من ضمن العارضين الذين لفتوا انتباه “المساء” خلال صالون القرض المصغر المنظم مؤخرا بالجزائر العاصمة، السيدة سلمون وعلي حليمة من تيزي وزو التي شاركت بالصالون لعرض تجربتها في تربية الأرانب، وهو المجال الذي لم تسبقها إليه أية امرأة في منطقتها بالرغم من أن أرياف القبائل الكبرى تعج بنساء فلاحات وصاحبات استثمارات مختلفة حققن فيها النجاح بامتياز.. واليوم نعرض لكم تجربة تلك العارضة التي تستحق الثناء بحق... وجدت في زوجها نعم الداعم لها والمساعد، فما كان منها إلا ان طلبت قرضا مصغرا لتوسيع نطاق عملها، وبعد صرف قيمة القرض الممنوح لها، اشترت بطاريات لتربية الأرانب وقد شاركت بالمعرض الوطني للقرض المصغر لإظهار تجربتها لعل هذا يفتح أمامها فرص الاستثمار أو حتى ليقتدي البعض بها. السيدة سلمون من بلدية بني دوالة بولاية تيزي وزو أوضحت ل”المساء” أنها تخدم الأرض وأشجار الزيتون بما تقتضيه الحياة في الأرياف ولكنها فكرت في توسيع العمل في الاستثمار في تربية الأرانب. تقول السيدة حليمة أنها تتمتع بطاقة كبيرة للعمل في مجال الفلاحة وتربية الحيوانات، وبعد دراسة وتفكير معمقين، توصلت قبيل سنوات قليلة إلى فكرة الاستثمار في تربية الأرانب لأنها مطلوبة ومحبوبة لدى الكثيرين، خاصة في المناسبات “لم أفكر في جلب الدجاج لأن نطاق استثماره واسع سواء في تيزي وزو أو ولايات أخرى، لذلك فكرت مطولا في تربية الأرانب لأنها من ضمن اللحوم البيضاء المحببة لدى شريحة واسعة من الناس، فكان ان تقدمت أمام الوكالة الوطنية للقرض المصغر لطلب الاستفادة من قرض بهدف تحقيق مشروعي، وبعد مدة تحصلت على قرض واشتريت ست بطاريات لستة وستين رأس أرنب، وبسبب عدم امتلاكي مكانا أكثر اتساعا فقد اكتفيت بهذا العدد كمرحلة أولى ولكني اطمح إلى توسيع الاستثمار، بالنظر إلى الطلب المتزايد على لحم الأرانب”، تقول السيدة حليمة، مضيفة “خضعت لتكوين مدتة 15 يوما بمركز التكوين في مركز جبيلة ببني دوالة لتعلم أبجديات العناية بالأرانب وتقديم اللقاحات لهم، وكذا المتابعة الصحيحة للحمل والإشراف على الولادات، كما تعلمت أيضا ان النظافة هي أساس حياة الأرانب، لذلك أقوم بشكل يومي بتخليص كل أرنب من الشعر الزائد عليه مخافة ان يسبب تطايره ضيقا في التنفس لديه وبالتالي الموت خنقا، كذلك أقوم يوميا بتنظيف قفص هذه الحيوانات من كل أنواع الجراثيم والعفن حتى لا يشتمها الأرانب فتسبب لهم الحساسية، خاصة أنها من أكثر الحيوانات حساسية والعناية بها تتطلب صبرا كبيرا وتجندا يوميا أيضا”، تقول المتحدثة، التي بدا من هدوئها الذي طبع التحاور معها، أنها حقيقة امرأة ريفية بامتياز، ومعرفتها بخبايا استثمارها قد يؤهلها لا محالة لتحقيق النجاح. من جهته، تحدث إلينا زوج السيدة حليمة، مؤكدا انه قدم كل أشكال الدعم لزوجته في سبيل إنجاح مشروعها الذي كان بمثابة الحلم لها، وقد أبدى تجاوبا كبيرا مع توافد الزوار على جناح زوجته لطرح الأسئلة من طرف المهتمين بهذا المجال، وأخذ يقدم الإجابات والتوضيحات للجميع، ولم ينس في معرض حديثه إلينا التطرق الى المشكل الذي يشكل له ولزوجته حجر عثرة أمام إنجاح هذا المشروع من كل النواحي، ذلك أن “الأكل الخاص بالأرانب المسوق حاليا من طرف احد الخواص ذو نوعية رديئة جدا وهو بحد ذاته يتسبب في موت بعض الرؤوس، وهو ما يجعلنا نتوقع خسارة الفائدة من هذا الاستثمار وبالتالي التحفظ من توسيع المشروع أكثر وجلب مزيد من رؤوس الأرانب للتربية والتسويق بعدها”، يوضح السيد سلمون الذي يختم حديثه إلينا بتوجيه تحية إلى زوجته، قائلا “أنها فعلا تقوم بواجباتها وعملها هذا على احسن وجه لأنها حقيقة تريد النجاح ونحن هنا لتقديم الدعم لها”.