث الأممي إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي، لوقف مؤقت لإطلاق النار في سوريا في عيد الأضحى. وأشار داود أوغلو أن الابراهيمي سيجتمع بعد ظهر اليوم مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لبحث المبادرة التي يتوقع أن تعلن عدد من الدول والمنظمات المعنية بالملف السوري دعمها وتأييدها لدعوة الابراهيمي وبالتالي تقدم دعوة إلى أطراف النزاع في سوريا لوقف اطلاق النار في عيد الأضحى. من ناحية أخرى أطلقت قوات تركية قذائف داخل الأراضي السورية الجمعة عى إثر سقوط قذائف أطلقت من داخل سوريا في الأراضي التركية، حسب تقرير لمحطة “تي أر تي” التركية. وقال معارضون سوريون في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب الشمالية الخميس إن القصف الحكومي للمدينة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة أسفر عن مقتل 49 شخصا على الأقل 23 منهم أطفال. وأكد مصدر سوري رسمي من جانب آخر وقوع تفجير بعبوة ناسفة في دراجة نارية قرب جامع العثمان في منطقة كفر سوسة في دمشق مما تسبب باضرار مادية دون وقوع ضحايا، حسبما ذكر مراسل بي بي سي في سوريا عساف عبود. وقالت بعض المصارد المعارضة إن التفجير كان يستهدف فرعا من فروع الأمن في المنطقة ولكن لم تؤكد المصادر الرسمية استهداف فرع أمني حتى الآن. وتضم منطقة كفر سوسة مبنى وزارة الداخلية السورية وبعض الفروع الأمنية وبعض السفارات العربية. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن انتحاريا فجر عبوة ناسفة في المنطقة الجنوبية الغربية من كفر سوسة على بعد نحو 300 متر من وزارة الداخلية السورة. وقالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن الوضع في سوريا يعيد إلى الأذهان الحرب الطائفية في البوسنة ودعت القوى العالمية يوم الخميس إلى الاتحاد في محاولة وقف إراقة الدماء. وقالت بيلاي “يجب أن تكون ذكريات ما حدث في البوسنة والهرسك حية بما يكفي لتحذرنا جميعا من خطر السماح بانزلاق سوريا إلى صراع طائفي شامل”. وأضافت للصحفيين “يجب ألا يتطلب الأمر شيئا مروعا مثل سربرنيتشا ليهز العالم ويدفعه إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف هذا النوع من الصراع”.